عيون الاردن


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم...
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى وسيعدنا ذلك

مع تحيات...
إدارة منتدى عيون الأردن


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عيون الاردن


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم...
أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى وسيعدنا ذلك

مع تحيات...
إدارة منتدى عيون الأردن

عيون الاردن

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عيون الاردن

منتدى كل العرب

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تصويت

المواضيع الأخيرة

» تحت الورد شوك أم فوق الشوك ورد ؟!
قصة الجندي الابيض Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2015 11:39 pm من طرف غادةغادة

» سجل حضورك بـ بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الجندي الابيض Emptyالخميس أغسطس 05, 2010 7:30 am من طرف احمد ابو خلف

» العذاب ملحم بركات
قصة الجندي الابيض Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 7:34 am من طرف احمد ابو خلف

» رحم الله الحسين
قصة الجندي الابيض Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 7:33 am من طرف احمد ابو خلف

» انتهاء موسم روسي بعد سقوطه عن دراجته
قصة الجندي الابيض Emptyالجمعة يوليو 23, 2010 6:03 pm من طرف مكانيكي نسوان

» شاب بتتمناه كل فتاة
قصة الجندي الابيض Emptyالأربعاء يوليو 21, 2010 3:03 pm من طرف احمد ابو خلف

» من اروع قصص الحب
قصة الجندي الابيض Emptyالثلاثاء يوليو 20, 2010 1:43 pm من طرف مكانيكي نسوان

» أطول وأزنخ نكتة
قصة الجندي الابيض Emptyالثلاثاء يوليو 20, 2010 1:41 pm من طرف مكانيكي نسوان

» ديكورات منزلية رائعة جدا
قصة الجندي الابيض Emptyالثلاثاء يوليو 20, 2010 1:37 pm من طرف مكانيكي نسوان

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 728 مساهمة في هذا المنتدى في 258 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 58 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو غادةغادة فمرحباً به.


3 مشترك

    قصة الجندي الابيض

    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:36 am

    طبعا اليوم جايبلكم قصة من اروع القصص الي قراتها في حياتي وهية طبعا قصة خيالية بعنوان الجندي الابيض قصة تستحق عناء قرائتها لانها رائعة جدا

    اترككم مع متعة قرائة القصة

    بدي اعطيكم اياها على مراحل علشان ما تزهقو من القرائة

    - ماذا؟
    صرخت في الهاتف مندهشة وأنا أسمع صديقتي إيميلي تخبرني عن رسوبها في اختبار نهاية العام بالجامعة . دهشت لأنها كانت مجتهدة في دراستها ولكنني أنهيت المكالمة بسرعة وذهبت لأرتدي ثيابي حتى أذهب إليها.. خصوصا وأنها منهارة ولم تتوقع تلك النتيجة..
    نظرت إلى غرفتي الكبيرة للحظة قبل أن أخرج ثم قلت لخادمتي ميرلا أنني سوف أخرج .. قامت بإيماءة برأسها وهي تحمل بعض الأغراض وصاحت
    - لا تتأخري يا آنسة فالوقت متأخر..
    انصرفت أنا..
    دقائق من السير وكنت أمام منزل صديقتي إيميلي.. وعندما دلفت إلى المنزل كان هناك الكثير من الناس والحلويات والكعك والبالونات.. الجميع يبتسم ويضحك وبحثت بغيظ عن إيميلي المخادعة فيبدو أنها لم ترسب وهذا هو مقلب من أحد مقالبها السمجة.. لوهلة رأيت والدتها ولكنها اختفت وسط الحشد فأسرعت خلفها..
    - سيدتي، مرحباً
    - آووه مرحبا لندا.. مبارك نجاحك..
    - أنا ؟ نعم شكرا.. لكن .. أين إيميلي؟
    - إنها بالأعلى..
    - لمن هذه الحفلة إذاً؟؟
    - أنها لآرثر وجيمس لقد تخرجا بتفوق ..
    قالتها بسعادة بالغة وفي خلال لحظات تركت السيدة وورثنجتون واندفعت إلى الأعلى وانا أتفادى جموع الحاضرين المبتهجة.. وطرقت باب غرفة إيميلي..
    - أيميلي.. هذه أنا لندا
    فتحت صديقتنا ميرندا الباب على الفور ورأيت إيميلي تجلس عند شرفتها وترتدي ملابس النوم وهي تدفن رأسها بين ذراعيها..
    اندهشت للمنظر ونظرت إلى ميرندا وقلت :
    - ميرندا.. انت هنا منذ وقت . أليس كذلك؟
    - أجل!
    - هل رسبت حقا..؟
    نظرت إليّ ميرندا بحزن وقالت :
    - لن تكون معنا العام القادم في القسم!
    توجهت إلى إيميلى وربت على ظهرها بلطف ثم قلت
    - إيميلي.. هذا يحصل دائما في الجامعة لا تقلقي..
    سمعت صوت بكائها وقالت دون أن ترفع رأسها:
    - لم نفترق منذ المرحلة الابتدائية لما يحصل ذلك لي أنا؟ لما أنا الفاشلة الوحيدة!
    حاولت أن أجعلها سعيدة وكذلك صديقتنا ميرندا ولكنها لم تكن بخير.. وكان صوت الضحك والسعادة يشع حول غرفتها فكان ذلك جرحا كبيرا لمشاعرها..
    خرجت إلى خارج غرفتها كنت مغتاظة جدا مما يفعله أهلها وهي تبكي في الغرفة..
    وفي الحال شاهدت شقيقها الأكبر آرثر.. توجهت نحوه وقلت بهدوء:
    - مبارك التخرج..
    ابتسم آرثر وقال:
    - لا أصدق أنك هنا لتهنئتي.. أليس كذلك لندا، أنا أعرفك جيدا.. كما أنك لم ترتدي فستان سهرة ..
    نظرت بغيظ وقلت :
    - جئت من أجل إيميلي كما تعلم..
    نظر آرثر حوله وقال بغباء:
    - أوه .. صحيح أين هي أنا لم أرها لقد اشتريت لها فستانا جميلا بالأمس..
    تضايقت منه وقلت بغضب :
    - في الحقيقة انك غريب.. أنت تعلم أنها رسبت وهي حزينة ثم تقومون بعمل حفلة رائعة وتتجاهلون حزنها.. كان عليكم إعطائها المزيد منن الوقت حتى تخف الصدمة..
    نظر إلي آرثر وعلى وجهه ابتسامة غريبة ثم قال ببرود
    - أليس هذا ما تفعله الأخت العاقلة الارستقراطية دائماً؟؟
    - لكن هذا ليس عدلا.. لم يحاول أحدكم حتى أن يذهب إلى غرفتها .. ثم...لقد مضى عهد الارستقراطية أيها السيد..
    قلت ذلك بتعصب إيميلي..
    نظر آرثر إلى الجماهير وهو يحتسي شرابا ثم عاد بنظره إلى وقال:
    - حسنا سوف أذهب إليها الآن معك .. لكن ماذا أقول لها؟؟
    ثم ضحك بشده وقال:
    - أعزيها مثلا!
    تركته وانصرفت فقد كان مستفزا، وعدت إلى غرفة إيميلى وأنا أشعر بالإحباط ، ولم انتبه انه كان يتبعني .. دخلت للحجرة فدخل خلفي وأغلق الباب..
    نظرت إليه باستغراب ولكنه سلم على ميرندا وتوجه معها نحو إيميلي ، كانت ميرندا دائما معجبة بآرثر ولقد حاول الاثنان بتعاون شديد مساعدة إيميلي على الضحك وكانت أكثر تقبلا لآرثر فابتسمت أخيرا بعد وقت طويل وقررت ارتداء فستانها لتكمل مابقي من السهرة بجانب أخيها اللطيف جدا والمستفز إلى أبعد الحدود..
    كانت وظيفتي في هذه اللحظة قد انتهت وقالت ميرندا أنها ستبقى بصحبة آرثر وإيميلي أما أننا فقد قررت العودة إلى منزلي ..
    قال لي آرثر ببرود:
    - هل أنت سعيدة الآن..
    - أجل!
    قلت ذلك باقتضاب وسلمت على إيميلي وميرندا ثم توجهت إلى الطابق السفلي ، حيتني السيدة وورثنجتون ورأيت جيمس شقيق آرثر، لوهلة ابتسم لي من بعيد ورددت الابتسامة ثم انصرفت عائدة إلى منزلي كانت الساعة في العاشرة ليلاً.. وكان الطريق هادئا وموحشا..
    شعرت بالخوف ولكنني قلت في نفسي " دقائق وأصل للمنزل".. نظرت إلى الأشجار حول الطريق، ازداد خوفي وشعرت بأن الدقائق أصبحت بطيئة وأسرعت الخطى..
    وكأنني سمعت صوت سيارة تقترب من بعيد ، خفت كثيرا ولمحت منزلي الكبير يظهر و أنا أمشي على الطريق المرتفع أسرعت السيارة وتوقفت بجانبي ، نظرت للسائق فشاهدت جيمس المبتسم دائما ...وقال:
    - كيف تسيرين بمفردك؟ هل تريدين أن يقوم أحد ما باختطافك وطلب فدية..؟؟
    ابتسمت وقلت:
    - لا ..
    - هيا اركبي إذن..
    - ولكن.. هذا هو المنزل .. لقد وصلت تقريبا..
    - أنت تحرجينني بالفعل!
    كان المنزل قريبا جداً ولكنني لم أرد إحراجه، خاصة وأنه قد ترك الحفل وتبعني.. " شخص لطيف جدا" هكذا قلت في نفسي ،، ركبت إلى جواره وبدأ في التحرك وقبل أن ألحظ ما يحدث كان جيمس قد تخطى منزلي بعدة أمتار ولم يبد أنه سوف يتوقف..
    حاولت ضبط أعصاب وقلت وأنا أنظر إلى منزلي وهو يبتعد:
    - توقف يا جيمس ماذا تفعل؟ لقد تخطيت منزلي..
    - أعرف!
    نظرت إليه كان صوته متغيرا وهو يضع قناعا لا أدري متى وضعه..لم تكن عينا جيمس،، أرتعش جسدي وصرخت حاولت أن أفتح الباب ولكنه كان قد أغلق أوتوماتيكيا.. الزجاج كان سميكاً..


    شعرت بيأس غريب، خاصة وأنني رأيت شخصا آخر كان يختبئ في الخلف، كان يرتدي قناعاً غبياً ، وأشهر سلاحا ضخماً أزرق اللون في وجهي لم أر مثيلا له...
    حاولت أن أهدأ ونظرت من خلال زجاج النافذة باندهاش وأنا أرى المناظر تمر بسرعة خيالية وكأن السيارة تمتلك محركاً نفاثاً.. هناك شيء ما غريب جدا يحصل لي فقد بدأت أشعر بالغثيان وكانت السيارة تسير بسرعة حتى سمعت صفير أذني، لم أعد أرى شيئا وأغمضت عينيّ.. كان الإحساس مريعاً جداً..
    و...أظن بعدها أنني فقدت وعيي تماماً فلم أتذكر أي شيء..

    ******************
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:37 am

    التكمله :

    ******************

    فتحت عيني وأنا أحاول أن أتذكر أين أنا، كنت لم أنسى ما حصل ونظرت حولي بتشويش فقد كانت الإضاءة عالية..
    في البداية لم أستطع تمييز أي شيء، لكن سرعان ما انتبهت على أنني في غرفة مضاءة بها سرير واحد تشبه المشفى ورأيت بعض الأجهزة المتصلة بيدي، ومن ثم رأيت ذلك الرجل..
    كان يقف عند الباب ويرتدي زياً غريباً أبيض اللون، أنه يحمل سلاحاً أزرق اللون أيضاً ولا يبدو ممرضاً فهو يرتدي قناعاً مثل المقاتلين القدامى.. باختصار.. كان منظره مفزعا ورهيبا، وعندما حاولت التحرك نظر إلي بسرعة فخفت وبقيت مكاني ثم قلت بقليل من السخرية:
    - من فضلك أيها الشهم، أين أنا؟
    لم يبدوا عليه أنه سمع أصلاً.. فعدت أقول بجدية أكثر:
    - في الحقيقية سأكون ممتنة جداً لو علمت ماذا يحصل هنا!
    كان يبدوا أنه أصم.. فهو لم يتحرك حتى!
    شعرت بالغيظ لأنه لا يعيرني أي اهتمام، فقررت أن أقوم بالخطوة التالية..
    بدون أن يلاحظ فككت الأشياء العالقة على ذراعي ببطء شديد.. ثم قمت بسرعة وركضت نحو الباب ... كنت أعلم أنني لا أستطيع الهرب هكذا ولكنني كنت أريد أن أحرك ذلك الغبي..
    لم تكن للباب أية قبضة أمسك بها ولكنني حاولت فتحه بأي طريقة... نظرت إليه كان ينظر إلي بهدوء ولم يتحرك من مكانه.. لا أدري لم شعرت أنه يضحك عليّ بسبب الغباء الذي لا جدوى منه.. وكان يبدوا أنه شاهدني بوضوح وأنا أخلع تلك الأشياء الملتصقة على جسدي..
    لم يحرك ساكناً بل ابتعد قليلا ليراقبني.. اكتشفت انه يتسلى بمشاهدتي فتوقفت عن تلك التصرفات ونظرت إليه وقلت بعصبية:
    - ماذا؟ هل أنت أصم؟
    لم يجبني وظل واقفاً كالجدار، ونظرت إليه بغيظ شديد، تحرك نظري إلى قناعه أنه لا يظهر أي شيء من وجهه اللعين.. حتى عينيه كان عليهما غطاء أسود داكن.. مثل النظارة الشمسية العاكسة..
    عدت إلى السرير وبقيت فوقه.. كان مايزال واقفا في مكانه ينظر إلى الباب .. خمنت أنه رجل آلي..
    تسائلت:
    - هل أنت آله حمقاء؟
    لم يلتفت إليّ، ولكنه وقف بمحاذاة الباب لكي يمكنه مراقبتي عن بعد..
    عرفت السر.. إنهم يريدون أن يصيبني بالجنون أياً كان من يفعل ذلك بي ،، الذي يفعل ذلك شخص يعرفني جيدا، ويعرف جيمس ..هذا إذا لم يكن جيمس أصلا الذي يفعل ذلك...
    ولكني لم أظن أن الذي فعل ذلك هو جيمس.. هناك شيء خارق للعادة يحصل، وإذا كان كذلك فأنا أشعر ببعض الإثارة والدهشة واترقب ما سيحصل..
    سألت الريبوت الأحمق:
    - هل أنتم كائنات فضائية؟؟
    لا أدري لم أعجبني السؤال فضحكت على نفسي ..
    تحركت الآله واقتربت نحوي ، كانت حركاته سلسة فعرفت أنه مخلوق حي وليس آله كما ظننت..
    اقترب أكثر ثم جلس على السرير بمواجهتي ..
    كنت مستغربة ولم أقل أي شيء،، فتح الغطاء الداكن فرأيت عينية البنيتين الواسعتين وقال بهدوء:
    - لندا؟
    كانت عينيه واسعتين جداً ولفتت نظري وسألته ..
    - من أنت؟ وماذا تريد مني؟
    قال:
    - وماذا ستعطينني إذا طلبت منك؟
    قلت باستغراب:
    - ماذا تريد مني ؟ المال؟
    - المال؟
    قال ذلك بعد أن ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال:
    - نقودك لا تهمني..
    - ماذا تريد إذاً؟
    نظر إلي وقال:
    - أنا مجرد وسيط بينك وبين من يطالبونك..
    - وسيط؟
    - أجل..
    - ماذا تريدون مني؟
    عاد بظهره قليلا ثم قال:
    - لن تفهمي!
    ابتسمت بسخرية وقلت:
    - حسناً، بما أنني لن أفهم فهذا يعني أن دوري انتهى.. هيا أعدني إلى منزلي..
    - سأعيدك إن رفضت العرض..
    لم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق:
    - أنت لم تقل كلمة مفيدة حتى الآن..
    - ما رأيك إذا أن نصبح أصدقاء أولاً؟
    شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ:
    - ماذا تعني بأصدقاء؟ أسمع يا هذا.. أولاً: أنا لا أتصادق مع أشخاص مثلك .. أعني : يحملون الأسلحة.. ثانياً: أنا لم أر سوى عينيك ولاأعرف حقاً إذا كنت سلحفاة أم رجلاً حقيقيا!
    - أنت تسخرين مني!
    - لا
    - هل أشبه السلحفاة؟
    - أنت لا تشبه أي شيء!
    - هل أنا هلامي؟
    - ماذا تقصد؟
    - ألا أشبه الإنسان؟
    - هل تقصد أنك لست إنسان؟
    - نعم!
    صمت فجأة ونظرت إليه وقلت بعد المناقشة السريعة وكررت بخوف:
    - أنت لست إنساناً؟
    ضحك مرة أخرى وقال:
    - أنا جندي .. إنسان بالتأكيد ، ولكنني لست أرضيا..
    - ما ذا تقصد بكلمة أرضيا؟؟
    سألته بخوف ووقفت..
    صمت بضع ثوان ثم قال:
    - آه.. أعني أنني لست من الأرض.. هذا جيد كبداية للتعارف!
    لم أفهم وقلت بعصبية:
    - أنت تهزأ بي! وتظن أنني أصدقك لأنك ترتدي جلدا أبيضاً لماعاً؟؟
    وقف واتجه نحو الباب ثم فتحه بجهاز صغير في يده وقال:
    - أنت لم توافقي على أن نصبح أصدقاء حتى أحميك.. أنت حرة في قرارك الأخير..
    فكرت بسرعة في أشياء غبية قالها وأظن أنه مجنون ولا أريد أن أعطيه فرصة لإيذائي وصحت:
    - انتظر.. لقد فكرت..
    - بهذه السرعة..؟
    - أجل ،، سوف نصبح صديقين ما رأيك لكن أخرجني من هنا وأخبرني بما تفعله أيها الصديق الطيب،.. هيا..
    نظر إليّ ثانية وأغلق غطاء عينيه ثم قال ببرود:
    - أنت تمثلين؟؟ هل تظنين أنك تلعبين مع ولد صغير؟؟ إبقى هنا إذا وفكري بالأمر..
    خرج بسرعة وأغلق الباب خلفه ..
    نظرت إلى الغرفة الفارغة وأنا أكاد أنفجر من الغيظ .. وصحت من خلف الباب ..
    " أيها المخلوق الفضائي .. لقد قررت صداقتك حقاً.. هيا أخبرني ماذا يحدث وسوف نصبح صديقان حقيقيان ..كن عاقلا، لا يمكنني أن أثق بك إلا إذا كنت صديقاً حقيقيا وجديرا بالثقة!"
    صحت وأنا أطرق على الباب بلهفة :
    " هيا دعني أثق بك"
    علمت أن هذه الطريقة تنجح دائماً مع المعاقين عقلياً..
    وبالفعل عاد صديقي الجندي الذي ليس أرضياً وفتح البوابة الالكترونية.. ثم قال:
    - اتبعيني ..
    مشيت خلفه فورا،ً كنت حافية القدمين ..ولم أعلم حقيقة أين ذهب حذائي .. كان المكان بالخارج أكثر برودة، وكان مدهشاً إلى حد لم أستطع معه إخفاء دهشتي..
    ما زلت لا أستطيع وصفه حتى الآن!!
    لقد تخيلت أنني سوف أخرج إلى مكان هو أشبه تقريبا بالمشفى، أو ..
    لا أعرف..
    أي مكان رأيته كان يختلف عن هذا الإحساس الذي شعرت به للوهلة الأولى..
    كان سقف المكان عبارة عن قبة رائعة مليئة بالنقوش والرسومات وبينها فراغات تسمح بدخول ضوء الشمس..
    كان ضوء الشمس قوياً جدا وكان يضيء المكان بأكمله دون أن يؤذي عينيك.. الكثير من الزهور التي لم أر مثيلا لها في حياتي تخرج من شقوق جميلة على الجدران وكانت هناك شموع داخل قوارير من الماء.. كنوع من الديكور المدهش!! ..
    الأرضيات لا أعرف ماهيتها لكنها ناعمة ومسطحة وباردة أيضاً..
    النوافذ طويلة جدا من الأرض للسقف وتشبه الأبواب إلى حد كبير.. كانت مزخرفة وتلتف حولها أعشاب ملونة وورود تمد المكان برائحة جميلة جداً..
    و البوابة واسعة و تؤدي للخارج لأن الضوء كان قوياً، وتوقفت أتأمل المكان.. نظر إليّ الجندي وقال بشاعرية تتلائم مع الجو المحيط بي:
    - هل أعجبك المكان؟ إنه يعجبني أيضا.. فقد ولدت هنا!
    تسائلت وأنا أحدق بروعة القصر:
    - هل هو منزلك؟
    سمعت ضحكة قصيرة ثم صوته يقول:
    - نعم ..
    نظرت إليه أخيرا.. لم يكن ينظر إلي وقلت:
    - هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟
    - حاليا.. نعم..
    - ألهذا السبب أنا هنا؟ هل تريدني أن أصبح صديقتك من أجل ذلك؟
    تردد كثيرا قبل أن يقول:
    - في الحقيقية...
    - ماذا..
    - حاليا.. سوف أقول أجل!
    - ما حكاية "حاليا" هذه؟ ألا تفكر أبعد من اللحظة التي تعيشها؟
    نظر إلي وجلس على أحد الأرائك الموجودة وقال :
    - أنا لا أعيش من أجل نفسي .. أنا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك..
    شعرت بالخوف وقلت مستغربة:
    - ماذا تقصد؟ هل تقـصد أنني مخطوفة؟
    - لا.. أنت صديقتي ... مؤقتاً..
    بدأ ذلك الشخص يثير أعصابي فصحت بغضب وحيرة :
    - لقد اقتنعت فعلا أنك مجنون .. هل سمعت ؟؟ ما ذا تريد مني؟ ماذا تريد؟؟
    كنت سأبكي ولكنني تمالكت نفسي، ونظرت إليه .. وقف و اقترب مني كثيرا ثم قال بلطف:
    - لم أنت خائفة .. لقد اقتنعت فعلاً أنك شجاعة في جميع قراراتك التي كنت تتخذينها .. لكنك متهورة ببعض الشيء!
    نظرت إليه ولا أعرف فيم يفكر ذلك المجنون ولم أرد عليه لكن عيني امتلأت بالدموع.. ولم أكن أريد أن أرمش حتى لا تنزل دمعتي وعاد هو يقول بهدوء:
    - لقد راقبتك على مدار شهرين.. وقد أعطى رئيسي أوامره لي بتوضيح الأمر لك .. وأنا لم أقصد إزعاجك أبداً.. ربما تصرفت بالطريقة الخطأ تجاهك وأنا أعتذر عما بدر مني..
    لا أدري لماذا شعرت أن الأمر حقيقيا أكثر من اللازم .. وسألته وصوتي متأثرا بتلك الدمعة التي أحبسها:
    - حسناً .. سنتحدث كاثنين عاقلين ، ماهو الأمر الذي جعل رئيسك أيا كان يأمرك بمراقبتي؟؟ ومن أنت؟ أريد أن أرى وجهك..
    قال لي :
    - إرتدي حذائك أولا لندا ..
    ثم أمسك بيدي واتجه نحو الباب الواسع و قادني إلى الخارج..
    -------------------------------------------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:38 am

    البقية :

    كان في الخارج حديقة كبيرة ورائعة.. ومن خلالها يمتد طريق صغير وقال الجندي وهو يفتح غطاء عينيه ..
    - أنا الجندي الأبيض ..وأدعى جاميان..
    نظرت إلى عينيه هي نفسها لكنها كانت أرجوانية اللون .. سرى بعض الخوف في جسدي وقلت بدهشة :
    - أنت غريب الأطوار فعلاً..
    - لماذا؟
    - إن لون عينيك غــ ...
    - أعرف، قلت لك .. أنت الآن لست في الأرض.. أنت في مكان آخر جميل ويشبه الكوكب الأرضي ..
    قلت ساخرة:
    - حقاً؟ حسنا .. لماذا لا نطير؟
    - قلت إنه يشبه الأرض!
    - ولماذا أنتم لاتشبهون سكان أهل الأرض؟؟
    - .......................................
    - آه أظنك تضع عدسات لكي تخيفني!
    - ........................................... (ظل يسير بصمت)..
    توقفت عن السير ونظرت إليه وقلت :
    - حسنا .. لما لا تريني وجهك؟؟
    - لا أستطيع..
    - لماذا؟؟ هل مخك بارز؟ هل أنت بشع وممل؟ هل أنت تشبهنا أم أن كوكبك الجميل فقط؟
    توقف لينظر إلي وصمت للحظات ثم قال:
    ملك "بانشيبرا" العريقة إنه شاب لطيف جداً وقد ورث الحكم قريبا جدا لكنه لم يتوج بعد.. مازال مستاءا من موت والده الملك الراحل .. لم يستطع أي شخص إزالة ذلك الحزن .. ويخشى رئيسي أن تعم الفوضى في بانشيبرا بسبب انعزال الملك الحالي..
    عاد للصمت فقلت ساخرة :
    - أكمل تبدوا قصة جيدة..
    قال الجندي الأبيض بجدية :
    - عرفت أخيرا شقيقته الأميرة لوليانا حل ذلك الملك ..
    - وما هو؟
    - فتاة من الأرض..
    زفرت بضيق ولم أفهم ..تأكدت من أنه مصاب بمرض نفسي عقلي ومتأزم جدا وحالته خطيرة ويجب نقله لمصحة الأمراض العقليه قريبا ،، ويحب تألف القصص الغريبة أيضا.. ولكنني قلت بضيق :
    - ما علاقتي بالملك وبانشيبرا تلك..
    - سأخبرك .. عندما كان الملك صغيرا ، سُمح له بالذهاب إلى الأرض.. وأحب ذلك الكوكب العجيب .. يجب أن نجعله يخرج من عزلته بإعادة الذكريات الجيدة إليه .. أرجوك ساعدينا..
    صحت بغضب :
    - ولماذا أنا..؟؟
    قال بهدوء:
    - لأنك أعجبتني.. أنت الأفضل..
    - وما أدراك هل شاهدت كل بنات العالم؟
    - لماذا لا تساعدينا؟؟
    - من حقي أن أرفض..
    صمت قليلا ونظر خلفي .. أنا أيضا شعرت بشيء يقترب من وراء ظهري فالتفت ..

    كان هناك رجل يقترب، نظرت له بدقة..
    شعر بني وأنف طويل .. كان شكله مخيفا بعض الشيء وتلك.. آه كانت عينيه واسعتين وحمراوين.. يا للهول!! لم أرى لون عينين أحمر من قبل بها الصفاء المرعب..
    نظر إلى الجندي ثم قال بصرامة :
    - جاميان .. لقد انتهت مهمتك .. هيا عد إلى عملك السابق في الحراسة أنت ستأخذ مكان تالتن ..
    ظهر أشخاص آخرون يتبعون الرجل، كانوا لا يرتدون الأقنعة ويحملون الأسلحة ولم يبد أنهم عاديون فقد كانوا طوال القامة ويمتلكون ملامح غريبة ومتجهمة لم أرها من قبل..
    نظر إلي جاميان وغطى عينيه ثانية ثم قال وهو يمد يده لمصافحتي :
    - تشرفت بمعرفتك!
    صافحته فوضع ورقة مطوية صغيرة في يدي وضغط عليها ، ثم رحل .. وبدون أن يلحظ أحدهم أخفيت الورقة في جيب بنطالي وسرت مع الآخرين وأنا أراقب الجندي الأبيض وهو يبتعد.. لا أدري لماذا شعرت بالخوف وودت لو يعود فيصحبني! أظن أنني كنت قد بدأت أرتاح إلى حديثه الهاديء .. مع أنه كان مجنونا ! لكن يمكن السيطرة عليه ..
    ************************

    كنت أفضل لو ارتدى هؤلاء الأقنعة مثل الجندي الأبيض.. فمناظرهم كانت فظيعة..
    سرت خلف الرجل الصارم وسار إلى جواري اثنان ومن خلفي الاثنان الباقـيان.. وقطعنا مسافة طويلة بعض الشيء
    مررنا بمزارع تحفها الأشجار وشاهدت بعض الأعمدة البعيدة جدا لم أعرف ماهيتها،، وظللنا نسير حتى بدأ قصر جميل في الظهور من بعيد..
    كان رائعاً وكانت الأشجار التي تحفه عملاقة وقديمة فهي تضاهيه في الطول والجمال..
    دخلت معهم تحت تهديد السلاح وقابلنا ثلاث فتيات فاتنات.. لكنهن صبغن شعورهن بأصباغ غريبة .. أبيض وسماوي والأرجواني أيضا.. كن يبدين مثل شخصيات أفلام الكرتون..
    رحبوا بي واصطحبوني إلى مكان آخر.. بعيدا عن هؤلاء الأغبياء.. جلست على أريكة مريحة ..
    و قالت صاحبة الشعر الأبيض والعينان الزرقاوان:
    - أنت لندا الأميرة الجديدة أليس كذلك؟
    لم أفهم شيئا ورددت الفتاة صاحبة الشعر الأرجواني:
    - يالها من جميلة تعجبني عيناها إنها خضراء اللون .. إنه اللون الكوني .. وشعرها أنظرن.. أشقر كخيوط الشمس!
    قالت الثالثة وكان شعرها أزرق فاتح وكذلك عيناها غريبتان تخاطبني:
    - أتعلمين .. لا يوجد أحد في عالمنا كله يمتلك لون الطبيعة مثلك.. الشمس والشجر..
    نظرت إلى بلاغتهن في وصفي وكأنني دمية باربي ..ولكنني بدأت الآن اقتنع أن الأمر حقيقيا وليس من تأليف شخص واحد..مجنون
    وبدون سابق إنذار بدأت الفتيات بتمشيط شعري .. وإحداهن ذهبت لتحضر شيئا ..فقلت بسرعة :
    - ماذا تفعلن؟
    - نحن نجهزك حتى تقابلي صاحب الجلالة..
    قمت واقفة بسرعة وقلت:
    - ماذا؟ أنا لم أوافق على ذلك هيا دعوني أعود إلى منزلي ..
    قالت إحدى الفتيات باندهاش غريب :
    - سوف تكونين أميرة رائعة.. أنت لا يمكنك رفض الملك الشاب التي تتمنى فتيات "بانشيبرا" أن ينظر إليهم نظرة واحدة..
    جلست في مكاني وقلت بغضب :
    - حسنا أنا لم أوافق على خوض المغامرة!
    - أتقولين عن هذا مغامرة؟؟ إنه لأمر رائع وعظيم جدا..
    - لا
    خرجت إحدى الفتيات وعادت ومعها ذلك الرجل أحمر العينين وقال:
    - ألم يأخذ جاميان موافقتك؟
    نظرت إليه وقلت:
    - لم أفهم..
    - ذلك الجندي الذي أرسلناه إليك ألم يأخذ موافقتك؟
    - لا .. أنا لم أوافق..
    - لماذا أخرجك إذا، ليست هذه هي الأوامر..
    قالها بعصبية ثم فتح جهازا في يده وصاح بغضب :
    - تالتن ، ذلك الغبي الذي أعطيناه مدة شهران ليحضر لنا فتاة لا تعلم شيئا عن الأمر.. هيا إذهب واقطع رأسه لقد فشل في المهمة..
    شهقت الفتيات وصحت :
    - لا إنتظر.. أنا أعلم كل شيء .. لقد وافقت .. أ .. إنه .. لقد أخذ موافقتي لكنني ..
    صمت ذلك الغبي ثم صرخ ثانية في الجهاز :
    - أحضره إلى هنا إريد أن أتفاهم معه..
    لم أكن أريد أذيته.. لا أعرف لماذا قلت هذا مع أن رأسه المجنون لايهمني ..
    وقفت حائرة أفكر في الموقف وذهبت مع الفتيات إلى غرفة واسعة وقالت الفتاة ذات الشعر السماوي :
    - هيا بدلي ملابسك لأننا سوف نجهزك الآن..
    ثم أعطتني قميصا داخليا قصيرا، دخلت إلى الحمام وبدلت ملابسي.. لم أنس بالتأكيد ورقة جاميان ففتحتها بسرعة ونظرت بداخلها.. مكتوب :
    " لندا.. لا تخذليني ..
    إن احتجت إلي في أي وقت فيمكنك الاتصال بي ، أشعر بالسوء حيالك ولكن هذه هي المهمة التي أسندت إلي .. إنهم يجعلون الآخرين يكرهونني دائما لقد كتبت هذه الورقة مسبقا وسوف أعيدك إلى وطنك هذا وعد..
    رقمي هو ......."
    كتب أرقاما غريبة لا تشبه أي أرقام رأيتها في حياتي فقد كانت تبدو لي مثل الكتابة الصينية أو الهيروغليفية .. قطعت الرقم بسرعة ورميت الورقة بعد أن قطعتها من النافذة ، ثم خرجت إلى الفتيات ، وجدت معهم امرأة جميلة عينيها بنيتان وشعرها بني أيضا.. ترتدي فستانا رائعا كحلي اللون مطرز بنقوش ذهبية غريبة ومدهشة تذكرني بصور فتيات النبلاء في العصور الوسطى.. وقالت إحدى الفتيات للأميرة:
    - إنها لندا، جلالتك ..
    ثم نظرت الفتاة إلي وقالت :
    - سمو الأميرة لوليانا شقيقة ملك با نشيبرا العظيم..
    نظرت إلي الأميرة وخاطبتني قائلة برقة:
    - أشكرك أيتها الأميرة الجميلة على ما ستقدمينه من مساعدة من أجل شعبنا في بانشيبرا ..
    ثم اقتربت وقبلتني على جبيني ..
    شعرت أنا بالخجل وابتسمت ثم قلت بارتباك :
    - إنه لشرف لي يا سيدتي.. أ.. أن أقوم بذلك العمل من أجلكم..
    في تلك اللحظة دفع الباب شخص ما بقوة إلى الصالة الكبيرة،، شاب وسيم جدا نظر إلينا بإحراج وقد اندهش من منظرنا، وقفت بسرعة خلف الفتيات أختبيء لكنني شاهدته ..
    قال الشاب بارتباك شديد :
    - آآآ .. آسف.. آسف ..
    ثم انصرف بعد أن كاد يصطدم بالبوابة.. كان شعره أسودا وناعما وطويلا بعض الشيء .. وسألت لأني لم أسمع ماذا قال من شده الخجل :
    - ماذا قال؟
    أجابت الأميرة :
    - لقد اعتذر عن دخوله المفاجيء فهو لا يعرف القصر جيدا..
    ثم أردفت تسألني:
    - ألم تعرفينه؟
    قلت باستغراب:
    - وكيف لي أن أعرفه فأنا لم أقابل أي شخص حتى الآن...!
    ---------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:39 am

    التكمله

    قالت الأميرة بتلقائية :
    - إنه أفضل جنودنا في القصر الجديد، ويدعى جاميان .. هل عرفتيه؟ أظنه الشخص الذي كان مكلفا بمراقبتك وإ--------------------------------------------------------------------- حضارك..
    صمت قليلا وقلت مستغربة :
    - أتقصدين الجندي الأبيض ؟؟
    ضحكت الأميرة وقالت :
    - إن روسو رئيس جنودنا يفرض عليه ارتداء القناع لأن الفتيات عادة يغرمن به.. إنه ملفت للنظر ويجيد الحديث وهو شرس و قوي! لكن الرجال الآخرون يغارون منه ...
    عادت الأميرة للضحك وضحكت الفتيات أيضا بحرارة ..
    تسائلت:
    - هل هو الذي اختارني؟ أم إن شخصا فعل ذلك وكلفه بمراقبتي؟
    قالت الأميرة باسمة:
    - هو من اختارك.. لقد أعطيناه مواصفات جميلة وأظن أن ذوقه كان رفيعا جدا..
    ثم نظرت للفتيات وقالت بمرح
    - أليس كذلك يا فتيات؟؟..
    تكلمت الفتيات مع بعضهن بمرح ..
    أما أنا فاستغربت قليلا وودت لو نظرت إليه لفترة أطول لا أدري لماذا راودني ذلك الشعور ولأول مرة في حياتي ... أنني مهتمة بشخص ما وأود مقابلته ثانية.. لقد اتهمته بالجنون لفتره طويلة ..
    أنتهت الفتيات من تزييني ولبست ثوبا رائعا منسدلاًً .. قالت إحداهن أنني في غاية الجمال وكنت سعيدة بذلك ..
    في الحقيقة لم أكن أتخيل تجربة رائعة كتلك .. لقد كانت حياتي مملة وغريبة وروتينية ليس عندي سوى صديقتاي ميرندا و إيميلي .. والجامعة ..
    هكذا أصبحت تسير حياتي منذ موت والداي في تحطم طائرتهما الخاصة منذ خمس سنوات أجتهد في دراستي من أجل الدرجات العالية وأعيش في منزل واسع مخيف مع خادمتين وسائق وطباخة يصاحبني الملل والحزن .. وأحمل ثروة ضخمة ورثتها عن والدي يتحكم بها أعمامي بحكم أنهم يعرفون مصلحتي ولأني مازلت صغيرة وهم في الحقيقة ينهبون مال أبي الذي هو ملكي ..
    بدأت بالفعل أستعد لمقابلة ملك بانشيبرا المنعزل..
    كانت مهمتي سهلة جدا وهو أن أجعله يبتسم.. ولم أر مشكلة في ذلك .. قالت الأميرة لوليانا :
    - لقد قمنا بدعوة الأمراء والسادة لحفلة الليلة .. أرجو أن تستطيعي إقناعة بالحضور، فسيكون ذلك إنجازا كبيرا لك ..
    صحبتني الأميرة في دهاليز القصر الكبير ..
    ثم طرقت على باب ضخم وفتح أحد الحرس وفورا سمح لها بالدخول .. ثم شاهدنا صورة كبيرة لرجل عجوز له لحية بيضاء طويلة وقالت الأميرة بحزن :
    - إنه والدي الملك الراحل العظيم..
    تطلعت إلى الصورة مرة ثانية ثم سرت خلفها حتى وصلنا إلى باب كبير منقوش بالذهب..
    دخلت الأميرة ودخلت خلفها ورأيت شابا يعطينا ظهره ويتطلع من الشرفة الواسعة وحوله زهور جميلة..
    نظرت إلي الأميرة نظرة ذات مغزى فعلمت أنه الملك الشاب ثم تنحنحت وقالت ..:
    - كيف حالك الآن يا شقيقي سمو الملك ؟
    رد عليها الملك ولم يلتفت إليها..
    - بخير..
    قالت شيئا آخر كانت تبدو مترددة وهادئة في نفس الوقت..
    - سموك! لقد حضرت لك مفاجأة بسيطة .. فتاة من كوكب الأرض ،، في الحقيقة لقد وصلت منذ ساعات فقط..
    عندها التفت الملك الشاب بهدوء ونظر إلي بشك فقالت الأميرة:
    - إنها لندا يا سيدي وقد جائت من أجلك خصيصا، وتكبدت مخاطر الرحلة إلى هنا..
    نظرت إليه .. كان شابا وسيما أيضا.. لكنه يبدو حزينا ومرهقا.. كان شعره بنيا وعيناه كانت عسلية فاتحة جدا.. ويشبه اخته إلى حد كبير
    وقف واقترب مني ثم قال باندهاش وهو ينظر إلى عيني الخضراوين :
    - حقا؟
    قلت بتوتر:
    - بالتأكيد يا سيدي..
    عاد ينظر إلى أخته ثم قال بهدوء:
    - لم لا نجلس؟
    فرحت الأميرة لوليانا وقالت والفرحة تبدو على صوتها :
    - نعم .. هيا لنجلس..
    أمسك الملك بيدي وأجلسني على أريكة وثيرة وجلس إلى جانبي وجلست شقيقته على الأريكة المقابلة لنا ثم بدأ الحديث قائلا:
    - عرفت أنك من الأرض.. لكنني لم أعرف لماذا جئت من أجلي؟
    نظرتُ إلى الأميرة بارتباك فلم أعرف ماذا أقول ولكنني ابتسمت وأجبت:
    - تريدني أن أرحل؟
    اندهش الملك وقال بسرعة :
    - لا.. أنا لم أقصد بذلك السؤال..
    صمت قليلا فقلت :
    - لقد جئت من أجل زيارتك، فأنا أحببت بانشيبرا مؤخرا رغم أني لم أبق فيها إلا بعض الوقت..
    كنت أحاول أن أكون سياسية قدر الامكان....وشعرت أني منافقة ..
    ابتسم الملك قائلا:
    - هذا لطف منك ..
    اعتبرت تلك الابتسامة نجاحا لصالحي وقالت شقيقته:
    - لقد أقمنا حفلة على شرف الآنسة لندا الليلة..
    صمتت، فقلت أنا مبتسمة :
    - سوف تحضر.. أليس كذلك؟
    - بالتأكيد..
    قالها الملك الشاب بعد القليل من التفكير وبقينا معه لبعض الوقت حدثني فيها الملك عن مناظر بانشيبرا وتراثها.. عرفت عن تلك الأعمدة التي شاهدتها أنها من آثار بانشيبرا وأن طول العمود الواحد يبلغ مئات الأمتار ولكنه يبعد عنا مئات الأميال فنراه صغيرا ..
    أمضينا وقتا رائعا ثم خرجنا .. قالت الأميرة لوليانا بسعادة غامرة :
    - أشكرك يا آنسة لندا.. لقد فعلت الكثير.. أتمنى أن تواصلي هكذا حتى يوم تتويج الملك .. متأكدة من قدراتك في أنك ستجعليه يفعل ذلك..
    قلت وأنا أسير إلى جوارها :
    - يبدو أن الأمر سيطول..
    - ليس كثيرا.. وسوف نعطيك ما تريدين..
    - أنا لا أريد شيئا..
    توقفت لوليانا عن السير وقالت بدهشة:
    - لماذا تفعلين ذلك وأنت لن تحصلي على مقابل؟
    قلت بلامبالاة:
    - أفعل ذلك من أجل الشخص الذي طلب مني فعله، فقد كان طيبا معي..
    - أهذا كل شيء.. فقط من أجل شخص واحد؟
    - نعم..
    - هل هو روسو؟
    - لا
    - من؟
    - الشخص الذي طلب مني فعل الأمر..
    - أهو أحد الجنود..
    نظرت إليها وقلت مبتسمة :
    - الجندي الأبيض...
    - جاميان ؟ ذلك الــ ؟؟
    سألت ذلك باندهاش كأنما تخاطب نفسها .. ثم تابعنا السير..
    .................................................. .......
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:39 am

    البقية:



    رأيت غرفتي الجديدة المؤقته وقالت لي وصيفتي الجديدة "راجوي" أنني يجب أن أرتاح حتى حفلة الليلة..
    لم أستطع النوم،، كنت أفكر تلقائيا في كل ماحدث وفكرت طويلا فيه.. جاميان.. لا أعرف لماذا أفكر فيه؟ لقد أعجبت به ولا أعرف لماذا .. لم يكن الملك نفسه على قدر من الجمال والذكاء مثل ذلك الجندي العادي ..
    قمت واقفة وفتحت الباب فحضرت وصيفتي راجوي وسألتها:
    - هل أطلب منك خدمة؟
    - تفضلي يا سيدتي..
    - هل تعرفين الجندي الأبيض .. جاميان ؟
    - نعم ياسيدتي..
    - أنا أريد أن أحدثه.. استدعيه بسرعة..
    هزت راجوي رأسها وذهبت ..
    لم تتأخر كثيرا ولكنها عادت بمفردها وقالت:
    - لم أجده ياسيدتي عند الجند وقالوا لي أنه ربما ذهب إلى الخارج مع السيد روسو..
    بالقليل من الإحباط عدت إلى غرفتي وجلست في الشرفة .. كان الجو جميلا والمنظر رائعا.. كان ذلك المكان كأنه جنة خيالية كان الوقت غروبا،، الشمس تنزل رويدا و السماء يشع منها لونا أرجوانيا كلون عيني جاميان.. سألت نفسي لماذا عدت إلى التفكير فيه .. تذكرت رقم هاتفه العجيب الذي وضعته في قفازي الرقيقين ولكني لم أعثر عليه..
    يبدوا أنه سقط مني، أرجو أن لا يجده أحدهم وتحدث له مشاكل..
    سمعت فجأة طرقا على باب غرفتي وفتحت راجوي الباب ثم اقتربت من الشرفة وقالت :
    - عفوا يا سيدتي الشخص الذي طلبته قد حضر..
    شعرت بسعادة غريبة وقلت :
    - دعيه يدخل..
    بالفعل دخل جاميان وكان يضع القناع على وجهه فضحكت عليه..
    قال من تحت القناع :
    - لماذا تضحكين؟
    قلت وأنا مازلت أضحك :
    - تبدوا مضحكاً .. هيا اخلع ذلك الشيء من على وجهك ..
    قال جاميان:
    - لا أستطيع ..
    - لماذا؟
    - شكلي مرعب !! أممم مخي بارز..
    ضحكت ثانية لأنه تذكر حوارنا الأخير وقلت:
    - لا فائدة من أكاذيبك .. هيا لقد رأيتك..
    قال باندهاش :
    - حقا؟ أين؟؟
    تركته وعدت إلى الشرفة وجلست ثم نظرت إليه .. خلعه ببطء ونزلت خصلات شعره الأسود واقترب من الشرفة ثم وقف ..
    نظرت إليه لبعض الوقت.. كان رائعا .. وقال مبتسما:
    - خطة جيدة منك لكي أخلعه..
    - لقد رأيتك بالفعل ..
    قام بعمل حركة بوجهه مستغربا ورفع حاجبييه ثم قال :
    - لماذا استدعيتني؟
    - كنت أود أن أشكرك .. وأشاهدك
    قلتها ثم ضحكت..
    نظر إلى نفسه بطريقة كوميدية ثم قال ضاحكا:
    - الناس يستدعوني دائما لمشاهدتي .. سوف أصبح لاعب سيرك يوما ما..
    قلت وانا أضحك على كلامه :
    - حقا؟ ولماذا فرض عليك روسو أن ترتدي القناع؟
    ابتسم اتسامة رائعة وقال:
    - قال روسو أنه لن يسمح لي برؤية والدتي إلا بعد أن أرتدي القناع لمدة عامين وأن لا أحضر أي حفلة بدونه أو به..
    قلت مندهشة:
    - تعني أنك لم تر والدتك منذ عامين..
    - لا.. أنا لم أكمل سوى عام واحد لقد اشتقت إليها فعلا..
    قلت مازحة:
    - سأطلب إليه أن يمد فترة عقوبتك..
    نظر إلي باندهاش فقلت :
    - أنا أمزح معك..
    ابتسم جاميان وقال:
    - إذن سيكون أمر أنك رأيتني سرا بيننا ..
    قلت :
    - موافقة .. ولكنك تعني أنك لن تحضر الحفل المقام الليلة على شرفي؟
    - أنا آسف،، كنت أود ذلك..
    - لم أسألك لماذا جعلك روسو ترتدي القناع؟
    تردد قليلا ثم قال:
    - لا أستطيع ان أخبرك .. أرجوك .. سامحيني إنه أمر حساس بالنسبة لي..
    ابتسمت ووقفت ثم اقتربت منه قليلا وقلت:
    - كيف راقبتني ولم أشاهدك أبدا أو أشعر بك؟
    - لم آخذ لقب الجندي الأول بسهوله..
    قالها ضاحكا ثم دق جرس صغير في جهاز معلق على جيبه فقال وهو يرتدي قناعه بسرعة وارتباك :
    - إنه روسو يستدعيني .. أرجوك ما حصل كان سرا بيننا .. أنت لم تريني أبدا
    قلت وأنا أراه ينصرف :
    - ألن أراك ثانية..
    نظر لي من تحت قناعه وقال بهدوء:
    - في الأغلب .. لا
    ثم فتح الباب وخرج بسرعة ..
    واشتعلت غضبا .. ماذا يقصد ذلك الجاميان .. ألم قل لي أنه سيعيدني إلى الأرض؟
    هدأت قليلا وقلت في نفسي أنه يقصد : لن يخلع قناعه .. هكذا تسير الأمور حتى يشاهد والدته..
    ثوان ودخلت وصيفتي راجوي ثم قالت بلطف:
    - سيدتي لقد جئن بنات التجميل في القصر ليعدوك لحفل الليلة..
    وبالفعل كان موعد الحفل قد اقترب.....

    ***************
    انتهت الفتيات من تزييني ولبست فستانا جديدا .. لم أكن سعيدة بالأمر ولكنني لم أعرف ماذا افعل......
    ولكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما حضرت الأميرة لوليانا إلى غرفتي ..
    في الحقيقة فرحت لاهتمامها بي ولحضورها شخصيا وأخبرتني أن الملك المعظم ( الرائد إمرجيز) ينتظرني ... كان اسمه غريبا بعض الشيء لكنه أعطى لسمعي بعض الصدى ..
    صحبتني في الممر الكبير .. الكثير من اللوحات الجميلة لفتت انتباهي ولكن كانت هناك لوحة مكررة رأيتها كثيرا بالكثير من التصاميم المختلفة الصورة تعبر عن جندي قديم يرتدي خوذه ويحمل شيئا ضخما أشبه بالسيف .. فالحقيقة كانت صوره مرعبة قليلا..
    بعد دقائق قصيرة من السير رأيت الملك يقترب وحوله بعض الحرس الذين يرتدون زيا عسكريا موحدا...
    ابتسم الملك لي وقال:
    - إنها حفلتي الأولى منذ شهور..
    قلت أصطنع السعادة الغامرة:
    - شكرا لك سمو الملك على حضور الحفلة المقامة على شرفي ..
    هز الملك رأسه بامتنان موافقا ..
    سار الملك إلى جانبي وكانت لوليانا تمشي خلفنا وهي في غاية الفرح.. واقتربنا من بوابة المكان الذي تقام فيه الحفلة ...
    وكان........
    لا أروع منه أبدا......
    ولم أره حتى في أحلامي .. ولا يوجد مثل ذلك المكان على الأرض مهما حاولت إجاده.. السقف مرتفع جدا يتدلى منه أشياء تشبه الثريات المتلألأة.. وكأنها عناقيد من الماس المضيء..
    الأرضيات فرشت بالسجاد الفخم .. والأرائك المريحة منتشرة في كل مكان.. هناك موائد ضخمة عليها صنوف من الطعام والحلويات الغريبة ،،و كان هناك الكثير من المدعوين ولكنهم عندما شاهدو الملك عم الصمت والتفوا حولنا ، لا أدري لم شعرت بالخجل الشديد والجميع يحدق بي ..
    وعندما جلس الملك جلست في الكرسي الملكي الذي عن يساره وجلست لوليانا عن يمينه..
    لحظات وعاد الحفل مرة أخرى إلى طبيعته وقال الملك لي بالهمس :
    - لقد أصريت أن يكون حفلك يا لندا في نفس القاعة التي يتوج فيها ملوك بانشيبرا على مر الأزمان .. والتي سأتوج فيها بعد الغد..
    قلت بامتنان:
    - إن هذا لشرف عظيم لي سيدي..
    كان الوقت الجميل يمر بسرعة وأنا بصحبة الأميرة لوليانا والملك أيضا .. كانا لطيفين جدا معي ويتحدثان عن حفل التتويج .. وكنت أحدثهم عن حفلات تتويج الملوك في الأرض ومن قرآتي لكتب التاريخ القديمه حيث عصور الملوك والنبلاء..

    اقترب موعد انتهاء الحفل ولكن حدث شيء غريب ..
    الحاضرون تململوا وسمعنا بعض شهقات الحاضرات والأميرات ،، كما أن أصوات الحديث ارتفعت وبدا الموقف متوترا بعض الشيء..
    وقف الملك بتوتر ونظر حوله ليحاول فهم الأمر..
    وقبل أن يحدث أي شيء .. إنشقت جموع الحاضرين واقترب أحد الجنود يرتدي زيا عسكريا أسود اللون والذعر باد على وجهه ..


    ---------------------------------------------------------------
    قال الملك محاولا عدم إظهار خوفه :
    - مالأمر أيها الجندي؟
    نظر الجندي حوله يتأمل النظرات المتوجسة وقال وصوته يهتز:
    - سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم .. أنا الجندي الأسود تالتن حارس (أيموكيا).. لقد تم عزلي ولكنني اكتشفت أن (أيموكيا) ليست موجودة في مكانها القديم .. أظن أنها سرقت..ولقد بحثت عن قائد الجند ولم أجده ...
    علت الشهقات والصيحات وبدأ الجمع بالتحدث بصوت مرتفع بعض الشيء والدهشة والخوف تعلوا وجوه الجميع..
    لم أفهم بالطبع ماهي ( أيموكيا) تلك.. ولماذا هي مهمة جدا بالنسبة لهم بهذه الدرجة..
    قال الملك بصرامة:
    - أين حارس أيموكيا الجديد ؟ أين جاميان؟؟
    نظر الجميع فجأة إلى البوابة ودخل منها رجلين كان الأول هو روسو قائد الجند صاحب العينين الدمويتين ويتبعه جاميان بزيه الأبيض ولم يكن يرتدي قناعه وكان الهدوء باديا على وجهه الوسيم ... حدق الجميع بوجه جاميان طوال الوقت..
    نظر روسو إلى الملك ثم قال باحترام والصرامة بادية على وجهه :
    - سمو الملك الرائد إمرجيز المعظم، لا داعي للقلق.. الأمر تحت تصرفي ..تحكم الجندي الأبيض جاميان في مكان أيموكيا لسبب لم أعلمه بعد..
    تظرت إلى جاميان كان التوتر قد بدأ يظهر على ملامحه وقال وهو يتقدم روسو:
    - سيدي سمو الملك الرائد إمرجيز.. أرجوا أن تعطيني حسن إصغائك لبعض الوقت..
    سار الملك بعصبية تجاه البوابه وقال بغضب يشعله الشرار
    - اتبعني أيها الجندي الأبيض ..
    نظر إليّ جاميان نظرة خاطفة سريعة لكنها مليئة بالتعبيرات ثم ألتف و سار بسرعة خلف الملك تبعه حرس الملك وروسو والجندي الأسود..
    كان التوتر يسري في عروق الحاضرين ولكن الأميرة لوليانا قالت بصوت مرتفع تحدث الحاضرين:
    - ضيوفنا الكرام: أرجو منكم عدم القلق فتلك الأمور تحصل كثيرا.. إعذروني على انصراف الملك بتلك الطريقة ولكنكم تعلمون أن الأمر حساس وأتفهم مشاعركم ... أسعدتمونا بحضوركم..
    نظرت إلي لوليانا وقالت باسمة:
    - يجب أن تقولي للضيوف شيئا في نهاية حفلتك..
    نظرت للضيوف وقلت بارتباك أنا نفسي لاحظته:
    - شكرا لحضوركم .. وأتمنى لكم جميعا الهناء والسعادة..
    بقينا بعد أن انصرف الضيوف جميعا وودعناهم كلهم .. كما عرفتني الأميرة لبعض الحضور من الأمراء وكنت محط اهتمام الجميع..
    .. كنت أفكر طوال الوقت في جاميان .. أنا لا أفهم بالضبط ما الذي جرى هناك!
    وسألت الأميرة لوليانا أخيرا:
    - سيدتي الأميرة، أنا لم أفهم ماهي هذه الــ أماكويانا؟ أمكويكانا؟؟ آسفة ... لا اتذكر اسمها جيدا..
    - تقصدين (أيموكيا؟)
    - نعم بالتأكيد..
    - إنها قلادة ملكية سحرية ورثتها عائلتنا الملكية جيلا بعد جيل .. إنها تعني الكثير لأسرتنا .. ولذلك نحفظها بدمائنا.. وكل غال علينا .. وسرقتها تعني أن من سرقها سيمتلك قوى خارقة تؤهله ليأخذ حكم بانشيبرا.. أظن أنك الآن تفهمين الوضع ..
    صمتت لبعض الوقت وأنا أفكر.. ثم قلت:
    - هل تعقدين أنها سرقت بالفعل؟
    - لا.. لا يجب أن نستهين بحارس أيموكيا .. إنه من أقوى جنودنا .. لقد اقترب من الحصول على لقب الجندي الذهبي الأسطورة! لكن روسو مغتاظ منه ولا يريد جاميان الحصول عليه خاصة وأن روسو لم يحصل عليه بعد.. لكنني أظن جاميان مؤهل للحصول عليه ..
    قلت باندهاش:
    - غريب .. لم يبد عليه أبدا ذلك! يبدو وديعا جدا؟
    ابتسمت الأميرة لوليانا ثم قالت كلمة غريبة:
    - لا تغرك المناظر يا عزيزتي، إنه قاس القلب وأنت لا تعلمين عنه شيئا ..
    كنت أفكر في كلامها وسألت:
    - وماذا يعني لقب الجندي الذهبي ؟ أهو شيء مهم جدا؟؟ هل هو وسام ما؟
    - الجندي الأسطورة كان موجودا منذ مئة عام وكان يدعى (( باركس)) .. لكنه لم يتكرر مرة ثانية والذي أعطاه اللقب هو جدي الأول الملك أليفندو .. إن صور مجد الجندي الذهبي تنتشر في أرجاء عالمنا الصغير .. وهناك منافسة كبيرة للحصول على اللقب للمرة الثانية بين وجاميان وتالتن.. إنهم من أفضل الجنود على الإطلاق..ولذلك أخذا لقب الجندي الأبيض والأسود.. من أجل التحدي .. أحدهما سيطرد الآخر من الملعب ..
    لم أعلق .. وبقيت أفكر بصمت .. إنها كرقعة الشطرنج تماما .. ياله من شطرنج غريب لا يوجد به سوى الجنود .. لاملوك لاقلاع ولا حتى خيول ..
    وودعت الأميرة ثم عدت بصحبة وصيفتي راجوي إلى غرفتي وسرت في الممر وأنا أعيد النظر إلى لوحات الجندي الذهبي ودخلت غرفتي ثم سألت راجوي بعد أن بدلت ملابسي :
    - راجوي .. لماذا تقول الأميرة لوليانا عن جاميان أنه قاس القلب ،، هل تعرفين عنه شيئا؟؟
    نظرت راجوي إلي ثم قالت بانفعال:
    - جاميان .. إنه إنسان قاس فعلا .. هو حقا جندي قوي لا يقهر، ويقولون عنه أن لديه بديهة وذاكرة لا يمتلكها أحد بسهولة ،، كما أنه يعرف أماكن الأشياء المسروقة و الأشخاص المخطوفين بإحساس مرهف لديه... لكن..
    قلت متلهفة لسماع المزيد عنه:
    - لكن ماذا؟
    جلست راجوي بقربي وقالت بالهمس:
    - عندما اشتعلت الحرب بين المملكتين (بانشيبرا) و(تيمالاسيا) منذ عدة أعوام قتل والد جاميان في الحرب ،،ولكن جاميان انتقاما لما حصل لوالده، ذبح الكثير من جنود تيمالاسيا وصنع برؤوسهم جسرا معلقا بعد أن أدخل الحبال في تجاويف عيوونهم لعبور جيش بانشيبرا إلى ضفة تيمالاسيا .. وعندها بدأ الجميع في الانتباه لقدرات جاميان الغريبة ..
    شعرت بالاشمئزاز وسرت قشعريرة في جسدي ثم قلت :
    - أكملي أرجوك .. ماذا فعل؟
    - بعد انتهاء الحرب ماتت والدته .. فــ
    هتفت بدهشة مقاطعة راجوي :
    - ماذا؟ هل توفيت؟
    نظرت راجوي إلي وقالت :
    - نعم .. ولكنه قام بتحنيطها وخلع أحشائها ثم وضعها في محلول صنعه بنفسه في صندوق زجاجي عمودي .. قام بفتح عينيها وأبقاها أمامه طوال الوقت وأصبح يكلمها كل يوم ويحكي لها عن انجازاته..
    قلت باندهاش وأنا أشعر بالغثيان:
    - هل هو معقد نفسيا؟؟ كيف يفعل ذلك بوالدته ..
    أمسكت برأسي بعدما أصابه الصداع وقلت غير مصدقة :
    - لا مستحيل .. لا يبدو عليه أنه من ذلك النوع من المعقدين السفاحين .. يا للأسف لقد كنت قد بدأت أحبه بالفعل!!
    قالت راجوي :
    - هذا فقط بداية لتاريخه الأسود ،، فأنت لم تعرفي بعد لماذا فرض عليه روسو ارتداء القناع .. لقد حصل حادث مريع بسبب وجهه الجميل اللعين..
    تعجبت من التضاد .. جميل – لعين و قلت متشوقة :
    - ماذا .. قصي علي قصته بسرعة ..
    ------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:41 am

    التكمله

    طلبت من راجوي أن تقص علي قصة جاميان عندما فرض عليه روسو ارتداء القناع ..
    قالت راجوي بقلق :
    - لكنه موعد نومك يا سيدتي ..
    قلت وأنا أريد أن أضربها :
    - ماذا .. تشوقينني ثم تقولين .. نومك .. لاااااااااااااااا لن أستطيع النوم ..
    أمسكت راجوي بكتفي وقالت بسرعة :
    - حسنا حسنا .. لكن أخشى أن تعاقبني الأميرة إن علمت أنني قصصت عليكي تلك القصص ..
    قلت بعجلة :
    - لن أخبر أحدا بالأمر .. هيا تكلمي وحسب ..
    - حسنا .. سأكمل .. جاميان عُين بعد الحرب رئيسا للحرس في قصر الأمير (نيروتا)،، وكانت شقيقته الأميرة قد أعجبت بوسامة جاميان وقوته .. إلى حد الحب ..
    صمتت راجوي فقلت بلهفة :
    - هيا أكملي ..
    تابعت راجوي :
    - تطور الأمر معها فأصبحت تطارده وتحدثه عن حبها له،، وعندها طلب جاميان من الأمير (نيروتا) أن ينقله من القصر ولم يذكر السبب .. بالفعل تم ذلك فقامت الأميرة الشابة بشنق نفسها في غرفتها . أكتشف الجميع الأمر وحضر جاميان العزاء بصدر رحب... ومن ذلك اليوم جاء جاميان لقصر الملك هنا في العاصمة ... ثم رشح لحراسة أيموكيا .. وفرض عليه روسو ارتداء القناع حتى لا تتعرض فتاة أخرى لشنق نفسها بسبب منظره المعسول ... القاتل..

    لم أسألها المزيد من الأسئلة لأنها شعرت بالقلق لتأخري في النوم وتركتني لوحدي مع الكوابيس ... كوابيس جاميان بالطبع ..
    تذكرته عندما قال أنه يشتاق لرؤية والدته ..
    لا أصدق أنه كان يتكلم عن جثة محنطة خلع أحشائها بيديه ... شعرت بالخوف ودخلت تحت البطانية وأنا أتذكر القصص التي حكتها لي راجوي ..
    لمت نفسي كثيرا على حسن ظني به ،، لا أدري لماذا لم أستطع أن أكرهه مع كل هذا . . وحاولت ان لا اتذكر وجهه حتى لا أختلق له الأعذار.. . ولم أستطع النوم طوال الليل ..
    تذكرت الشخص الذي مثل جيمس .. لقد استطاع تغيير شكله بسهوله ،، هل هو جاميان يا ترى ؟؟
    نظرت حولي بخوف ، لما أنا في هذا المكان الغريب على كوكب غريب ، مع أشخاص مجانين وغرباء لوحدي ..
    نزلت دمعة من عيني وتذكرت منزلي وخادمتي اللطيفة ميرلا .. تذكرت صديقتاي ميرندا وإيميلي .. يبدو أنني سوف أدفع ثمن تلك المغامرة غاليا جدا .. وأظن أنني لن أرى موطني مجددا ....... ولا في الأحلام حتى !!
    أخذني النوم .......
    في الصباح أيقظتني راجوي وتناولت فطوري معها .. كان الفطور غريبا كالعاده وتوجد الكثير من الأشياء التي لا أعرفها ولكنني تذوقت بعضها ،، لم أتكلم كثيرا وكنت أنظر إليها ، كانت راجوي شابة جميلة .. تمتلك عينين واسعتين وشعر وردي ناعم .. كان لونه غريبا لكنني بدأت أعتاد على تلك الألوان ..
    وبادرت قائلة :
    - ألم تعرفي ما حصل بالأمس ؟؟ لقد نقل جاميان قلادة إيموكيا إلى مكان آخر وقال للملك أنه فعل ذلك لأنه أحس بأن أشخاصا منظمون للشر سيحاولون سرقتها ! والعجيب أن الملك صدقه وتركه يذهب .. ياللعار!
    شربت بعض الماء ثم تسائلت :
    - ألم يخبر جاميان الملك عن مكانها الجديد؟؟ أخشى أن يفكر في السيطرة على العالم كما يفكر الأشرار دائما..
    نظرت إلي راجوي ثم قالت بقلق :
    - لا أعلم أكثر مما قلته لك .. فقد سمعته من بعض وصيفات الملك منذ قليل.. لكن ملكنا ذكي .. أظن انه بالتأكيد عرف مكانها ..
    تسائلت :
    - راجوي .. هل الأرض بعيدة عنكم؟؟
    تعجبت راجوي من السؤال وقالت :
    - أووووووه بعيدة جدا ،، وليست هناك سوى مركبة واحدة تدعى "هينوا" فقط هيا التي يمكنها الوصول للأرض في غضون تسعة أو عشرة أيام ربما..
    شهقت من الصدمة وصحت :
    - هل تقصدين أنني غفوت عشرة أيام حتى وصلت إلى هنا؟؟؟
    - هذا إذا كنت لا تتذكرين شيئا عن الرحلة .. أظن أن جاميان حقنك بمادة مخدرة حتى لا تسببي المشاكل له ..
    لم أصدق ما يحصل وتأكدت في ضعف املي للعودة إلى الأرض .. يبدو أن قلبي قد لم يعد يخاف .. و نويت أن أبدأ تحد جديد ......... وعلى هذ الكوكب الجديد أيضا !


    ---------------------------------------------------------------------------------

    البقية:

    -

    مضى يومان عاديان،، أمضي بعض الوقت مع راجوي وبعض الوقت أتجول في القصر بصحبه الأميرة فتعرفني على بعض الأماكن الجديدة .. وأشخاص جدد.. ومرة التقيت بالملك الذي صحبني وشقيقته الأميرة في جوله إلى متحف غريب جدده الملك حديثا وذهب لافتتاحه ولا أخبركم عن حشود الناس والحرس التي كانت هناك....
    واليوم .... كان هذا هو يوم تتويج الملك .. الاحتفالات تملأ الشوارع والساحات منذ يومين الكثيرمن رسائل التهنئة والهدايا التي توجهت إلى القصر صحبتني الأميرة لوليانا ونحن متوجهتان إلى القاعة التي يوجد بها الملك .. لكي نصحب الملك في جولة بانشيبرا لتحيه القسم ثم يتوجه إلى قاعة الملوك ليتوج و يحلف قسم الملك..
    دخلنا الى القاعة الكبيرة .. الجميع ملتف حول الملك وزراء ومستشارين و مئات الحرس الخاص والجنود ..
    قالت الأميرة وأنا أبحاث بعيني عن إناث غيرنا :
    - سنبقى هنا بعض الوقت...
    لم أجد أي أناث غيري أنا والأميرة إلا بعض وصيفات الملك اللاتي جلسن بالقرب منه يتحدثن، ولكن الملك كان يتحدث مع مستشاره ...
    قلت بضيق :
    - لم لا نخرج من هذا المكان؟؟ هل هو مكان الجنود ؟؟ هناك الكثير منهم هنا ...
    أجابت لوليانا بلطف :
    - لا تقلقي ياعزيزتي سوف نخرج عندما تشائين ذلك ..
    فجأة سمعنا صوتا يقول من خلفنا يقول :
    - آه مرحبا بالضيفات الجميلات..
    عرفت الصوت فلم ألتفت ووقفت في مكاني متجمدة وسمعت الأميرة:
    - مرحبا جاميان، كيف تسير الأمور معك؟؟
    - إنها أفضل بكثير..
    التفت ببطء ونظرت .. كان يضع قناعه الغبي كالعادة ونظر إلي وقال :
    - أهلا آنسة بيرتون ...
    - كيف عرفت اسمي ..
    - لا عجب فقد راقبتك طوال شهرين وثلاثة أيام و تسع ساعات ... هههههههه
    لم أجد الأمر مضحكا ولكن لوليانا ضحكت فقلت بسخرية :
    - أممممم .. كيف حال والدتك هل حدثتها بالهاتف؟؟
    انصرفت الأميرة بعد عن استأذنت في دقيقة ....
    صمت جاميان لبعض الوقت ثم نظر إلي بعينيه الارجوانيتان التي ظهرت من تحت قناعه وقال بهدوء :
    - لا .. لا أستطيع الحديث إليها بالهاتف ..
    - لماذا؟
    - إنها لا تستطيع الكلام..
    نظرت له باشمئزاز شديد حاولت أن أخفيه فقال بصوت منخفض :
    - من أخبرك؟
    ذهلت لجزء من الثانية ولكنني تمالكت نفسي وقلت :
    - أخبرني ماذا؟
    - عن أمي ... أحدهم قص عليكي قصة سيئة عني ..
    لم أرد عليه ولكني اكتفيت بهز رأسي نفيا .. فنظر إلي مرة ثانية ثم قال :
    - مضطر للذهاب آنسة لندا ولكنني سأجد من أخبرك ذلك وأشقه لنصفين ...
    قلت بسرعة:
    - جامي .. جاميان ..
    التفت إلي وقال بمرح :
    - يعجبني اسم الدلع الذي نطقتيه في البدايه ..
    كنت أود أصفعه وحاولت أن أقول بهدوء :
    - لم يكن مقصودا ... ولكن ألن تعيدني إلى الأرض.؟؟ لقد وعدتني ..
    لا أدري لم كأنه تفاجأ من السؤال ولم يرد ..
    سمعنا الموسيقا في الخارج تعلن عن بدأ تجهيز الملك للذهاب .. وبدأ الجميع في التحرك .. أقترب جاميان مني وانخفض قليلا لمستوى أذني قال بصوت منخفض يحمل رومنسية غريبة :
    - لندا .. لا تخافي لن أتركك أبدا لهذا الذئب ..
    انطلق بسرعة واختفى وسط الحشود .. من يقصد بالذئب؟؟ زاد من خوفي وحيرتي .. هل كان يقصد الملك أمرجيز؟؟
    بدأت أقلق من كل التضادات التي تحوم حولي ..
    وقفت بضع دقائق أفكر في ما يحصل .... كان الجميع يتحرك ويحاول أن لا يصطدم بي .. أقبلت لوليانا وقالت والسعادة تملأ صوتها :
    - هيا ... الجميع بانتظارنا ..
    قلت بهدوء :
    - المفروض ألا أذهب معكم..
    كانت الضوضاء حولنا كبيرة والرجال في حالة حركة دائمة .. ومن بعيد صوت الموسيقى العسكرية ..
    ونظرت لي لوليانا باستغراب لا حظته وقالت وقد تلاشت تلك السعادة من صوتها :
    - لندا .. ما الأمر، هناك شيء ما يضايقك بالتأكيد .. أليس كذلك ؟؟
    - لا.. ولكنني لن أذهب معك أنت والملك سأذهب مع احدهم وأحضر التتويج كواحدة من الجمهور .. أنا لست ملكة ولست أخته ..
    قلتها كما قلتها لا أعرف كيف خرجت .. ولا حظت الاندهاش والاستياء على وجه لوليانا التي قالت بصوت منخفض :
    - هل أخبرك جاميان بشيء سيء عن الملك؟؟
    نظرت لها وانا أحاول أن أستشف من كلامها أي شيء ولم أتحدث فقالت :
    - هيا مهما قال جاميان فإنك لن تصدقيه أليس كذلك .. إنه معقد نفسيا..
    قلت بغضب :
    - جاميان لم يقل لي شيئا .. وأنا لن أذهب إلى حفل التتويج برفقتكم ..
    لا أدري لماذا كنت أشعر بالحيرة والاشمئزاز من كل شيء وقالت الأميرة بلطف أحرجني :
    - كما تشائين .. ولكن يجب أن يصحبك أحد جنودنا المتمرسين ... أنت بالطبع لا تريدين جاميان ؟ أليس كذلك؟ أم أنه الوحيد الذي تعرفينه؟؟
    أطرقت .. ولم أجب .. فتركتني وذهبت ...
    بعد قليل سمعت صوتا يقول من خلفي :
    - ما رأيك آنسة لندا في نزهة قبل حفل التتوييج؟؟
    نظرت خلفي ورأيت جاميان ...
    مستحيل .. هل سيصحبني حقا؟؟!
    -------------------------------------------------------------------------------


    التكمله


    مستحيل .. هل سيصحبني حقا!؟؟!
    -------------------------------------------------------------------------------
    قال بمرح غبي :
    - ما رأيك .. الا تحبين أن تخرجي بصحبة جندي مجهول .. هههههههه
    نظرت له بخوف وقلت :
    - أنا لن أذهب معك في أي مكان.. هل سمعت..
    اقترب مني وقال بصوت منخفض :
    - ماذا قالت لك راجوي؟ هل تريدينني أن أشقها إلى نصفين؟؟
    شهقت من دون وعي مني وقلت بخوف :
    - مستحيل .. لا راجوي لم تقل شيئــ .....
    - أعرف أنها أخبرتك.. لا تدافعين عنها ...
    كنت خائفة جدا وبدأ الجنود حولنا بالانتظام والانصراف خلف موكب الملك واقتربت لوليانا وقالت :
    - أنت بخيرأليس كذلك لقد دعوت جنديا تعرفينه حتى تكوني مطمئنة...
    ثم نظرت إلى الجندي الأبيض وقالت :
    - اهتم بها يا جاميان..
    هز جاميان رأسه وانصرفت الأميرة بسرعة لتلحق بموكب شقيقها ..
    نظرت إلى جاميان الذي سحبني بسرعة من يدي وهتف بمرح :
    - أنت لا تملكين خيارا آخر، أنا قضاء عليك اليوم .. دعينا نخرج من الباب الخلفي .. ستصلين إلى مكان التتويج أسرع من الملك نفسه..
    - اتركني يا جاميا ااااااااااان ن ن ...
    صرخت وهو يسحبني عكس الناس ولكنه لم يتوقف وظل يمشي بسرعة و فستاني يضايقني ولا أستطيع الركض به .. خطوتين بساقي جاميان الطويلتان بعشر خطوات مني .. لم يكن هناك تكافؤ قدرات ..
    ركضت وركضت وخرجنا من الباب الخلفي حيث الأشجار والغابات ولم يكن يوجد أي مخلوق حي سوى العصافير ..
    قلت بخوف :
    - ماهذا يا جاميان.. لا يوجد أحد هنا..؟؟
    ضحك جاميان ثم خلع قناعه وقال باسما :
    - لم لا تستمتعين بوقتك وتدعيني أخبرك بعض الأشياء عن الحوادث التي أخبرتك بها راجوي ..
    قلت بعصبية وأنا أحاول أن لا أنظر لوجهه:
    - لن أبقى معك وحدنا .. أنت لست مضمونا.. هل سمعت..
    قال ببرود وهو يرفع حاجبيه كنوع من التحدي :
    - لقد بقيتي نائمة أمامي بمفردك طوال أسبوع وأربعة أيام ... لو كنت أود أذيتك لفعلت .. لكنني تأملتك طوال الوقت ..
    احتشدت دموعي وقلت بخوف:
    - لكنني الآن لا أريد البقاء معك .. ألا تفهم يا إنسان؟؟!!
    نظر إلي بصمت طويل ..
    أنا أيضا لم أقل شيئا ..
    ظللنا هكذا لمدة خمس دقائق.. ربما أكثر أو أقل لا أعلم لكنه قال بهدوء وهو يسير ببطء :
    - ماذا قالت لك راجوي وجعلتك تكرهينني إلى هذا الحد .. هل أخبرتك عن الحرب؟؟ هؤلاء الجنود الذين قتلتهم خدعوني وهاجموني وكنت وحيدا .. كان علي قتلهم وتعليقهم حتى يكونون عبرة لمن اعتبر.. أنت لا دخل لك بأعمال الرجال .. إنها الحرب يا عزيزتي .. الحرب ..
    نظرت له ولم أقل شيئا.. كنت أفكر في قوة رجل يقتل مئات الرجال المسلحين بمفرده ..
    وتابع :
    - أنا لا أخمن حقيقة ماذا قالت لك راجوي أيضا.. ماذا أخبرتك؟؟ هل أخبرتك بحادثة الرجل الذي قذفته من على الجسر؟؟ كيـ ...
    - لا أريد سماع المزيد عنك .. أريد أن أذهب الآن..
    ابتسم وقال :
    - حسنا .. اذهبي ..
    قلت بغضب :
    - هيا خذني .. أنا لا أعرف الطريق ..
    - حسنا.. إما أن تسيري معي أو تذهبي وحدك ..
    لم يكن لدي خيار .. سار امامي وأنا خلفه وبدأ يتحدث قائلا :
    - ذلك الملك أمرجيز الخبيث .. أحذري منه ..
    ولوح لي بقناعه إلى مكان ما فنظرت لأجد مركبة صغيرة بيضاء اللون وعليها رسومات سوداء تقف وسط الأشجار فقلت :
    - لماذا تقول ذلك ؟؟
    - تفضلي في سيارتي ( كما يقول أهل الأرض) وسوف أخبرك ..
    ركبت بالداخل كانت تشبه السيارت إلى حد كبير ولكنه مختلفة قليلا .. فهي أكبر حجما ولا أدري هناك مقود غريب ولوحة مفاتيح كما في أجهزة الحاسوب ..
    هناك أشياء كثيرة مختلفة كشكل النوافذ.. والشكل العام ..
    ماذا كان يريد أن يخبرني جاميان؟؟
    --------------------------------------------------------
    ركب إلى جواري وقال وهو يحرك المركبة ويضع قناعه جانبه :
    - سيطلب منك ( أمرجيز) طلبا .. وعليك أن ترفضي ..
    - وماهو ذلك الطلب؟؟
    - لا .. أنت ستعرفين قريبا ..
    صمتت لثانية ثم قلت بسخرية :
    - هل أنت عرّاف؟؟ أنت تتكههن بأمور حصلت أو لم تحصل ويكون رأيك صحيحا؟؟
    - المهم أن ترفضي طلبه..
    - إذا طلب مني شيء أقدر عليه فسوف ألبيه..
    نظر إلي للحظة ثم تابع القيادة وهو يسير داخل الغابة ثم قال بهدوء:
    - انا أعرفك جيدا جدا .. لن توافقي ..
    - ماذا .. ماذا تريد مني .. لا تتدخل بحياتي .. هل سمعت..
    ظل يقود بهدوء ونظرت إليه لبعض الوقت .. كان وجهه وديعا وهادئا وجميلا ملامحة وكأنها مرسومة بقلم ..كان ينظر إلى الطريق ويفكر بشيء ما فقد كان حاجبيه الجميلان متقاربان وكأنه يفكر ..
    شعره ناعم أسود حالك يصل إلى كتفه .. وبشرته بيضاء ناصعة.. سحبت نظري بعيدا عنه .. يالـخداع ذلك الشيطان الجميل.. لماذا أحبه؟؟ لا أعلم أحبه وأكرهه ... تناقض في مشاعري نحوه كتضاد شخصيته الغريبة ..
    كنت أفكر وانا أنظر إلى الأشجار وشعرت أنه نظر إلي بضع مرات .. ثم توقفت السيارة فجأة ..
    نظرت له بخوف فابتسم وقال وهو يلتقط قناعه:
    - لا تخبري أحدا بتلك النزهه ..
    ثم وضع قناعه على رأسه وشد رقبة رداءه لتغطي أطراف شعره الأسود ..
    لحظات وانطلق يشق الطريق المليء بالأشجار .. وبدأت أسمع أصوات الأغاني الملكية ثم رأيت الجمهور يلوح من بعيد لموكب الملك المار وسط الحرس والحشود ..
    ضرب بآلة التنبية وعندما رأى الناس العربة قاموا بفتح طريق لمرورها وهم يهتفون " جاميان .. جاميان ،الذهبي"
    قلت بسخرية :
    - يببدو أن لك شعبية كبيرة هنا! إنهم يشجعونك لتحصل على اللقب ..
    شعرت أنه استغرب لانني اعرف الأمر ثم ضحك وقال ببساطة :
    - إنهم شرذمة من المنافقين ..
    تعجبت من رده .. بعض دقائق من السير وسط الزحام اقتربنا من موكب الملك و رآنا الحرس ففتحوا لعربة جاميان طريقا ودخلنا أخيرا إلى موكب الملك وابتعدنا قليلا عن الزحام ..
    أصوات الهتاف والأغاني والضجة تملأ المكان..
    صور للملك يحملها الناس و شرائط ملونة وبخاخات في الهواء والكثير من الفقاعات الكبيرة الملونة التي تطير في الهواء لفتت نظري وشعرت أنني أبتسم رغما عني .. كانت حشود الناس رائعة .. لم أشعر بذلك الشعور من قبل ..
    نسيت أمر جاميان الذي يجلس إلى جواري واندمجت مع المنظر الجميل .. لم أكن أعلم أنني اجتماعية فالجميع كان يصفني بالانطوائية والهدوء الزائد وعدم فرحتي بالحفلات .. حتى والداي كانا يقولان ذلك قبل أن يرحلا عن عالمي .. ويتركونني وحيدة..

    توقفت السيارة فجأة وركب أحدهم في الخلف .. لم أعلم من هو لأنني كنت مندمجة مع الحفلة الكبيرة .. ولكنني نظرت إلى الخلف والعربة تبدأ في التحرك من جديد فرأيت الجندي الذي يرتدي الزي الأسود ولا يرتدي قناعا .. وقال بحماس يخاطب جاميان:
    - كيف حالك روكش العنيد ..
    ضحك جاميان وقال مازحا :
    - بخير يا ليليان الأحمر ..
    نظر تالتن إلي وهو يبتسم وقال يخاطبني :
    - لا بأس إنها أسماء حركية .. مرحبا أيتها الآنسة اللطيفة .. تسعدني مقابلتك ورؤية اللون الأخضر الذي ينام داخل عينيك ..
    ابتسمت وقال جاميان بأسلوب تهديد يمزح :
    - لا تغازل وإلا فقعت عينيك ..
    قال تالتن:
    - حسنا يا صديقي لا أفكر بأخذ حبيبتك ..
    قلت أنا بغضب :
    - من قال أنني حبيبته .. أنا أكرهه عدد نجوم الفضاء ..
    ضحك تالتن وقال وهو يدق بأصبعه على كتف جاميان بسخرية يمزح :
    - هاهاها .. فرصتي كبيرة أيها الوسيم ..
    قال جاميان ضاحكا وهو يراقب الطريق خلف موكب الملك بحذر :
    - لا تحاول ....
    ضحك الإثنان وشعرت بالخجل ..
    كان تالتن شابا لطيفا يعتاد عليه الشخص أول ما يراه، له شعر أحمر داكن وعينان سوداوان .. وكان يرتدي زيا أسودا ودرعا رماديا مثل الذي يضعه جاميان أيضا..مكتوب عليه بلغة غريبة .. هيراطيقية ؟؟ يابانية؟؟ لا أعلم ...
    بعد دقائق توقف موكب الملك ونزل الملك وبجواره شقيقته لوليانا وهناك امرأة أخرى تسير خلفهما .. كثير من الحرس حولهم ودخلوا إلى القاعة ..
    توقفت عربة جاميان أيضا ونزل تالتن بسرعة ليفتح الباب لي وخلع جاميان قناعه وهو يقول بسعادة:
    - سمح لي روسو اليوم بخلع ذلك الشيء الغبي ... فقط في أثناء التتويج.
    ثم رافقاني الإثنان إلى الداخل .. وأنا في غاية الحرج ..
    لم أفعل شيئا ولكن تالتن جلس على الكراسي المخصصة للحضور المهمين وجلست إلى يساره ثم جلس جاميان عن يساري .. يالسخرية القدر أنا بين الجندي الأسود والجندي الأبيض .... يالها من ألقاب غريبة لو كنا على الأرض لضحك علينا الناس..

    جلس الكثير من الأمراء والوزراء وكانت هناك آلات التصوير غريبة الشكل، لكنها كانت صغيرة وفعالة جدا ..
    وقف الملك وأدى قسم الملوك الذي تؤديه ملوك بانشيبرا منذ قديم الأزل ..
    علا التصفيق وكان الناس الذين يشاهدون ذلك في الخارج يهتفون والحماس زائدا جدا ..
    نظرت إلي لوليانا من بعيد وابتسمت لي بسعادة.. فابتسمت لها ثم حولت نظرها إلى جاميان ونظرت له لثوان .. لاحظت ذلك ..
    كانت الأصوات مرتفعة جدا واقترب كاهن بانشيبرا ليلبس الملك التاج الملكي ..
    ومضى وقت سعيد بعد أن عين (أمرجيز) الشاب ملكا عظيما لبانشيبرا التي لم يحكمها شاب في مثل سنه منذ مئات السنين فقد كان يتوارث حكمها الرجال المسنون تقريبا ..
    بدأ الحفل ينتهي وعاد الناس إلى عرباتهم وبدأت أمسية الملك في القصر كان الجميع يقف حول الملك ليتبعوا موكب الملك إلى القصر ..
    وقال جاميان مازحا وهو يميل علينا أنا وتالتن:
    - يبدوا أن عهده سيكون طويلا إلى حد الملل .. وأراهن أن بانشيبرا سوف تسقط في عهده ..
    ضحك تالتن وضرب كف جاميان مؤيدا كلامه ونظرت خلفي فرأيت الأمراء والمستشارين خلفنا ينظرون إلى جاميان بغيظ ..
    خمنت أنهم بالتأكيد أنهم سمعوا ماذا قال ..
    ووقف نائب الملك وقال فجأة :
    - أيها الجندي الأبيض .. أريدك بعض الوقت ..
    نظر جاميان إلى نائب الملك نظرة لا مبالاه ثم وقف وقال :
    - هناك إذا ..
    لم أعرف ماذا يريد الرجل من جاميان وسألت تالتن :
    - هل سيكون بخير؟؟

    ---------------------------------------------------------------------------
    بقينا في أماكننا نراقب جاميان من بعيد وهو يتحدث مع نائب الملك ورأيت جاميان والنائب يضحكان فجأة.. فقال تالتن يحدث نفسه بصوت منخفض ولكنني سمعته :
    - يالك من ذكي .. تجعل أي شخص يحبك لأنك الأجمل والأقوى ..
    نظرت إلى وجهه .. كان ينظر بإعجاب إلى صديقه الجندي الأبيض وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة غير مقصودة .. يبدو انهما صديقان حقيقيان ..لماذا وضعوهما في موقف منافسة بتلك الطريقة .. اتعجب من هذه الحياة الغريبة ..
    تحولت نظرة تالتن فجأة نحوي فابتسمت بارتباك وحولت نظري بعيدا ... شعرت بالخجل لأنه رآني وانا أحدق بوجهه ....
    ولمحت جاميان يقترب وهو يبتسم لي ...
    لم أستطع ألا أرد الابتسامة ، فابتسمت له فأسرع الخطى وقال لكلينا أنا وتالتن :
    - هيا سأوصلكم إلى حفل السهرة ...
    - لا ... أنا من سيأخذ الآنسة ..
    كان ذلك صوت الأميرة لوليانا والتفت جاميان إليها وقال باعتراض:
    - أرجو من سموك أن تدعيني أوصلها .. أنا وتالتن قمنا بذلك من قبل ..
    وقف تالتن وقال :
    - أوه .. نعم دعينا نوصلها ..
    ابتسمت لي الأميرة وقالت :
    - يبدو اننا سنتشاجر عليها .. مارأيك أن تختاري يا آنسة ؟؟
    نظرت إلى الأميرة لوليانا بخجل وصاح تالتن وهو يضرب جبهته بكفه :
    - لاااا ... سوف تختارك أيتها الأميرة بالتأكيد ..
    نظر جاميان إلي في عيني وجعلني أشعر بالإحراج فقلت له :
    - أنا آسفة .. سأذهب بصحبة الأميرة ، هذا سيشعرني بتحسن ..
    تبادل جاميان نظرة مع تالتن ومدت الأميرة يدها إليّ فذهبت معها وألقيت نظرة خاطفة خلفي فلوح لي تالتن بيده مودعا بينما وقف جاميان مبتسما وهو يقول شيئا لتالتن لم أسمعه ..

    لم أشعر بالحزن لمفارقتهما فقد كنت محرجة جدا جدا ...
    وسرت بصحبة الأميرة التي ركبت جوار الملك ومن ثم ركبت جوارها في العربة الملكية ..
    نظرت للملك وقلت بهدوء:
    - مبارك التتويج يا صاحب الجلالة..
    ابتسم الملك وقال مازحا :
    - أنا غاضب منك لأنك رفضت الحضور بالعربة الملكية وذهبت مع ذلك السفاح ..
    قلت :
    - لم أقصد ذلك،، وأنا لم أخطط للذهاب مع أي شخص في الحقيقة .. لقد تولت ذلك الأميرة لوليانا ..
    مضت الليلة الطويلة ورأيت تالتن وجاميان عدة مرات في الحفل ولكنني كنت مع الملك والأميرة طوال الوقت ..
    عدت إلى غرفتي وانا منهكة من التعب ولكنني لم أجد وصيفتي راجوي .. لذلك قمت بتغيير ملابسي وارتميت على السير افكرفي كل ماحصل اليوم ..
    وشعرت ببعض القلق على راجوي وانا اتذكر جاميان وهو يحدثني عن ما اخبرتني به ..سحبت البطانية فوقي وانا انظر حولي بخوف ، ذلك الشاب مازال يراقبني .. وإلا .. فكيف سيعرف؟؟
    إنه شبح .. نعم شبح!!
    نظرت حولي ثانية وقلبي يدق بسرعة .. تخيلت انني سأراه في أي لحظة يقف أمامي .. لماذا أنا خائفة منه؟
    هكذا قلت لنفسي وانا لا استطيع ان أغمض عيني ..
    وقف بسرعة وفتحت باب غرفتي ثم نظرت إلى الخارج .. كان المكان هادئا جدا إلى درجة الجنون .. صممممممت !! صمت .. صمت.... ثم..
    سمعت صرخة مغتاله ... آآآآآهممممممممممم
    ماهذا ؟؟
    هناك شخص ما يصرخ .. قلت لنفسي " ربما لا .. أنت تتخيلين بسبب خوفك؟؟" آه نعم .. أين هي الصرخة ؟
    لقد كنت أتخيل بالتأكيد،، ولذلك عدت إلى غرفتي لكن الشك ظل يراودني ،
    فارتديت معطفي وخرجت إلى الممر .. سرت قليلا حتى نهاية جناحي ..
    ولم أجد شيئاا ، فعدت أدراجي بسرعة ثم حاولت النوم مرة أخرى ..
    وهكذا غلبني النوم في النهاية ...

    * في الصباح
    فتحت عيني ثم جلست في سريري وأنا أسمع في الخارج صوت صراخ وكلام كثير .. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة بعد الظهيرة ..استغربت لأن راجوي لم توقظني لتناول الفطور معها كالعادة ،، وبسرعة ... وقفت مفزوعة وارتديت معطفي ثم خرجت لأعلم مالذي حدث بالخارج ..
    ركضت بسرعة في الممر وكلما اقتربت من نهاية جناحي اسمع أصوات الصراخ والهتاف بصوت أوضح . فتحت الباب بسرعة فوجدت وصيفات القصر ..
    وعندما رأتني إحداهن صرخت :
    - سيدة لندا ... راجوي ....
    قلت بخوف:
    - مالذي حصل ؟؟ هل حصل لها مكروه...؟؟
    نظرت إلي الوصيفة وأنا أشعر بخوف لا مثيل له وتذكرت الصرخة التي سمعتها وقالت الوصيفة وهي تبكي ..
    - سيدتي ... لقد قتلت راجوي!!
    -------------------------------------------------------------------------------
    التكمله

    كنت واقفة مثل الذي سكب عليه دلو من المياه الباردة في الشتاء ..
    وعادت تصرخ الوصيفة وتبكي وهي تقول :
    - لقد وجدناها صباح اليوم أمام جناحك .. وقد ذبحت و .. و ....
    لم تستطع الوصيفة الكلام ...
    رأسي يدور يدور .. أصبحت فجأة لا أى أمامي ولم أشعر بأي صوت سوى صوت جاميان أتذكره وهو يتردد في أذني
    - " ماذا قالت لك راجوي؟ هل تريدينني أن أشقها إلى نصفين؟؟ ... "
    بعدها لم أشعر بشيء ......
    مضى بعد الوقت ربما في نظري دقيقتان أو ثلاثة ولكن المدة الحقيقية كانت ساعات كما عرفت فيما بعد ...وسمعت صوتا يناديني :
    - آنسة لندا . آنسة لندا .. هل أنت بخير ؟؟
    حاولت فتح عيني .. وتذكرت راجوي فبكيت .. وعندها ضمتني الأميرة لوليانا وهي تقول :
    - لا بأس ستكونين بخير لا تقلقي .. سوف نكتشف من فعل ذلك..
    نظرت فرأيت الملك أمرجيز ينظر إلي باسما وقال:
    - لقد عينت أفضل جنودنا ليقوم بالتحقيق ... في مقتلها ..
    قلت بخوف وصوتي يتحشرج رغما عني :
    - من؟؟ من هو الذي سيحقق في قضيتها؟؟
    قال الملك :
    - لا تخافي انت بأمان هنا..
    لم يرد على سؤال فقلت أخمن :
    - هل سيتولى جاميان التحقيق؟؟
    - نعم .. انت ذكية.. " قال ذلك ليحاول تهدئتي يظن انني أرتاح له"
    لم استطع تحمل الصدمة وقلت بغضب ودموعي تحتشد ثانية:
    - لماذا؟؟ لا تجعلون جاميان يحقق في القضية ، أنا أعرف أنه القاتل ... هو الذي قتل راجوي .. ذلك الشرير ..
    انفعلت وبكيت وحاولت الأميرة لوليانا تهدئتي وهي تقول :
    - جاميان لا يعرف راجوي يا عزيزتي ..وليس له مصلحة في قتلها .. كما أنه شاب عاقل،، المجرم الذي فعل ذلك لم يترك أي أثر خلفه .... إنه مجرم محترف..
    قلت بانفعال ودموعي لا تكف عن السقوط :
    - أريد مواجهة ذلك اللعين السفاح الــ ... أريده أين هو ذلك القاتل، المعقد ..
    كنت أحاول القيام من سريري ولكن الأميرة منعتني وضمتني ثانية تحاول تهدئتي ..
    وسمعت طرقا على الباب ، قام أحد الخدم الموجودين معنا بالغرفة بفتح الباب ..
    دخل تالتن إلى الغرفة يتبعه ال******************************** جاميان ..
    الإثنان قاما بتحية الملك ثم الأميرة ..
    لم يكن جاميان يرتدي قناعه كان يمسكة بيده وكان تالتن مبتسما وقال:
    - مرحبا يا آنسة .. هل أنت بخير الآن؟
    نظرت إلى جاميان بغيظ ولم أجب عن سؤال تالتن فقال الملك مازحا يحدث جاميان :
    - ان الآنسة لندا تتهمك بقتل راجوي .. ماذا فعلت حتى سحبت ثقتها منك؟؟
    ألقى جاميان نظرة علي ثم قال :
    - لا أعلم ...
    قلت بغضب :
    - أنت أيها ال******************************** الكاذب .. لا تعلم ؟؟ ياللبرآءة .. هيا اخبرهم ماذا قلت لي بالأمس ..
    كان الجميع مستغربا ومذهولا حتى جاميان نفسه فقد انفرجت شفتاه وحدق بي لبعض الوقت بذهول قبل أن يقول :
    - قلت لك أنني سأشق راجوي إلى نصفين؟؟ أهذا هو الشيء الذي قلته ؟؟
    قلت برضا :
    - نعم ....
    نظر جاميان باسما إلى تالتن وعندها قال تالتن :
    - في الحقيقة .. جامي صديقي يقول هذا دائما لأي شخص .. وهذا ليس معناه أنه قتل راجوي .. فكري .. لماذا سيقتلها ؟؟
    اختنق صوتي بالبكاء وتذكرت منزلنا والحياة التي كنت أعيشها بعيدا عن ذلك الخوف .. تذكرت إيميلي و ميرندا ... شعرت برغبة في الانتحار .. كنت أود أن يكون هذا مجرد حلم طويل وكابوس لا يعود مرة أخرى..
    ظلت دموعي تنزل وأنا أفكر فاستأذن الملك وخرج بصحبة الحرس وبقيت معي الأميرة وتالتن وجاميان ..
    فقلت وصوتي متأثر بالبكاء:
    - أريد العودة إلى الأرض ولا أريد البقاء هنا، لقد جئت لمهمة وقد أنجزتها .. هيا دعوني أرحل ..
    ثم نظرت إلى جاميان الذي ظل واقفا مكانه وصحت بغضب :
    - وأنت أيها الشبح .. أخرج من حياتي .. أنا أكرهك .. أكرهك ..أكرهك..
    صرخت وصرخت حتى كأن عرقا انفجر في رأسي .. وفقدت الإحساس بكل من حولي ...
    لا أدري كم بقيت هكذا من الوقت .. يبدوا أنني نمت طووويلا ..
    وعندما فتحت عيني أحسست أنني ارتحت قليلا .. قبل أن اكتشف اين أنا تدفق هواء بارد ومنعش لتتحرك خصلات شعري .. ونظرت حولي وانا مازلت مستلقية ..كنت في حديقة جميلة وكان الوقت عند الشروق .. هناك ظل شجرة جميل يظلل فوقي ..
    كان هناك شخص ما يمسح على شعري بلطف .. أشعر أنني كالمخدرة..
    ذلك الشخص يضمني برفق وأنا أنام على صدره .. كان الشعور جميلا ..
    من هذا الشخص الحنوووون .. يداه ..
    إنها دافئتان .. كل شيء هنا دافيء عدا النسيم البارد ..
    أمسكت بقميصه ... ظلت عيناي نصف مفتوحة ...
    إنه يرتدي قميصا أبيض .. امممم
    بدأت أفيق من التخدير ورفعت رأسي قليلا لأعرف من هو ..
    . .صحت بفزع وفتحت عيني جيدا .. جاميان؟؟
    .. كان يبتسم لي .. وتحول الحلم الجميل إلى كابوس ...
    فزعت وابعدت يده من فوق شعري ووقفت ابتعد عنه وأنا أصرخ ..
    لا لاااااااااااااااااااااااااااا .. ركضت بعيدا .. كان يطاردني ..
    .وينادي : لندا ..
    ------------------------------------------------------------------------
    قمت فزعة ووجدت أنني مازلت في فراشي ..
    قالت فتاة لا أعرفها كانت تجلس إلى جوار سريري :
    - هل انت بخير يا سيدتي .. هل أحضر الطبيب ؟؟
    كان صدري يعلوا ويهبط وضربات قلبي تتسارع وأنا أتذكر ذلك الكابوس ..
    لقد أصبح يطاردني حتى في الكوابيس ..
    حمدت الله أنه كان مجرد حلم لا أكثر ..
    خرجت الفتاة المسكينة مسرعة تنادي الطبيب ... يبدوا أنها خافت عندما لم أرد عليها ....
    دخل الطبيب مسرعا .. لم يبد أنه طبيب كان رجلا عاديا ..
    قام بسؤالي عن صحتي فقلت أنني أصبحت بخير وأن ذلك مجرد كابوس .. وضع جهازا على يدي وطلب مني أن ارتاح بعض الوقت ووقفت الفتاة إلى جانب سريري ..
    قالت الفتاة بتردد:
    - آنستي .. أرجوا أن لا تغضبي مني، فأنا لا أقصد أخذ مكان راجوي .. لكنني عينت من قبل الحاكم وصيفة لك .. أرجوكي نادني بـ " أوليسي" إن احتجتي إلى أي شيء ..
    نظرت لها وحاولت أن ابتسم وقلت :
    - شكرا لك أوليسي .. أنا لست غاضبة منك فأنت لا ذنب لكِ في شيء..
    انصرفت الفتاة وجلست بالقرب من الشرفة .. كنت أراها ..الوقت كان ظلاما فلون السماء الأسود يوحي بذلك ..
    بعد قليل خرجت الفتاة ثم عادت ومعها طاولة الطعام .. سحبت الجهاز المزعج من فوق ذراعي وقالت بلطف:
    - سيدتي .. يجب أن تتناولي شيئا .. أنت لم تأكلي منذ الصباح ..
    لم أشعر برغبة في تناول أي شيء ..
    ثم بقيت فترة مستيقظة أفكر في الحلم حتى غفوت من تلقاء نفسي أخيرا ..
    في الصباح قامت أوليسي بإيقاظي وجائت لوليانا لتطمئن علي ... وقالت:
    - تبدين بحال أفضل ؟؟
    - نعم .. شكرا لك ..
    - كان أخي سمو الملك يود زيارتك ..ليطمئن عليك ..
    - لا داعي لذلك، أنا بخير ..
    - حسنا مارأيك أن نذهب إليه إنه يجلس وحيدا في حديقة القصر ...
    قمت بارتداء ثيابي تلبية لطلب لوليانا وخرجت بصحبتها إلى حديقة القصر .. بينما نسير سألتني الأميرة باستغراب :
    - لماذا تكرهين جاميان إلى هذا الحد .. في حياتي لم أر احدا كرهه على الرغم من كل مافعله ؟؟
    نظرت للزهور في الحديقة وتذكرت الحلم ثم قلت :
    - لا أعلم .. روحي لا توافق روحه ..
    ضحكت الأميرة وقد أعجبتها جملتي الأخيرة ..وفي خلال لحظات رأيت الملك يجلس على أريكة نريحة لوحدة تحت ظلة جميلة صنعت خصيصا له..
    وعندما اقتربنا شعر باقترابنا فالتفت ينظر ..
    في الحال ابتسم عندما رآنا قادمتان ..وعندما جلسنا أمامه قال سعيدا والهواء يحرك شعره البني :
    - كيف حالك الآن يا أجمل البنات؟؟
    كان يخاطبني فابتسمت لوليانا وشعرت بالخجل ولم أستطع الرد ... ابتسمت فعاد الملك يقول :
    - ما كل هذا الخجل .. ؟؟ هل تخجلين مني ... لا لقد أصبحنا أكثر من مجرد صديقين أليس كذلك ..
    قلت وأنا أرخي نظري إلى الأرض :
    - هذا أكبر شرف لي سيدي ..
    ضحك الملك وهو يتبادل النظرات مع لوليانا التي كانت تضحك أيضا .. ومن بعيد اقترب أحد الحرس الخاص وقال شيئا بالهمس وهو يقترب من الملك ..
    قال الملك :
    - لا بأس لكن بسرعة ..
    انصرف الحارس وقام الملك واقفا ثم قال :
    - سأستذنكم لدقيقة فقد وعدت الجند بأن أرى مخططهم الجديد هنا ولكني لن أستطع ادخالهم لأن جاميان معهم أنت تعرفين القضية ..
    ثم ضحك وقال مازحا :
    - أخشى أنك ستمرضين بسببه في النهاية ..
    قلت بهدوء :
    - هذا الشخص لا يؤثر في أبدا سيدي ..
    قال الملك .. وهو يجلس :
    - هذا رائع إذا .. أتمنى ذلك لأنه مجرد جندي ..
    ورأيت روسو الغاضب دائما يقترب وخلفه جنديان يرتديان الزي العسكري الكحلي مثل روسو ويتبعهما تالتن وجاميان ..
    كان تالتن قد رآني ولكن جاميان كان ينظر حوله إلى الأشجار ..
    نظرت إلي الأميرة لوليانا فقلت :
    - لم لا نتمشى في الحديقة حتى ينتهون من خططهم ..
    هزت لوليانا رأسها موافقة ووقفنا ومررت بجانب تالتن ، لم أنظر خلفي لكن الأميرة لوليانا ضحكت بعد فترة قصيرة وقالت ونحن نسير:
    - مسكين جاميان .. لقد حطمتي قلبه .. لم ترينه كيف كان ينظر إليك بألم وانت تمرين متجاهلته ..
    قلت بغيظ :
    - ماذا يظن نفسه .. إنه لا شيء!!
    ضحكت الأميرة لوليانا وقالت :
    - يجب أن تغيري فكرتك عنه فهو الوحيد القادر على إعادتك إلى الأرض، توقعي أن تبقي أمامه أكثر من عشرة أيام ..
    قلت باستغراب :
    - هل هو من يقود المركبة ؟؟
    - لا.. معه طيار واحد يدعى " سبيرسو" وهو أمهر الطيارين .. لكن جاميان هو الذي يقوم بباقي الأشياء .. ويقود مركبة هينوا عندما يغيب الطيار أو ينام لبعض الوقت ، إنه متمرس جدا ..
    قلت :
    - لن أعطيه اهتمام ولن أصدق أنه بريء من تهمة قتل راجوي ..
    قالت الأميرة لوليانا بباندهاش :
    - انت مصرة .. لا يمكن لجاميان أن يهز مركزه بجريمة قتل مجرد وصيفة لايعرفها حق المعرفة ...لا تنسي انه يسعى للقب الجندي الذهبي ..
    - لقد أفشت اسراره ..
    قلت ذلك بسرعة وانفعال ..
    فقالت الأميرة :
    - أي أسرار تقصدين ؟؟
    حكيت للأميرة ماقالته لي راجوي قبل موتها ..
    ردت الأميرة بكل بساطة:
    - عزيزتي .. راجوي لم تقل لك أي شيء سيء عن جاميان حتى الآن.. انت لاتعرفين ماذا فعل جاميان في السنوات الماضية..
    ذهلت ... ووقفت انظر حولي ثم قلت:
    - أرجوك... أحكي لي عنه..
    -------------------------------------------------------------------------------
    قالت الأميرة ونحن نجلس على كرسي كبير في مكان بعيد :
    - جاميان ظل لغزا لا يستطيع أي شخص حله .. ولازال،، منذ ان بدأ جاميان عمله في سلك الجيش، كان والده ضابطا كبيرا .. وعندما رأوه رؤساء العمل ظنو انه مدللا ولا ينفع للعمل كجندي ،، بدأت أسطورة جاميان عندما قام في الحرب بقتل مئات الرجال من مملكة (تيمالاسيا) كان جاميان أصغر ولكنه كان الأقوى .. وكان فعله ذلك من الأمور التي أدت إلى انتصار بانشيبرا العظيم ...

    صمتت الأميرة لوهلة ثم تابعت :
    - بعدما قتل والده في لحرب .. ماتت أمه لسبب مجهول وانت بالطبع تعرفين ماذا فعل وكان يبرر فعلته بقوله " لن أخسر ابي وامي في وقت واحد "..
    بعد ذلك .. لفت نظر والدي الملك الراحل فعينه في الحرس الخاص .. اكتشفنا بعد ذلك أن هناك لعنة ما تلاحق الجندي الجديد .. فقد كان كلما يغضب من شخص ما ...
    يموت ذلك الشخص بطريقة مفزعة ولا يترك قاتله أي اثر خلفه .. اتهم الناس جاميان بالقتل ولكنه أخذ براءات متتابعة من المحكمة فلم يكن هناك أي دليل على أنه من قتل هؤلاء الأشخاص ..

    سكتت الأميرة فقلت بعجلة :
    - ماذا حصل ؟؟
    قالت الأميرة :
    - أصبح الجميع يتحاشى غضبه المفزع .. كان جاميان يحل الجرائم والألغاز بطريقة تنم عن ذكاء خرافي .. يشعر بوجود الأشياء المسروقة .. وبالفعل يتم ايجادها.. كان الأمراء يستدعونه ليحل الجرائم المعقدة وكان ينجح في ذلك .. انه ماهر جدا في التنكر .. حتى انني متأكده انه ليس طبيعيا ..
    ظهر في ذلك الوقت الجندي تالتن .. كان منافسا قويا.. تالتن ذكي أيضا وقوي لكنه لا يضاهي جاميان في ذلك الآن أصبحا صديقين ولم يعودا يتنافسان مثل الماضي ولكن أخي ينوي القيام بمسابقة بينهما ..
    سألت الأميرة بفضول :
    - هل جاميان غضب من راجوي فماتت؟؟ هل تعتقدين ذلك؟؟
    نظرت لي الأميرة بخوف وقالت:
    - لقد قلت لوالدي كثيرا بأن يتخلص منه.. قلت له بصراحة .. اقتله .. كان والدي معجب بقوة جاميان واعطاه لقب الجندي الأبيض تأهلا له ليحصل في المستقبل على اللقب الذهبي .... أخي معجب به أيضا .. لكنه أحيانا يغتاظ منه .. هناك مشجعون لتالتن وآخرون يؤيدون جاميان ...
    صمتت الأميرة وعادت برأسها للوراء وهي تضع يديها على جبينها وكأنها تشعر بالصداع ..
    ترددت في قول ما أفكر به ..في الحقيقة كانت الأميرة محل ثقتي فقلت :
    - لقد أخبرني جاميان بشيء غريب ..
    رفعت الأميرة رأسها وسألت بفضول:
    - وماهو؟
    - ققال إن الملك سيطلب مني شيئا ؟؟
    فتحت الأميرة عينيها مندهشة وقالت :
    - ماذا ؟
    - أنا أسألك .. لم يرد اخباري بذلك الشيء..
    فكرت الأميرة باستغراب ثم قالت بغضب:
    - إنه يريد أن يشعرك بالخوف فحسب .. ذلك الجاميان الخبيث !!
    لا أدري لم شعرت بإحساس لم ينتتابني من قبل ...
    إحساس أن الكل يتلاعب بي .. لا أدري ما أفعل .. كانت لوليانا محل ثقتي ولم تهتز تلك الثقة حتى الآن .. جاميان أكرهه .. الملك لا أحبه .. تالتن لا أعرفه .. روسو يخيفني منظره .. وصيفتي الجديدة خائفة وخجولة ..
    يا اللهي ماذا أفعل ..
    سكتنا لفترة قصيرة ثم قالت لوليانا :
    - مارأيك يا انسة لندا ان نعود للملك؟ سنراقب ماذا يفعلون من بعيد ..
    ابتسمت وقمنا نركض بمرح وقطفنا زهرتين ..
    وصلنا إلى المكان ولم نجد أحدا سوى جاميان وتالتن ..
    كان جاميان يضع السيف على رقبه تالتن الذي كان يمسك أيضا بسيفه .. وشهقت الأميرة بصوت خافت وقالت :
    - ماذا هل ينوي جاميان قتل تالتن؟؟؟؟

    ------------------------------------------------------------------------------
    نظر جاميان نحو الشجر الذي نختبيء خلفه ورفع السيف عن رقبة تالتن وهو يصيح :
    - من هناك ..
    ركضت الأميرة بخوف واختبأت خلفي <<< لم أكن اعرف انها جبانة لهذه الدرجة ..
    اقترب جاميان وسار خلفه تالتن بعد ان أدخل سيفه ...
    قلت بهدوء:
    - يبدو انها كانت مجرد مبارزة عادية .. يبدوان متصالحان ..
    كانت الأميرة ماتزال تمسك بثوبي وقالت بصوت خافت وهستيريا واضحة :
    - الآن سيغضب مني وسأموت ..
    اقترب جاميان من الأشجار فرآني ..
    نظرت له نظرة حقد واحتقار .. كان ينظر إلى بهدوووء .. وقال تالتن بمرح :
    - لقد قطعتم مبارزتنا ..لكن لا بأس، هل كنتما تشاهدانني وانا أخسر ؟
    ابتسم جاميان وهو ينظر لتالتن، ورفعت الأميرة رأسها ونظرت إلى جاميان فقال جاميان للأميرة بسرعة :
    - ماذا قلتي لها؟؟
    شهقتت الأميرة بخوف وعادت خلفي مرة ثانية .. فلت بغضب متحفزة ضده :
    - أنت ايها القاتل .. هذا يكفي .. لقد مللت منك ومن ألاعيبك السخيفة .. ماذا تظن نفسك ؟؟ هاه؟؟ هل تظن نفسك أنك الشخص الذي يحاسب الناس ..
    رفع تالتن حاجبيه مذهولا وأدخل جاميان سيفه وظل خافضا بصره لثانية، ثم رفع رأسه وقال بصرامة بعد ان اختفت الابتسامة من وجه :
    - لندا .. أرجوك أنا لا أكرهك .. , ولم أؤذيك .. فلماذا تقولين ذلك؟؟
    قلت بغضب :
    - انت بشع جدا .. وتخدع .. أنا لم اتخيلك هكذا عندما رأيتك ..
    نظر لي جاميان ثم انصرف بسرعة يركض بعيدا ..
    ابتسم تالتن بارتباك وهو يراقب جاميان وهو يختفي بين الأشجار وقال :
    - لا بأس .. لقد كان جاميان يمزح مع الأميرة إنه لم يقصد شيئا .. آه .. أنا مضطر للذهاب ..
    انصرف تالتن يركض بعيدا يود اللحاق بجاميان .. وقالت الأميرة وهي تقف إلى جواري أخيرا:
    - لندا .. أنا مرتعبة من ذلك المدعو جاميان ..
    قلت بحماس:
    - لاتهتمي له .. إنه أقل من أن يؤذيكي ..
    - عدنا إلى القصر وكان الملك هناك .. ظل يعتذر لي لفترة بأنه تركنا كان السبب هو روسو، ولكنني قبلت اعتذاره وطلب مني الملك ان يصطحبني في نزهة بالحديقة وقال :
    - أريد أن احدثك في موضوع مهم ..
    - وماهو..
    - ستأتين معي أولا..
    - موافقة سيدي ..
    كنت ولأول مرة أخرج مع الملك بمفردي .. وذهبنا وحيدين إلى الحديقة وسرننا قليلا بدون أي كلام .. كان الملك يسترق النظر إليّ ولكنني لم أنظر إليه فبدأ الحديث قائلا :
    - لندا .. هل أنت متضايقة من البقاء هنا .. وأرجوك، لا أريد مجاملات..
    نظرت إليه وتوقفت عن السير فتوقف أيضا وقلت وأنا متفاجأة من السؤال:
    - أنا..؟ في الحقيقة .. لست متضايقة ولكنني أفضل العودة إلى الأرض .. هذا المكان لا يناسبني ..
    ابتسم الملك وقال :
    - هذا كله بسبب جاميان ؟؟ هو الذي جعلك تكرهين البقاء هنا ..لكن أليس هناك شخص آخر يجعلك تشتاقين إليه ..
    كان الملك يحدق بوجهي وكنت أشعر بالخجل ولم أعرف ماذا أقول ، بقيت صامتة وأنا أنظر إلى الأرض وأظن وقتها أن وجهي كان أحمر من الخجل ..
    اقترب مني ورفع وجهي برفق لأنظر إليه ... << كانت دموعي ستنزل من الإحراج وابتعدت عنه قليلا .. ونظرت بعيدا .. فقال :
    - لندا .. أنا أحبك .. أنا أريدك لي ، أريدك أن تبقي معي مدى الحياة .. لماذا لا تشعرين بي .. لا أريدك أن تعاملينني كملك ..أريدك أن تعاملينني كحبيب .. أرجوكي....
    تفاجأت من الكلام ونظرت للملك بذهول ..
    تذكرت رغما عني كلام جاميان ... كان يرن كالصدى ..
    " سيطلب منك ( أمرجيز) طلبا .. وعليك أن ترفضي ..
    وماهو ذلك الطلب؟؟
    لا .. أنت ستعرفين قريبا ..
    هل أنت عرّاف؟؟ أنت تتكهن بأمور حصلت أو لم تحصل ويكون رأيك صحيحا؟؟
    المهم أن ترفضي طلبه.."

    شعرت فجأة بالغضب لأنني تذكرت ذلك المعقد .. فقال الملك بلطف :
    - هل أزعجتك ؟
    نظرت له وأحسست أن على وجهي كل علامات الكره فحاولت أن أغير تلك الصورة وابتسمت قائلة :
    - لا .. لست منزعجة بالعكس .. أنا مصدومة بعض الشيء .. أريد أن أذهب .. هل تسمح لي ؟
    قال الملك وهو يمسك بيدي :
    - هل أوصلك ..
    قلت بهدوء :
    - لا لاتزعج نفسك .. ليس من المفترض أن يوصلني الملك بنفسه ..
    انطلقت بسرعة أسرع في مشيي .. لم أنظر خلفي ..لم أتوقف عن المشي بسرعة حتى وصلت للقصر، دخلت بسرعة إلى غرفتي ولحقت بي " أوليسي" وهي تقول بخوف :
    - سيدتي .. ما الأمر هل من خطب ما ؟؟
    قلت بضيق وأنا ارتمي على الكرسي :
    - لا شيء يا اوليسي لا شيء أبدا ..
    نظرت لي بنوع من الشفقة ثم تركتني وخرجت ..
    وبقيت أفكر ..
    ------------------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:48 am

    البقية :
    -
    فجأة تعلقنا ...
    كان رايو يمسك بشيء ما سلم متحرك ربما ..
    نظرت إلى الأعلى فرأيت مركبة تنزل نحونا وأمسك الرجال بالداخل بي أولا وانا ارتجف من هول الصدمة .. ثم صعد وركب رايو بعدي ، وكان قلبي يدق بسرعه مما حصل لي ..
    وظللت صامته ، كنت بحاجة ماسة لرؤية جاميان فقد أصبحت أعيش في عالم عجيب لا أعلم مايجري فيه ...
    تساءلت مالذي حدث بعد ما انفجرت هينوا ؟؟ كان لايموكيا علاقة بما حصل وبوجودنا هنا .. قطع صوت رايو سلسلة أفكاري :
    - شكرا لك لأنك حاولت مساعدتي ...
    نظرت إلى رايو وقلت :
    - إنه أقل واجب أقوم به .. ليس عليك شكري ..
    ثم ضحكت وقلت :
    - لقد كدت أودي بحياتك ... حاولت مساعدتك فأسقطتك !!
    اقترب رايو قليلا ثم قال :
    - لقد كنت تودي بحياتك من أجل انقاذي .. أنا أقدر ذلك فعلا ..
    ارتبكت قليلا فلم أجبه عن أي شيء ... واكتفيت بابتسامه ..
    وعندما وصلنا قام رايو بحملي إلى الداخل مع أنني رفضت بشده .. ثم وضعني على الأريكة فوبخته ،، الغريب أنه كان يضحك رغم توبيخي له وصياحي ..
    ثم ذهب ..
    كنت بغاية التوتر من تصرف رايو وبعد قليل من الوقت رأيت لوريس صاحب الشعر الـ ... أظنكم مللتم من أعادة وصفي للون شعره كل دقيقة ...
    كان لوريس يحدق بي وعندما اقترب من الأريكة قال بتلكؤ :
    - الفتى من كوكب بلامنيت يحبوه الجميع ... وأنت تحبينه أيضا ..
    نظرت بغضب نحو لوريس ولكنني تمالكت أعصابي وتساءلت :
    - دعك من هذا الهراء وأخبرني أين جاميان .. ألم تشاهده ؟؟؟
    قال لوريس بتلكؤ :
    - ديوفري؟؟ كان مع اخوه و المديرين ..
    ضحكت على كلمة المديرين وقلت :
    - اسمه الرئيس وليس مديرين من علمك هذا ؟؟ راي؟؟ لقد سمعت تلك الكلمة منه من قبل ..
    ابتسم لوريس ثم قال:
    - راي يعرف الكلام كثيرا أكثر مني ..
    - نعم ولكن ليس أكثر مني ،، لا بأس فأنت تتعلم بسرعة لكن لا داعي للكلام الذي قلته منذ قليل ..
    أطرق لوريس للحظة ولم يتكلم ثانية .. ووقفت أنا وعدت إلى غرفتي الجديدة في القصر وبقيت في سريري فترة أفكر ...
    لماذا يحصل لي كل هذا ....
    ولماذا تطاردني الكوابيس إلى كل مكان .. دمعت عيناي وانا اتذكر صديقتي ميرندا وهي تقول :
    " لندا ... أنت لن تذهبين مع عمك أليس كذلك ... لن تتركينا "
    وها أنا اتركهم ولكن ليس مع عمي مايكل إلى دولة مجاورة وإنما عالم خيالي أسبح فيه ولا أعلم ما مصيري أوماهو دوري فيه !!
    غفوت قليلا ...
    ولكنني استيقظت لأرى أنني نمت فترة طويلة وهاهو ضوء النهار ..
    بدلت ثيابي وعدت إلى التفكير مجددا .. لقد مللت الوضع الذي أصبحت أعيش فيه فعلا ... وأشعر ان هناك اشياء كثيرة بالفعل لا اعرفها ..
    سمعت طرقا على باب غرفتي فجلست وقلت " ادخل" ..
    -------------------------------------------------------------------------
    وفي الحال رأيت جاميان يفتح الباب وعلى وجهه ابتسامة مذهلة .. ورائعة، لقد قص شعره فأصبح قصيرا ولكنه كان رائعا ويضفي جمالا وسحرا جديدا على وجهه ....
    ابتسمت أيضا ووقفت متجهة نحوه وقلت :
    - هيه جاميان أين كنت طوال الوقت ؟؟
    همس جاميان برقة :
    - هل يمكنني اصطحاب أميرتي في جولة قصيرة ؟؟
    قلت بابتسامة :
    - امممم نعم لكن عليك أن تأخذ جزائك أولا ...
    نظر إلي وقال :
    - حسنا ... سآخذ جزائي ولكن ماهو ... قبلة ؟؟
    قلت ضاحكة :
    - لا تحلم كثيرا حسابك هو شد الأذنين لأنك لم تسأل عني لفتره طويله ..
    وضع جاميان يديه على أذنيه بحركة كوميدية وقال :
    - لا لن آخذ حسابي سأصطحب أميرتي مجانا ...
    قلت ضاحكة :
    - ولم لا ؟؟؟ هيا بنا .. ولكن لحظة ..
    توقف ورفع حاجبيه بتساؤل فقلت مبتسمة :
    - تعجبني قصة شعرك الجديدة، لقد أصبحت تشبه جيرودا ...
    خرجنا خارج القصر إلى مكان رائع وتمشينا على الشاطيء لأول مره معا .. خلعت حذائي وركضت على الرمال بسعادة بينما وقف جاميان يضحك على تصرفاتي الطفوليه ...
    وصحت بسعادة :
    - جامي .. هيا .. اركض معي أنت لم تعد ترتدي الزي العسكري انس جديتك قليلا ...
    كان جاميان يرتدي تي شيرت أبيض وبنطالا كحليا وخلع حذاؤه الرياضي ثم قال بمرح :
    - أتحداك أن تمسكي بي ...
    لم أستوعب التحدي حتى رأيته يركض بسرعة فاندفعت خلفه مثل الرصاصة وصحت :
    - إذا أمسكت بك فسوف ترمي نفسك في المياه ... هل انت موافق ؟
    صاح وهو يركض بسرعة :
    - موافق ...
    ولكنني اقتربت منه بعد مسافة من الركض وقفزت وأمسكت حزام بنطاله فتوقف عن الجري وجلست على الرمال ألتقط أنفاسي وكنا نضحك ... لأول مرة أشعر بسعادة كهذه منذ فترة طويلة ...
    ارتمى جاميان على الرمال وهو يضحك ولكنني قلت مثل الأطفال :
    - سوف ترمي نفسك في الماء لا تحاول ...
    سحبته من ذراعه وهو يصيح ضاحكا:
    - انتظري أنا لم أسبح في بحر طوال حياتي ، أنا لست برمائيا مثلك ...
    لم يتم جملته حتى دفعت به في الماء مرغما ... لكنه كان يضحك ...
    وأمضينا وقتا جميلا جدا ذلك اليوم بعد أن تبللت ملابس جاميان كلها وشعره أمسك بي ودفعني في المياه فتبللت أنا أيضا والتصق شعري بوجهي ثم تبادلنا التراشق بالمياه حتى تعبنا وامتلأت عيوننا بالملح فعدنا إلى القصر منهكين ومبتلين ... لكن سعداء جدا ...
    كان الهواء قد جفف ثيابنا وسخر جاميان من شعري الذي جف وتجعد بسبب الملح فسخرت من شعره أيضا الذي أصبح مشعثا ... وعندما وصلنا إلى باب القصرالرائع رأينا لوريس بانتظارنا وعلى وجهه نظرة غريبة جدا ...
    ------------------------------------------------------------------------
    وعندما انتبه إلينا ترك المكان بسرعه ودخل إلى القصر فتساءلت :
    - لماذا هو غاضب هكذا ؟؟؟
    رد جاميان بسخرية وهو يمثل بوجهه حركة غريبة :
    - ياااااااه ... لقد أخذت ملاك نصرهم بدون أن أستأذن ...
    ضحكت بشدة فلأول مرة أرى جاميان يسخر من شيء بتلك الطريقة ...
    ودخلنا على القصر فأقبلت الأميرة راما ونظرت نحوي انا وجاميان بدهشه ولكنها ابتسمت ثم قالت :
    - ماهذا لقد كنتما في نزهة ...
    نظر جاميان بعيدا فقلت :
    - نعم لقد كانت نزهة جميلة جدا ...
    - لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك لقد استدعاك الرئيس ..
    قلت بارتباك :
    - حسنا .. سأبدل ملابسي وألحق بك ..
    ثم توجهت إلى غرفتي وتبعني جاميان فقلت :
    - ماذا ؟؟ لماذا تسير خلفي ..
    بضحكة قال جاميان :
    - ماذا ... هل مللت من صحبتي ؟؟
    نظرت له بعتاب فقال باسما :
    - لا بأس كنت أمزح معك انت سريعة الثورة .. سأذهب الآن .. كنت أود قول شيء ولكنني نسيته ،، سأخبرك به عندما اتذكر ..
    التفت جاميان وعندما ابتعد قليلا فقلت :
    - شكرا جامي .. لقد كان يوما رائعا بالفعل ، أراك بعد قليل .. بعد أن تنظف ذلك الشعر المشعث ..
    ضحك جاميان ثم لوح بيده نحو شعري وقال :
    - لاتنسي أنت أيضا تنظيف تلك الـ ... حسنا إذا رأوك هكذا فسيرسلونك بمكوك إلى جحيم كونيراس ...
    ضحكت من قلبي مع انني لا اعرف اين يقع جحيم كونيراس هذا الذي تحدث عنه .. وأعجبتني طريقة مزاحه التي اكتشفتها فيه حديثا ..
    تابع سيره حتى نهاية الممر .. ودخلت إلى غرفتي ..
    بسرعة شديدة اخذت حماما وجففت شعري ثم لبست ثيابي ،، كان كثيرا من الوقت قد ضاع وسمعت طرقا على باب غرفتي ثم صوت راما :
    - آنسة لندا ... الرئيس ينتظرك أرجو أن تسرعي انه اجتماع مهم ..
    فتحت الباب قبل أن تكمل الكلمة الأخيرة وقلت :
    - ستصحبينني معك إذا ...
    - حسنا ... تبدين رائعة !
    - شكرا ..
    توجهت مع راما نحو قاعة الرئيس التي دخلتها من قبل ،، كان الجميع هناك .. حتى جاميان ..
    وابتسم رئيس ايموكيا وقال :
    - لقد تأخر أهم شيء في الاجتماع ..
    ابتسمت بحرج وقلت :
    - المعذرة سيدي الرئيس ..
    وقف الرئيس فوقف الجميع أيضا وقال وهو يشير إلى بوابة كبيرة أخرى :
    - الآن سنذهب ..
    لم أفهم الأمر ونظر لي جاميان بقلق ...
    وعندما دخلنا كانت قاعة مذهلة حقا .. كانت دائرية وبها أرائك معلقة وفي الوسط توجد غرفة زجاجية تشع منها أنوار خفيفة ورائعة ..
    شعرت بالنعاس فقد كانت مظلمة تعتمد فقط على ذلك الضوء الخفيف الذي يشع من الغرفة الماسية ..
    وقال الرئيس بهدوء وهو يضع قلادة ايموكيا حول عنقي :
    - الآن اللحظة التي انتظرتها ايموكيا آلاف السنين .. ليس عليكي إلا أن تخبريني الآن ...
    شعرت بنعاس وقلت :
    - أخبرك ماذا ؟؟
    - كيف عملت ايموكيا في المرة الأولى ..
    - لا أدري لقد عملت من تلقاء نفسها .. لا يمكنني تفسير هذا الأمر ...
    - حسنا .. من كان معك عندما عملت ايموكيا؟؟
    نظرت حولي فرأيت في البداية جيرودا الذي كان ينظر لي بإشفاق غريب ،، الجميع يعلمون شيئا لا أعرفه لكن لا داعي للخوف فلو كان ما سأفعله ضار بي لحذرني جاميان ..
    وقلت بعد فترة قصيرة :
    - جيرودا وجاميان ...
    - من أيضا ؟؟
    - لا أحد ... فقط نحن الثلاثة ...
    اقترب رجل عجوز من خلفي يرتدي رداءاً أحمر قاني مثل الدم ووضع يده على رأسي ثم قال :
    - يا ملاك النصر ... سوف تقومين بحل سر ايموكيا .. ولكن عليكي أن تتحلي بالشجاعة ويقف معك هناك الــ ....
    صمت الرجل العجوز وأبعد يده عن رأسي ثم نظر حوله ..
    اقترب لوريس في البداية وقال بلهجة متقنة إلى حد ما :
    - سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ...
    ثم ربط شريطة حمراء حول ساعدي الأيسر ..
    لم أفهم شيئا مما يحدث وتقدم خلفه جاميان ونظر إلي للحظة وعيناه مترقرقتان بالدموع ثم قال بتردد وارتباك :
    - سأعطيك التذكار " جـ .. جاميان" لـ ... لكي تضعينه في الفنار ..
    ثم وضع حول رقبتي بلطف شريطة بيضاء عريضة وتشبه التي وضعها لوريس في ساعدي الأيسر ..
    نظرت بعدم فهم ولكنني لم أستطع قول أي شيء فقد كان الموقف متوترا والصمت يخيم على المكان ..
    ابتعد جاميان بصعوبة شعرت بها واقترب رايو ثم قال بلطف :
    - سأعطيك التذكار " رايو" لكي تضعينه في الكهف ...
    ثم ربط حول ساعدي الأيمن شريطة سوداء ..
    وابتعد هو الآخر ..
    وقف جيرودا بمحاذاتي وقال :
    - لندا ... سوف تدخلين الآن على تلك الغرفة وعليكي أن تقومي بحل لغز ايموكيا ،، لأنك انت الوحيدة التي تستطيعين ذلك ... هناك مساعدات قدمت إليك من اناس يحبونك جدا ويخافون عليك ولذلك عليك ان تنجحي ..
    قلت بخوف وانا أنظر للغرفه الزجاجية :
    - ماذا إذا لم أستطع حلها ...
    ابتسم جيرودا وقال بطمأنينه :
    - لا تخافي ... لن يحدث أي شيء فقط سوف نفقد القلادة .. إلى الأبد ..
    شجعني الجميع بنظراتهم الخائفة وقال الرئيس :
    - نعتمد عليكي لندا .. فنحن لا نعرف ما سيواجهك ..
    قلت :
    - ماذا عن تلك الأماكن .. الكهف و الفنار و المدفأة ؟؟
    أجاب الملك بهدوء :
    - مذكور في الكتاب أن على كل شاب من كوكب مختلف إعطاء الوسيطة تذكارا يمنحه من شعور قلبه الحقيقي حتى يمكنه المساعدة ،، وهذه هي الأماكن المكتوبة في الكتاب ..
    بالطبع لم أفهم شيئا وهززت رأسي موافقة وتوجهت نحو الغرفة الزجاجية ..
    عندما اقتربت من الغرفة شعت ماسة ايموكيا الشفافة الضوء الأزرق للمرة الثانية ، ففتح باب الغرفة الزجاجية تلقائيا .. تمتم الجميع باندهاش ..
    ووضعت رجلي لكي أدخل ...
    وبالداخل .....
    ---------------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:49 am

    البقية :
    -
    عندما دخلت إلى داخل الغرفه الزجاجية كان هناك سلم مضيء يتجه إلى الأسفل، نسمة من الهواء هبت من الأسفل مما أثار دهشتي واغلق الباب الزجاجي خلفي .. ولكنني حاولت أن أتشجع ونزلت إلى الأسفل ،،
    شعرت ان خطواتي مرتعشة ..
    ولكنني عندما وصلت إلى نهاية الدرج الرائع ..
    رأيت مشهدا أروع من الخيال ، طريق ممهد على جانبيه أشجار ضخمة جذوعها خضراء داكنة وأوراقها بيضاء وزهورها وردية اللون عجيبة ... رائعة ... لا توصف بمجرد كلمات عادية ......
    سرت في الطريق واقتربت من رجل كان يقف بعيدا ،، كان مسناً يرتدي زيا أبيض وله لحية بيضاء ويمسك بيده عصا بيضاء بها أشياء تلمع ... وعندما اقتربت كفاية وقفت أمام الرجل منذهلة فقال بصوت عميق :
    - إذا كانت سيدة ايموكيا تريد المرور فعليها الإجابة على السؤال السهل أولا ..
    أصغيت لكي استمع إلى السؤال :
    - ما معنى كلمة ايموكيا ؟؟؟
    شعرت بفشل ذريع فلم أفكر أبدا أن أسأل عن معناها مع انني سمعتها كثيرا ولكنني قلت باسمة :
    - أرجوك غير السؤال ...
    قال الرجل المسن بهدوء :
    - الإجابة عندك ولكنك لم تعرفيها ....
    نظرت حولي لم تكن هناك سوى الأشجار فقلت :
    - تعني ... الشجره ؟؟
    - سأعطيك فرصة أخرى يا سيدة الايموكيا وأرجو أن لا تكون اجابتك خاطئة لأنك سوف تعطينني القلادة وستعودين ...
    حدقت بالقلادة لدقائق ورأيت الضوء الأزرق قبل أن أقول بتردد ويأس :
    - الجوهرة الزرقاء؟؟
    اقترب الرجل المسن وأعطاني مفتاحا ثم اختفى في الحال مما أصابني بالدهشة والخوف معاً .. ولكنني علمت أن الله ألهمني الإجابة الصحيحة ...
    وسرت في الطريق الطويل فرأيت في نهايته مزرعة خضراء رائعة وكوخا كبيرا واصطبل خيول فارغ .. وفنار صغير ( منارة) فوق تلة صخرية مرتفعه...
    وصلت عند المزرعة كان حولها سياج خشبي عالٍ وكانت بوابتها مغلقة ففتحتها بالمفتاح الذي اعطانيه الرجل المسن ...
    عندما دخلت إلى المزرعة لم يكن هناك أي شخص ... ووصلت إلى المنزل ووقفت امام البوابة ...
    كان الجو غريبا وكأنني أحلم .. نعم ، يبدو كحلم عجيب جدا ...
    قبل أن أطرق الباب فتح ولد صغير له شعر أشقر ناعم وكان الطفل جميلا جدا وقال بلطف ولصوته صدى غريب :
    - أعطيني عيدان الثقاب ،، فأنا أريد ان أشعل المدفأة لأن الجو بارد ..
    كان ذلك بمثابة لغز آخر .. فأنا لم احضر أي أدوات معي ...
    ودخل الولد الصغير مسرعا وتبعته ووقف أمام المدفأة ثم قال :
    - هل تصبحين أمي ؟؟
    ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني مسحت على شعره فشاهدت شريطة لوريس التذكارية الحمراء ..
    وتذكرت كلماته " سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ..."
    وبسرعه خلعت الشريطة الحمراء من يدي ووضعتها داخل المدفأة ..
    ولكن شيء لم يحصل ..
    فقال الطفل الصغير بصوته الغريب :
    - أنت لا تحبين ذلك الشخص المحبة الكافية لإشعال الموقد ...
    واختفى الطفل ... أمام عيناي المذهولتين ..
    نظرت أبحث عنه فلم أجده ، ولم اجد تذكار لوريس أيضا، وشعرت ببعض الخوف ..
    هل أكون قد أخفقت ؟؟؟
    -------------------------------------------------------------------------
    ما هذا العالم الغريب ؟؟
    تساءلت وانا أخرج خارج المنزل ..
    ما الذي علي فعله الآن ؟؟
    نظرت نحو الفنار ،، إنه تذكار جاميان ،، لكن ... أنا لم أشعل المدفأه ..
    نظرت حولي بيأس ..
    ولكنني تذكرت الذين علقوا آمالا علي وتوجهت نحو التل الصخري .. كان مدخله عباره عن نفق ... وربما هو كهف ...
    عندما دخلت رأيت رجلا قويا يجلس حول كومة مشتعلة من الأخشاب ، كان يرتدي ثياب رجل رحالة وقبعة ويحمل حقيبة ظهرية ومعه بندقية ويضع قشة في فمه يتسلى بها ...
    ونظرت إلى النار وقلت :
    - سيدي هل يمكنك ان تعطيني شعلة من تلك النار ...
    نظر لي الرجل بطرف عينيه ثم قال :
    - يجب أن تعطيني شيئا بالمقابل ..
    كان رجل صاحب مصلحته ولكنني تلمست شريطة رايو وخلعتها ثم قلت :
    - يمكنني أن أعطيك تذكار الكهف ... إنه تذكار من محارب قوي!
    ابتسم الرجل وقال :
    - موافق ... مادام من محارب قوي ..
    فرحت كثيرا وربطت له الشريطة على ساعده ثم أخذت الشعلة وعدت إلى منزل الصبي الصغير ، دفعت الباب بسرعة ثم وضعت الشعلة على أخشاب المدفأه فاشتعلت وخيم ضوء احمر شاعري على غرفة المعيشة ورأيت الصبي يبتسم لي ..
    ثم اقترب الصبي الصغير مني ومد يده لي بجرة صغيرة ..
    أمسكت بها و نظرت بداخلها كانت هناك ذرات لماعه صغيرة زرقاء اللون وكانت تشع نورا خافتا بينما تكلم الطفل قائلا :
    - استعيدي قلادتك ... بهذا ...
    نظرت إلى رقبتي فرأيت القلادة مازالت معلقة وحولها شريطة جاميان .. فقلت :
    - ماذا تقصد ؟؟
    عندما نظرت ثانية لم أجد الصبي ...
    وخرجت عائدة إلى الكهف مرة ثانية ،، بعد أن علقت الجرة في رقبتي مع القلاده،
    وكان علي الآن الوصول إلى الفنار ، ولم أجد الرحالة في مدخل الجبل وقد خبت نيرانه التي أشعلها ولكنني تابعت السير .. حتى وجدت طريقا صاعدا داخل الكهف المظلم ..
    آخر ذلك الطريق الصاعد شاهدت نورا فتوجهت نحو مصدر الضوء مباشرة ولكنني فوجئت بثعبان ضخم يلتف على الصخور.. عرفت أنها أصلة عاصرة فهي ضخمة لدرجة مهولة....
    أصابني الذعر ووقفت أتأمل المنظر من بعيد ولم أجرؤ على اقتحام المكان بالطبع .. ولم أعرف ماذا أفعل وعدت أدراجي لعلي ألقى أي مساعدة ..
    سرت نحو المنزل مرة أخرى ووقفت في المزرعة ، في الحقيقة كنت أبحث عن الرجل الرحالة عله يساعدني للوصول إلى الفنار لأنني كنت متأكده من أنه لم يعبر للجهه الأخرى ..
    مادامت تلك الأصلة الضخمة تعسكر هناك ..
    من بعيد شاهدت الرجل الرحالة يحمل بندقيته ويسير في الطريق المليء بالأشجار ذات الجذوع الخضراء ...رفعت ثوبي الأنيق وركضت بسرعة محاولة اللحاق به ولكنه كان
    يبتعد بطريقة غير عادية فقررت استخدام حنجرتي وصحت :
    - هييييه !! ايه السيد الرحالة ... انتظر ... أرجوك ... أرجوك ...
    لم يبد انه سمعني ... وتعبت من الصراخ والجري في وقت واحد فتوقفت رغما عني وأنا ألهث ...
    التقطت أنفاسي بسرعة وعدت للركض حتى آلمتني معدتي وصحت :
    - ارجوك توقف ... ايها الرحالة انتظرني ...
    أخيرا سمعني فتوقف الرجل ونظر خلفه باستغراب ركضت حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وانا التقط أنفاسي المتقطعه، لم استطع الكلام من شدة التعب وجلست على الأرض بانهاك فقال الرحالة بغرور واضح :
    - ماذا تريدين من رحالة التاريخ الأول زاك ؟
    ماذا لم اسمع باسمه من قبل ؟؟ هل يظن نفسه جيمس كوك ؟! ربما هو ماجلان ولكني لم أنتبه !! زاك؟؟
    قلت بصوت متقطع :
    - الكهف ...
    - مابه؟
    - هناك أصلة كبيرة تقف عند مدخله الآخر ...
    نظر لي باستغراب وقال ببرود :
    - وماذا علي أن أصنع لك؟
    قلت :
    - أرجوك ساعدني ... أريد الوصول إلى الفنار...
    سار الرحالة زاك مكملا طريقه وهو يقول :
    - لن يمكن لأي شخص التغلب على الأصلة .... إنها هنا من آلاف السنين ..
    أرعبني كلامه وقلت بتوتر :
    - ماذا تعني ؟ هل تقصد أنني لن أمر إلى الفنار؟
    - يمكنك صعود الجبل ... سيستغرق ذلك ثلاث ساعات فقط ...
    الجبل؟ لقد كانت لدي تجربة سابقة في التسلق... ولكن .. كان ذلك الجبل الذي يقع خلف المنزل شاهق الارتفاع ..
    سألت :
    - وأنت .. إلى أين ستذهب ..

    توقف الرحالة ونظر إلى من تحت قبعته نظرة ملل وبغض وقال :
    - أظن أن هذا ليس من شأنك ... كما انني لست متفرغا لمساعدتك يا آنسة .. أنا رجل مشغول ولدي مهمة أقوم بها ..
    قلت بتوتر:
    - ربما انا جزء من مهمتك ... فلماذا لا تساعدني ؟؟
    هز رأسه نفيا وقال :
    - أنا أعرف مهمتي جيدا ... وأعرف ما أود القيام به ... إلى اللقاء ..
    بالفعل كان رجلا صعبا و سيئا .. حتى أن طريقة كلامه كانت غير لبقة أبدا وأخلاقه ليست من أخلاق الرحالة الحقيقيين وتركني وسار بعيدا .. ربما هوعضو فريق كشافة وحسب ...
    لا بأس .. أنا أيضا معتدة بنفسي ..
    سأتسلق الجبل ... على الرغم من أن هذا مستحيل بالفستان الذي أرتديه .. ليتهم أعطوني فرصة لارتداء شيء أكثر عمليه ..
    لقد كنت أظنه اجتماعا عاديا ...
    قمت بتمزيق الطبقة المزركشة العليا من فستاني ومزقت الذيل الذي يجر على الأرض فقصر فستاني بعض الشيء ،، ثم مزقت طرف كمي الحريري الذي يغطي كفي ... لم أجد شيئا آخر لكي أمزقه .. ما كل هذا القماش هل أظن نفسي سيدة الإيموكيا المريرة !!
    في هذا المكان يجب ان أكون أكثر عملية لأن المظاهر لن تنفعني .. لكنني أصبحت مريعة .. ورفعت شعري بقماشة ممزقة ثم ركضت عائدة إلى الجبل ..
    لم أعد بالطبع إلى الكهف .. لأنني مرتعبة من الأصلة الكبيرة ..
    وتوجهت رأساً إلى الجبل ثم بدأت أتسلقه ...
    بعد أن صعدت بصعوبة مسافة كبيرة كانت ماتزال نقطة الالتفاف للجهة الأخرى بعيدة جدا وشعرت بالعطش الشديد ولكنني لم أبالي به وواصلت الصعود ..
    أخيرا وصلت إلى نقطة المرور وبدأت بالنزول بعد أن تأملت الفنار بغيظ لبعض الوقت وتساءلت .. لم جاميان صعب هكذا؟؟ حتى شريطته لن استعملها إلا بعد أن تتقطع أنفاسي أولا ...
    مر الكثير من الوقت وشعرت بانهاك لا مثيل له ..
    وأخيرا وصلت للأرض ثم صعدت التلة الصخرية بتعب أكبر .. ومع انها كانت مجرد مرتفع إلا أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ...
    وارتميت على الأرض وأنا التقط أنفاسي ... وأتخيل أي زجاجة مياه قريبة ...
    بعد وقت قصير وقفت لأتابع مهمتي ..
    ولكنني فوجئت بالرجل المسن يقف أمامي مرة ثانية وقال بصوته العميق :
    - لكي تمري يا سيدة الإيموكيا عليك أن تجيبي على السؤال الصعب ..
    زفرت بضيق فقال الرجل المسن :
    - من هو الذي سرق قلادة الايموكيا .. من شعب ايموكيا؟؟
    قلت بيأس وانا أحاول تذكر الاسم الذي أخبرني به الرئيس أثناء حديثه :
    - حدث ذلك قبل آلاف السنوات ... أنا لا أعلم ..
    نظر الرجل المسن نحوي باستغراب وقال :
    - لا أصدق أن سيدة ايموكيا لا تعرف ... أنا متأسف جدا ولكنك يجب أن تسلميني القلادة..
    يالهذا العجوز الخرف! لماذا لم يقابلني قبل أن يتعكر مزاجي وأصعد الجبل !!
    شعرت بالضيق وقلت :
    - يجب ان يكون الفاعل سارقا و********************************ا ولا يستحق أن نعرفه ...
    ولكن الرجل المسن اقترب ومد يده لكي أعطيه القلاده ...
    -------------------------------------------------------------------
    عندما جئت لأخلعها رأيت الجرة الصغيرة فخلعتها وأعطيتها للرجل المسن فقال :
    - حسنا ... سوف تمرين .. ولكن لا امتياز بدون إجابه ..
    اختفى الرجل المسن ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ من شدة الفرحة وتابعت طريقي بتفاؤل كبير ... ولكنني لم أفهم ما حكاية الامتياز تلك ..
    وصعدت إلى الجهة العليا حيث رأيت الفنار فوق ربوة ، وأمامها شاطيء أزرق رائع ..
    قلت في نفسي :
    " لم يتبق سوى تذكار جاميان... علي إذا أن اتوجه إلى الفنار"
    وهكذا بسرعة كبيرة ركضت نحو الفنار بتفاؤل كبير ولكنني عندما وصلت إلى بوابتها وجدتها مغلقة ...
    لم أعرف ماذا أفعل وحاولت فتحها أكثر من مرة فلم أستطع ..
    جربت كل شيء .. وطرقت الباب أيضا ..
    مشيت قليلا ثم وقفت عند الشاطيء .. ليست هناك أي سفن وكان الفنار لا يعمل ، تساءلت .. ماذا عن هذا العالم ؟؟؟ هل سيأتي الليل قريبا أم أنه هكذا دائما ..؟
    عدت ركضا مره أخرى حتى وصلت إلى الكهف .. نظرت بحذر فقد كنت الآن في جهة الأصلة مباشرة ..
    نظرت جيدا لكنني لم أشاهد الأصلة ... دخلت عند بداية الكهف ولم أجد الأصلة ، كنت خائفة ولكنني اردت اكتشاف هذا فأنا لا استطيع فتح بوابة الفنار ....
    شعرت أنني في لعبة الكترونية وهناك شيء مفقود في الحلقة !!
    علمت أنني لم أجب عن سؤال الرجل العجوز والمفترض أنه كان سيعطيني مفتاح الفنار كما فعل في مفتاح المزرعة ...
    ظللت أحوم حول المكان بلا فائدة .. والأصلة اختفت حتى أنني عدت إلى المزرعة والمنزل من جديد ..
    لم يتغير لون السماء مع أنه قد مضى الكثير من الوقت وعدت إلى الكهف ثم إلى الفنار مرة أخرى ...
    شعرت بغيظ شديد لأنني تكبدت كل هذا العناء لتسلق الجبل في النهاية تختفي سيادة الأصلة بدون مقدمات ...
    وقفت أمام الفنار بيأس وفكرت في تسلقه لكن ذلك كان مستحيلاً ..
    نظرت إلى ايموكيا ، كانت ماتزال تشع ذلك الضوء ولم استشف أي حل.. ولذلك ركضت حول الفنار مرتين أو ثلاثة ..
    وعندما تعبت جلست على الأرض خلف الفنار وتذكرت جاميان ، تذكرتهم جميعا عندما اعتمدوا علي ّ ،، لأن أكثر موقف أكرهه هو الهزيمة ...
    لعبت في الحشائش بملل فاصطدم بيدي مفتاحا كبيرا ذهبي اللون ، بكل الترقب والسعادة أخذته ونظرت حوله بعناية ربما يوجد شيئا آخر ..
    لم أجد شيئا وركضت بسرعة نحو بوابة الفنار ..
    لكن المصيبة أن المفتاح لم يفتح بوابة الفنار ،، لكنه مفتاح شيء ما بالتأكيد .. درت حول الفنار ولكني لم أجد أي مهنة لذلك المفتاح ، ولهذا عدت إلى المنزل مرة أخرى مارة بكهف الأصلة ... التي ذهبت للتنزه بعيدا ..
    وقفت أمام المنزل ثم دخلت .. المنزل كان بسيطا جدا وكل الأدراج الموجودة فارغة ومفتوحة ولا تحتاج إلى مفتاح ..
    الطابق الثاني كان عبارة عن سقيفة بها صناديق فارغة وبعض العلب التي يغطيها الغبار ..
    خرجت خارج المنزل ودخلت إلى أصطبل الخيول الفارغ ..
    كان يملأه الغبار ولا أحدثكم عن خيوط العنكبوت التي تنتشر في كل ركن وبين كل عمودين خشبيين ،، ولذلك بدا أن المكان عادي جداً وليس هناك شيء يستحق مفتاحا ذهبيا ً ..
    سمعت صوت شيء ما يدخل خلفي ففزعت وتخيلت الأصلة تزحف خلفي ولكني نظرت فرأيت الرجل الرحالة وهو يدلف إلى المكان ثم قال :
    - ألم تشاهدي هنا كرة زرقاء ومسحوقا أزرق ...
    لم أفهم شيئا وقلت :
    - المكان فارغ ...
    ابتسم الرجل الرحالة وخلع قبعته ثم حدق في سقف المكان وقال :
    - أنا أبحث عن المسحوق الأزرق ...
    نظرت له باحتقار وقلت :
    - حسنا ... ابحث لوحدك ..
    سرت متوجهة إلى بوابة الأصطبل فقال :
    - وأبحث عن مفتاح ذهبي سقط مني ..
    نظرت إلى المفتاح الذهبي في يدي واستدرت بمواجهته ثم قلت :
    - حسنا ... المفتاح معي ولكنني يجب أن أدخل إلى الفنار .. فهل معك مفتاح الفنار؟
    ابتسم الرجل وعاد ينظر إلى السقف وهو يقول :
    - ليس للفنار مفتاح ..
    قلت بغيظ :
    - أذن تريد مفتاحك الذهبي لترحل وتتركني هنا بلا مساعدة ..
    نظر الرحالة إلى قلادتي ثم قال :
    - لديك مساعدة ....
    نظرت إلى القلادة وقلت :
    - أنا أحاول مساعدتها ... وهي لا تساعدني فيي شيء ...
    مد الرجل الرحالة يده وقال :
    - أعطني المفتاح وسأخلصك من الأصلة التي تسد باب الكهف ..
    ياله من نذل !!
    ضحكت بسخرية وقلت :
    - لا شكرا يمكنني تدبر أمرها .. انا أريد مفتاح الفنار ...
    - أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق ..
    كنت أود قتل نفسي وقلت بعصبية :
    - لا مزيد من الألغاز فأنا لا أفهم شيئا ..
    تركني الرجل الرحالة وخرج خارج الأصطبل ثم ارتدى قبعته وقال :
    - الرحالة الأول الرائع زاك يساعدك في العثور على الكرة الزرقاء ولكنك لا تفهمين ..
    قلت بعصبية :
    - الرحالة زاك يساعد نفسه في العثور على الكرة الزرقاء ...
    عاد الرحالة زاك ينظر إلي بفضول ثم قال :
    - أعطني المفتاح الذهبي وسأعطيك الكرة الزرقاء ...
    قلت وأنا أضغط على أسناني من الغيظ :
    - وكيف ستعطيني الكرة الزرقاء وأنت لم تجدها بعد ؟
    فتح الرحالة زاك حقيبته وأخرج منها كرة زرقاء عجيبة وكأنها كرة من ماء البحر وقال بغرور :
    - الرحالة زاك القوي يحتفظ بالكرة الزرقاء ولكن ليس بالمسحوق الأزرق ..
    أمسكت بالمفتاح جيدا وقلت :
    - وماذا أفعل بها؟
    - ستعطينها لحارس الفنار .. ومن ثم سيسمح لك بالدخول ..
    - هل تخدعني ؟
    - بالتأكيد لا ..
    - وماحكاية المسحوق الأزرق هذا؟
    - مسحوق عجيب ومهم لكنني سأعثر عليه .. لأنه أقوى من الكرة الزرقاء ..
    لم أفهم شيئا وتبادلت الكرة بالمفتاح .. في كل الأحوال أنا لن أفعل شيئا بالمفتاح وتأملت الكرة للحظة وسألت :
    - أين أجد حارس الفنار إذا؟
    لم أسمع أي شيء ونظرت حولي فلم أر أي أثر للرحالة غريب الأطوار ...
    تعجبت بأنه اختفى فجأة هكذا ..
    وحملت الكرة بحرص كانت مثل الهلام ...
    مررت من الكهف بصعوبة وأنا خائفة أن تسقط الكرة وتنفجر .. كانت متوهجة ولم ألحظ ذلك إلا عندما دخلت الكهف المظلم ...
    عندما خرجت وقفت أمام الفنار ولم يكن هناك شيء وهبت ريح قوية .. ماذا أفعل الآن!! لا يوجد أي حل آخر ونظرت إلى الشاطيء بحيرة .. ليست هناك أي منازل أخرى ...
    والجبل صعدته من قبل ولم تكن به أي كهوف .. ربما توجد كهوف في الجهة الأخرى ولكن .. هذا المكان عجيب جدا ...
    لا يوجد هنك حارس للفنار ... الفنار مهجور ..
    عدت إلى الكهف ولكنني قبل أن أصل كانت الأصلة المتوحشة تعشش على مدخل الكهف مجددا ..
    زفرت بيأس وخوف .. متى جائت تلك الأخرى!!
    نظرت على سطح الكرة ... كان مرسوم عليها أصلة ضخمة وتمتمت :
    " مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار "
    - - - - - - - - - - - - - - -
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:50 am

    مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار "
    نعم مستحيل ... لقد اختفت لفترة وتركتني أعبر .. كنت أقف على مسافة بعيدة جدا عن الأصلة خلف الصخور وأنا أفكر ..
    وفوق رأسي شعرت بصوت غريب ..
    نظر بسرعة ثم صرخت بفزع وأنا أرى الأصلة تقترب من الأعلى وركضت بسرعة ابتعد ولكنني سقطت فوقعت الكرة من يدي وانفجرت وخرج السائل الأزرق بداخلها ..
    عندما انفجرت الكرة ظهرت رائحة عجيبة ومنفرة تشبه رائحة الكبريت أو ربما مادة كيميائية عجيبة وابتعدت قبل أن ألمس السائل الأزرق وشاهدت الأصلة تبتعد مسرعة عن المكان برمته هربا من الرائحة .. لقد كان الرحالة النذل زاك يعرف أن الأصلة تهرب من رائحة المادة الموجودة داخل الكرة ...
    انتبهت للسائل الأزرق .. كان هناك مفتاح داخل الكرة وظهر عندما انفجر السائل الموجود بداخلها ..
    شققت قطعة قماش من فستاني المسكين وحاولت أن أمسك به المفتاح وحملته بعيدا ثم غسلته بماء البحر تحسبا لتلك المادة ..
    عدت إلى الفنار مجددا ووقفت أمام بوابته ..
    جربت المفتاح الأزرق ..
    لم أصدق نفسي وأنا أرى المفتاح يدور داخل البوابة ، وفتحت البوابة ولكن ضوء قويا شع أمام وجهي وشعرت بشيء يخطف القلادة ويقطعها من فوق رقبتي ..
    حاولت أن أدافع عن القلادة ولكنني لم أكن أرى شيئا أبدا ..
    وعندما اختفى الضوء شعرت بهزة قوية تحت قدماي ، وكأنه زلزال .. واغلق باب الفنار خلفي ثم توقف الزلزال .. تحسست القلادة في رقبتي فلم أجدها ..
    شعرت بغضب وألم حقيقيين وصعدت درج الفنار الضيق بسرعة حتى وصلت إلى الأعلى في الحجرة المستديرة ..
    وعندها تذكرت فجأة أن الملك قال لي أن سارق ايموكيا كان يدعى الحارس المناور وكان معه الشياطين ، يالغبائي !! كيف لم اتذكر!
    قلت بصوت عال لنفسي :
    - نعم .. الحارس المناور يالي من غبية كبيرة!!!
    جلست على الأرض بحزن شديد وانا اعرف أنني فرطت في القلادة ،، وعندها ظهر الرجل المسن أمامي فنظرت إليه بحزن ثم قلت :
    - كنت أعرف إجابة سؤالك لكنني لم أتذكرها سوى الآن ..
    ابتسم الرجل المسن وقال بلطف :
    - كنت أعلم أنك تعلمين ... ولذلك ستستعيدين قلادتك لأنك فتاة متحمسة .. فقط لم يتبقى سوى أن يعمل الفنار مجددا .. لأن ضوءه سوف يغمر كل المناطق المظلمه ...
    ثم وضع الجرة الصغيرة في يدي مرة ثانية ورأيت الطفل الصغير يقف إلى جواره ويبتسم ..
    وقفت وقلت بفرح :
    - سيدي .. شكرا لك ..
    هز الرجل المسن رأسه موافقا ثم تركني ونزل درج الفنار وخلفه الطفل الصغير .. وتابعتهم بنظراتي حتى اختفيا وتساءلت :
    " والآن ماذا ؟؟ كيف سأستعيدها ..؟؟ "
    صعدت إلى كشاف الفنار كان ضخما ولكن كان بمنتصفه شرخ كبير وهذا مايجعله غير قادر على العمل ، ربما .. واقتربت منه بهدوء ثم تفحصته،، لامجال لإصلاحه الآن بالتأكيد .. وعندما نظرت من النافذة الكبيرة شاهدت الشاطيء الجميل يمتد أمامي إلى مالا نهاية .. ويبث في نفسي أملا عجيبا ، وعندما نظرت إلى الطاولة الصغيرة رأيت الكتاب الذي أهدته لي والدة جاميان ..
    للحظات فقط ثم تلاشى من أمام ناظري ،، تذكرتها فدمعت عيناي ..
    وقلت في نفسي .. هل كان يجب علي أن أحضر الكتاب معي ؟؟ لقد احترت كثيرا وأصابني الصداع ولكنني أوشكت على النهاية بالفعل ...
    نظرت إلى الجرة المعلقة ورأيت المسحوق اللماع ... كان أزرق اللون وتساءلت إذا كان هذا هو المسحوق الذي كان يتكلم عنه الرحالة ..
    واقتربت من المكان الذي رأيت فيه الكتاب ووجدت شقا في الطاولة ... لم أفهم ما السبب .. وراودتني فكرة غريبة ..
    تذكرت فجأة كلام الرحالة عندما قال :
    " أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. "
    نظرت داخل الشق بحذر ثم سكبت قليلا من المسحوق اللماع الموجود داخل الجرة وفي الحال رأيت الشق يلتأم وعادت الطاولة كما كانت ..
    اعجبني الأمر ولكن ؟؟
    ماذا بعد ...؟ ماذا افعل الآن ؟؟

    درت بعيني في غرفة الفنار الضيقة،، وتذكرت الكشاف الكبير ...
    هل يجب علي إصلاحه ؟؟؟
    نعم ... قال الرجل المسن أن علي ان أجعل الفنار يعمل مجددا ..
    لم انتظر مزيدا من الوقت وصعدت نحو الكشاف الكبير وأخذت الطاولة وقفت عليها حتى اتمكن من الوصول لمكان الشرخ المرتفع .. كان الكشاف كبيرا جدا ...
    في بداية الشق سكبت ما تبقى من المسحوق اللماع فجرى المسحوق في الشق الكبير وبدأ الزجاج يلتأم مره ثانية ..
    كان شكله رائعا بعد أن أصلحته ..
    ولكن ؟؟؟
    ماذا ؟؟ لم يحصل أي شيء ؟؟
    هل كان استنتاجي خاطئا ؟؟ في كل الأحوال لقد انتهى المسحوق اللماع ولم يتبق المزيد منه ..
    نزلت من فوق الطاولة وأعدتها إلى مكانها ..
    وتأملت الكشاف بغيظ ثم تذكرت فجأة ،، إنه عالم خيالي ولكن ..
    النار .. لم استطع اشعالها إلا عندما امتلكت نارا حقيقية ولم تشتعل بالتذكار..
    والرجل الرحالة .. لم يقبل الشريطة كتذكار إلا عندما علم أنها لمحارب قوي ،، هناك أشياء مرتبة منطقياً .. على الرغم من أن هذا المكان أبعد مكان عن المنطقية ..
    فكرت ... كذلك ضوء الكشاف الكهربائي الضخم .. يجب أن يكون موصولا بمصدر كهربائي .. بحثت عن وصلات كهربائية حتى وجدتها كانت وصلات ضخمة جدا ..
    ولكنني لم أعرف أين أضعها ،، بحثت بقلق وبسرعة ،، لكن لا فائدة ..
    إحباط في كل دقيقة تواجهني ولكن لا بأس ،، سأجد حلا .. نظرت أسفل الطاولة فوجدت وصلة كهربائية متصلة بالجدار ،،
    أبعدت الطاولة ونظرت إليها ولكنها لم تكن متطابقة مع الوصلة التي كانت معي .. حاولت إدخال وصلة الكشاف في المصدر ولكن ذلك كان مستحيلا .. هناك فتحتان في المصدر والوصلة التي معي لها ثلاثة رؤوس ..
    كيف أخلع واحدة من هذه ؟؟
    ساعدني يا إلهي ..
    حاولت كسرها بيدي ولكنني لم أفلح وآلمتني أصابعي بلا فائدة ..
    وبدأت بالبحث مجددا عن أي شيء ..
    ولكن بلا جدوى فجلست منهكة على الأرض من كثرة التفكير والبحث ومسحت عيني بعنف فقد كانت تؤلمني ..
    بعد قليل نزلت درج الفنار مرة ثانية ...
    إن ذلك المكان يشبه كوكب الأرض إلى حد كبير ..
    نظرت من نافذة السلم ورأيت سلكا كهربائيا غير معزول يمر من فوق الفنار ويأتي من الجبل ..
    لم أنتبه له من قبل .. حسنا .. هذا السلك الكهربائي هو حل مشاكلي ..
    نظرت لبوابة الفنار كانت ما تزال مغلقة وصعدت للأعلى مرة ثانية وشددت الأسلاك وبدأت أسحبها وأحرر التشابك بينها ..
    سحبتها وكانت طويلة كفاية لتصل إلى الأعلى .. وخلعت القابس ثم سحبت العازل من فوق السلكين فأصبح جزء منهما مكشوفا فلويت الجزء المكشوف وشكلته على شكل رأس سنارة الصيد حتى يمكنه التعلق بالسلك الرئيس ، ثم وقفت عند النافذه ومددت السلكين نحو السلك الرئيسي بعد أن ابعدتهما عن بعضهما ..
    في البداية لم يصلا لأن السلك الرئيس كان بعيدا ،، فصعدت فوق النافذه وكدت أنزلق بسبب ثوبي ..
    كان ذلك العمل خطيرا جدا ولكن كان علي القيام به ..
    وبالفعل وصل السلكين إلى السلك الرئيس وتلامست الأسلاك المكشوفه فانبعثت شرارة صغيرة ...
    أضاء المصباح القوي، و كان يضرب نوره داخل الغرفة العليا المستديرة وذكرني ذلك الضوء بالضوء القوي الذي أعمى عيني في البداية عندما دخلت إلى داخل الفنار وأخذت مني القلادة ايموكيا ،، وببطء توجهت نحوه وبدأت توجيهه بحذر للخارج وأنا أتحاشى لمس الأسلاك .. كان صعبا وكبيرا وبذلت مجهودا كبيرا جدا وآلمني ظهري ولكنني صممت على ذلك ..
    وبالفعل ...
    وجهته نحو الشاطيء وشعرت بزلزلة قوية جدا ..
    سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة ..
    -------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:51 am

    البقية :
    -
    سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة ..
    الفنار ..
    إنه يتهدم فوق رأسي بعنف وقسوة .. ماذا يعني ذلك ؟؟ ولماذا ؟؟
    تساءلت بقلق داخلي ماذا كان علي أن أفعل ؟؟
    فجأة توقفت الاهتزازات وفتحت عيني بحذر كانت القلادة قد سقطت على رأسي ..
    أمسكت بها بسرعة .. ولكن الوقت قد أصبح ليلا ولم أر سوى ضوء الكشاف وقد بدأ الكشاف الكبير يتحرك يمينا ويسارا ببطء ..
    وقفت بصعوبة ونظرت من النافذة الأخرى فشاهدت شاطئا مختلفا ومنازل جميلة .. لقد تغير المكان تماما ..
    مسحت الدماء عن أنفي بقطعة متسخة من ثوبي .. ونزلت من الفنار بسرعة وأنا أمسك القلادة بيدي ولم أصدق فقد كانت البوابة مفتوحة .. خرجت بسرعة إلى المدينة الجميلة وشاهدت أشخاصا كثيرون قد تجمعوا في المكان وينظرون إلي باندهاش وذهول ..
    كانت عيونهم تشبه القطط ..
    هل عدت؟؟ نظرت إلى القلادة في يدي .. هذا يعني أنني لم أفشل بتاتا ..
    كانت ماسة القلادة قد انطفأ ضوءها الأزرق و أصبحت زرقاء بالفعل ولم تعد شفافة كما في السابق ، ورأيت الصفوف تنشق ليظهر في البداية جاميان الذي ركض نحوي بفرحة .. وهو يصيح :
    - لندا ... لقد نجحتي ...
    ولكن جاميان حدق بي للحظة ولثوبي باستياء وقال :
    - هل أنت بخير؟
    ابتسمت ورأيت جيرودا والباقين يركضون نحوي ..
    التفوا حولي جميعا وأخبروني أنهم فخورين بي جميعا،، ثم رأيت مركبة رئيس ايموكيا تقترب وهو ينظر إلي بامتنان وهتف جاميان بفرحة غير طبيعية بعد أن شاهد شريطته البيضاء ماتزال حول عنقي :
    - لم ستخدم تذكاري ... لم تستخدمه ..
    لم أفهم سر سعادته وابتسم لوريس ثم قال :
    - لكنه اتسخ وأصبح قبيحا ..
    أمسك جاميان برأس لوريس الذي تكلم جيدا وقال بمزاح :
    - أنت لا تنطق إلا الأشياء الشريرة ..
    ضحكنا جميعا عليهما وخلف مركبة الرئيس عدنا إلى القصر ، كان الاحتفاء بي مذهلا هناك وسار حولي كم كبير من الأشخاص ..
    وجلس الرئيس ثم قال بسعادة :
    - شكرا لك على مساعدة شعب ايموكيا ..
    قلت باندهاش :
    - لكن ... هذا الفنار لم يكن موجودا من قبل ... أليس كذلك ..
    - هذا صحيح ، إنه شعاع الأمل لشعب إيموكيا ... هناك أشياء كثيرة لا يمكنني شرحها ... يوجد من هذا الفنار ثلاثة آخرون يمكنهم تحقيق الأمنيات ..
    ثم نظر إلى الشريطة المعلقة على رقبتي وقال باسما :
    - جاميان فقط هو الذي بقي معك ... أليس كذلك ؟؟
    تطلعت إلى الشريطة ثم القيت نظرة على وجه جاميان الذي كان يتكلم مع رايو ولوريس وجيرودا بعيدا عنا .. وقلت :
    - أنا متعجبة أنني لم أستخدم تذكاره مع أن ..
    صمتت بخجل فقال الرئيس باسما :
    - مذكور في كتاب الايموكيا أن الشريطة التي تبقى مع الفتاة في النهاية هي دليل على الشخص الذي تحبه في الحقيقة ..
    احمر وجهي من خجل فقال الرئيس :
    - إنه شاب ذكي ولطيف .. أليس كذلك؟
    قلت بخجل :
    - هذا صحيح ...
    وسألني الرئيس :
    - الآن أتمنى منك أن تطلبي مني أي شيء تريدينه ..
    تساءلت :
    - هل أستطيع العودة إلى الأرض؟؟ هل يمكنني ذلك ..
    ابتسم الرئيس وقال:
    - بالتأكيد على الرغم من أننا سنفتقدك كثيرا هنا ..
    قلت وأنا انظر نحو جاميان :
    - وأريده أن ياتي معي .. وكذلك جيرودا ..
    ثم اعطيت القلادة ايموكيا للرئيس وكانت قد أصبحت جوهرة زرقاء وليست شفافة .. وقال الرئيس :
    - ستبقين بعض الوقت .. يجب أن نودعك وداعا لائقا بك ، يا .. ملاك نصرنا ..
    ابتسمت وإيماءة موافقة ...
    وبعد أن عدت الى غرفتي نمت طويلا وحلمت حلما جميلا لأول مرة منذ وقت طويل، واستيقظت في الصباح .. بدلت ثيابي وتناولت الفطور بصحبة الأميرة راما ، وعندما خرجنا خارج الجناح الذي أقيم فيه لم أصدق ما تراه عيني ..
    هناك احتفاء كبير بي يصيبني بالخجل والدهشة ، الزينة منتشرة في كل مكان والجميع بانتظاري ،
    وفي الخارج كان سكان ايموكيا يحملون شعارات مشجعة جدا وقد كتبوا اسمي عليها وكأنني زعيمة مدينة ..
    ضحكت بسعادة ... وقابلت جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا رسميا انيقا،، وضحكت لأول مرة أراهما بذلك الإشراق والبهاء .. بلا دروع ولا أسلحة..
    تقدم رئيس ايموكيا وأعطاني كتاب والدة جاميان ..
    دمعت عيناي مرة ثانية ، وضممت الكتاب وكأنه جزء مني ثم اقتربت راما وقالت :
    - اسمحي لسكان ايموكيا بتقديم هذا التذكار لك ..
    ثم وضعت قلادة إيموكيا حول عنقي ..

    نظرت باستغراب ولكن الرئيس قال :
    - لقد حصل سكان ايموكيا على السر الذي كان مخبأ داخلها وهي الآن ستبقى معك ..
    سمعت تصفيقا حارا من كل الحضور وتأكدت أن وجهي الآن أصبح أحمرا جدا فانا أعرف نفسي عندما أخجل .. وتمتمت :
    - هذا شرف كبير لي ...
    وخرجنا جميعا إلى الشارع وركبنا مركبات رائعة وسط حماس سكان ايموكيا الشديد وجلس جاميان إلى يساري وجيرودا عن يميني وحلقت المركبات بعيدا جدا ، وقال جاميان يخاطب جيرودا :
    - لوريس ورايو في المركبة التي خلفنا مباشرة ..
    نظر جيرودا ولوح بيديه ..
    فقلت باسمة :
    - لقد كونتما صداقات بسرعة ..
    ضحك جيرودا وهمس في أذني :
    - لقد كانوا سيقتلون بعضهم بالأمس ..
    قلت باندهاش :
    - لماذا ؟؟
    اقترب جاميان وقال لجيرودا ضاحكا :
    - لقد سمعتك .. ولا اريدك أن تخبرها بالمزيد ..
    - حتى لا تشقني إلى نصفين أعرف !!
    قالها جيرودا مقاطعا كلام جاميان وضحكت بشدة بينما نظر جاميان بغيظ نحو جيرودا الذي كان يضحك هو الآخر ..
    واتجهنا نحو مبنى كبير كان معلقا على قواعد معدنية ضخمة ،، كان منظره مدهشا حقا بلا مبالغة ، انفتحت بوابة كبيرة ودخلت مركبة الرئيس السوداء تبعتها المركبات الأخرى ونحن بالتأكيد ..
    بعد لحظات داخل نفق كبير توقفت المركبات وهبطت على الأرضية .. وترجلنا جميعا وتوقفت أنظر إلى الأضواء البيضاء الخافتة داخل النفق المعدني وقال جاميان وهو يتطلع نحو جيرودا :
    - انه يشبه نفق العمليات إكس ..
    - صحيح !
    لم أفهم شيئا بالطبع وشاهدت لوريس وخلفه راي ورايو يقتربون من جاميان وجيرودا وقال رايو :
    - هيا .. هل ستتأملون طويلا .. الحقوا بنا ..
    سرنا بصمت خلفهم وهمس جيرودا لي :
    - الآن سوف تعودين إلى الأرض ..
    وقفت فجأة ونظرت إلى جيرودا فتوقف جيرودا وأدى إلى توقفهم جميعا وقال :
    - مالأمر ؟؟
    - هل سأذهب بمفردي ؟؟
    نظر جاميان نحو جيرودا وقال بعصبية :
    - هل أخبرتها ؟؟
    لم أفهم شيئا ونظر جيرودا نحو جاميان بحدة ثم قال وهو يتابع السير:
    - أنا لم أخبرها بأي شيء مما يجول في رأسك ..
    سار الجميع خلف جيرودا الغاضب فقال جاميان وهو يأخذني معه :
    - لا تخافي سأخبرك بكل شيء ..
    سرت بصمت خلف جاميان والآخرين حتى وصلنا إلى القاعة .. قاعة كبيرة بها مقاعد وأجهزة وعاملين كثر ورأيت الرئيس يلوح لي فذهبت إليه ..
    عندما وقفت أمام الرئيس مباشرة قالت الأميرة راما :
    - آنسة لندا ، أرجو أن تنظري إلى تلك المركبة الصغيرة ..
    نظرت إلى ما أشارت فشاهدت مركبة مثلثة الشكل تقف وسط القاعة ولها لون فضي وبعض الخطوط الزرقاء ..
    عندها قال الرئيس :
    - ستأخذك هذه المركبة إلى هناك .. وطنك ، الأرض لكنك ستذهبين بمفردك أولا
    قلت بتوتر :
    - لماذا ... ألا تتسع لنا جميعا ؟؟
    - لا .. أنها تتسع لشخص واحد فقط ..
    - هل تقصد سيادتك أنني سأقودها ؟؟
    - أنت لن تفعلي ذلك حقيقة ولكن ..
    صمت الرئيس لبضعة ثوان وأقبل رجل يرتدي معطفا أخضرا داكنا وقال بصوت ولهجة غريبتين جدا :
    - اسمحي لي يا أنستي أن أعرفك على النظام الجديد ..
    سرت خلف الرجل صاحب المعطف وصعدنا إلى المركبة فقال وهو يفتح البوابة:
    - انظري بالداخل ..
    ألقيت نظرة صغيرة وشاهدت مقعدا بالداخل ثم أخرجت رأسي وقلت :
    - هناك متسع لشخص واحد فقط ..
    نظرت بإحباط واقترب جاميان وقال :
    - أذهبي لندا ،، وثقي أننا سنلحق بك ..
    ضحك رايو وقال :
    - سنلحق بك جميعا ، ولكنني سأجدك قبل جاميان !!
    نظر جاميان مبتسما وقال :
    - أتحداك أن تجدها قبلي .. فأنا أعرف عنوان منزلهم !!
    من بعيد ابتسم لي جيرودا وشعرت ببعض التشجيع وأقبل الرئيس قائلا:
    - كل ماعليك فعله هو أن تأخذي المنوم وتنامي وبعد ساعات ستكونين في الأرض ،، لا أريدك ان تقلقي أبدا ..
    قلت بقلق :
    - ولماذا المنوم ؟؟
    - سوف تمرين من خلال ثقب أسود ،، ولهذا فربما تشعرين بالغثيان والارهاق
    ركبت داخل المركبة وأمسكت جيدا بالحقيبة القماشية التي تحوي الكتاب،، وودعني الجميع بنظراتهم وكلماتهم الجميلة ،، واقترب رجل يرتدي معطفا وبيده ابرة ،، وتطلع جاميان إلي وقال :
    - لا تخافي إنها حقنة منومة لكي لا تشعري بشيء ..
    بقليل من الذعر أغمضت عيني وأخذت المنوم ،، ثم بدأت بالفعل أشعر بدوار غريب، دوار يجعلني لا أدرك ما يحصل حولي ..
    وأظن بعدها انني غفوت ...
    ----------------------------------------------------------------------------
    سمعت أصواتا كثيرة حولي ....
    الكثير من الكلام والحديث الذي لا اعرفه ..
    حاولت فتح عيني ولكنني كنت أشعر بدوار مؤسف فعلا .. ولكنني ابديت جدية حقيقية في فتح عيني ،، نظرت بتعب فوجدت أنني على سرير في مشفى صغير وهناك مرضى آخرون ، كان هناك طبيب أسمر البشرة له شعر أسود ناعم ابتسم وقال يحدث الممرضة بلغة لم أفهمها ..
    كان الجو المحيط بي يشعرني أنني بالفعل على الأرض لكن الناس هنا ،، يذكرونني بـ .. نعم ..
    تلك الملابس ،، الشعور السوداء والبشرات السمراء ،، تلك النقطة الحمراء التي تضعنها النساء على جبينهن ،، ربما أنا في الهند ..
    قلت وصوتي لا يكاد يخرج :
    - أين أنا ؟؟
    ابتسم الطبيب وقال :
    - ماهو اسمك يا آنسة فنحن لم نجد معك أي هوية ؟؟
    قلت بتعب :
    - لندا بروس بيرتون ...
    - وكيف جئت إلى الهند ..؟؟
    شعرت بارتباك شديد ولكنني قلت أخيرا :
    - لا .. أعلم ،، أظن أنني خطفت .. و ..
    هز الطبيب رأسه ثم خرج ،، وبعد وقت قصير عاد الطبيب مرة أخرى ،،
    تطلع الطبيب نحو الباب ثم قال :
    - بعض رجال الأمن يريدون طرح عليك بعض الأسئلة ،، وأرجو أن لا يكون في ذلك إزعاجا لك ...
    لم أرد وشاهدت رجال الشرطة الثلاثة وهم يدلفون إلى الحجرة ..
    بدأ رئيس الجلسة بسؤالي عن صحتي فقلت أنني بخيرثم قال :
    - في البداية أريد أن أعلم كيف وصلت إلى أدغال الهند ..
    قلت وأنا اتذكر الكتاب الذي اهدته لي والدة جاميان :
    - كيف كنت؟ أعني ... كيف وجدتموني ؟؟
    - وجدك أهالي أحدى القرى مغشيا عليكي في أحد أحراش الغابات القريبة ..

    تساءلت في نفسي مالذي حصل بالفعل ؟؟ ولكنني تعجبت وقلت :
    - لا أعلم ما حصل معي .. لكن ،، لقد ..
    - ماذا؟؟
    - تعرضت للخطف لكنني لا أعرف كيف جئت إلى الهند لأنني فقدت وعيي تماما!
    نظر لي الضابط باستغراب ثم قال :
    - سنكتفي بهذا اليوم ... وعندما تتحسن صحتك سنصطحبك إلى سفارة بلدك حتى يمكنها تولي الأمر ..
    - شكرا لك ..
    بقيت في سريري على الرغم من أنني لم أكن مريضة جدا ، فقط قليل من الدوار،، وفي المستشفى تعرفت على ممرضة تدعى " بريا " كانت فتاة سمراء البشرة ، رائعة الجمال ..
    وأخبرتني الكثير عن الهند وآثارها ،، بومباي وكلكتا ونيودلهي التي أنا فيها الآن ،، حكت لي عن مدن كثيرة بالهند مثل بيلاري ومدراس وبوبلا ..
    أنا لم أحكي لها شيئا عما حصل لي ،، ولكنني حكيت لها عن صديقتاي وجامعتي وكل شيء يتعلق ببلدي ..
    كان كل ماحصل لي كأنه ذكرى أو حلم تبخر بلا رجعه ..
    كنا نقضي وقتا رائعا حتى تنتهي ورديتها فهي تعمل من الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل ..
    وأخيرا جاء اليوم الذي سوف اذهب لمقابلة سفير بلادي شخصيا ،، لقد تحسنت صحتي وشفيت الرضوض والجروح التي اصابتني ..
    خلعت رداء المستشفى أخيرا وودعت صديقتي الهندية بريا .. قالت بريا :
    - عديني أنني سأراك قبل أن تعودي إلى إنجلترا ..
    - أعدك ..
    بهذه الكلمات افترقت عن بريا اللطيفة،، وركبت في سيارة الأجرة بصحبة مندوب من السفارة حتى وصلت هناك ،،
    سرنا في الممرات حتى وصلنا إلى مكتب السفير .. سمحت لي السكرتيرة بالدخول وجلست أمام مكتب السفير الذي بدأ الحديث قائلا :
    - مرحبا آنسة بيرتون ... أنا ممثل بلادك هنا،، وأرجو ان تتكلمي بوضوح وصراحة حتى يمكنني مساعدتك ..
    - حسنا ..
    - أريدك أن لاتخافي من أي شيء ، لا أحد يمكنه ملاحقتك هنا .. اتفقنا ..
    - أجل .. سأخبرك بكل تريد معرفته ...
    - أخبريني مالذي حدث من البداية ؟؟
    بدأت أقص له حكايتي من البداية ،، عندما رسبت صديقتي وقررت زيارتها متأخرا وأنني اختطفت ولم أدر بأي شيء سوى أنني في مستشفى بالهند ..
    تعجب السفير كثيرا وقال :
    - لم تكوني تحملين معك أي هوية !! كيف اخرجك الخاطفون من انجلترا وأحضروك هنا .. الهند ؟؟
    لم أجب على السؤال ولذلك قرر السفير استخراج جواز سفر لي وهوية جديدة من انجلترا وسوف يتصلون بعمي جوردن .. سألني الكثير من الأسئلة عن أشكال الخاطفين أو كلامهم هل هم انجليز أم ماذا ؟؟

    كانت سفارة بلدي متعاونة جدا حتى كأنني الوحيدة التي يمكنهم خدمتها ،، و بقيت في الفندق حتى
    وصل لي هاتف من السفارة وصوت غريب يقول :
    - آنسة بيرتون ،، معك عمك جوردن بيرتون على الخط ... من فضلك لحظة واحدة ..
    دهشت لذلك وأصابني مغص شديد فقد علمت أن عمي سيوبخني ،، لانهم جميعا يتمنون موتي ...
    - آلو ...
    - مرحبا .. لندا ؟؟
    - نعم ، كيف حالك يا عمي ..
    - بخير يا عزيزتي ،، لقد أقلقتنا عليك كثيرا ..
    كان صوت عمي في الهاتف متأثرا جدا فتعجبت وقلت :
    - أنا آسفة لم يكن الأمر بيدي ..
    - أعلم يا غاليتي .. سوف تعودين إلى انجلترا قريبا ،، وعمك مايكل في الطريق إلى الهند بأوراقك الخاصة ليعيدك ..
    - شكرا يا عمي ..
    - لا تشكريني يا ابنتي فأنا لم أكن أنام الليل بسبب اختفاؤك ..
    كان عمي متغيرا جدا فهو لم يعد الرجل الارستقراطي الغامض القاسي والذي أخاف منه واتحاشاه بكل السبل ،، كان إنسانا مختلفا هذه المرة .. وكان قلقا علي فعلا .. لقد تخيلت أنني عندما أعود سوف أجدهم قد قاموا بجنازة غياب على روحي ،، وانتهى الأمر كليا بالنسبة لي في شهادة وفاة ..
    والآن ..
    عمي الصغير مايكل بيرتون والذي لم يكمل السادسة والعشرين من عمره ،، وأحب الناس على قلبي في عائلتي سوف يأتي لاصطحابي ..
    دائما شعرت أنه الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به ،، فهو يكبرني بسبعة أعوام فقط ..
    وكان الوحيد الذي كنت أحكي له عن كل مايحصل لي .. ربما لم انتحر كل تلك المدة لأنه كان إلى جانبي!! وأظن أن عمي الكبير جوردن قد أرسله لي لأنه يعلم اننا متفقان تقريبا ومتفاهمان ..
    وفي الفندق جاء شخص ما لزيارتي لم اتوقع رؤيته حاليا ..
    ------------------------------------------------------------------
    اندهشت كثيرا عندما رأيت صديقتي الهندية الجميلة " بريا " وهي تدلف إلى مطعم الفندق .. وتلوح لي من بعيد ،، لا أعلم كيف وجدتني ولكن ربما سألت عني ؟
    أخيرا رأيتها بملابس عصرية جميلة بعيدة عن ثياب المشفى البيضاء ،، كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها ..
    أعجبني منظرها كثيرا فقد كانت رائعة الجمال ،، وعندما اقتربت مني ابتسمت بسرور وقالت :
    - كيف حالك ؟؟ لقد اشتقت إليك ..
    صافحتها ثم جلسنا في المطعم ،، أخبرتها بكل ما حصل معي وان عمي مايكل قادم لكي يصطحبني إلى انجلترا ..
    شعرت بريا بالحزن لأنني سوف أرحل بسرعة وقالت :
    - هل سأراك ثانية ؟؟
    - أتمنى ذلك ،، ربما آتي لزيارة الهند مجددا ..
    وقمت مع بريا بنزهة في شوراع نيودلهي الجميلة وشاهدنا الأسواق والمباني السكنية، كنت اتطلع في وجوه الناس علي أرى جاميان أو جيرودا ..
    أنني لا أفهم حتى الآن كيف لم يجد أحدهم المكوك ،، هل قذفني من داخله وعاد ،، قلت لنفسي انني لا يجب ان أنسى أنني كنت مخدرة تماما .. يعني لا أعلم ماحصل ..
    سرت مع بريا وتساءلت :
    - ألم يعثر رجال الشرطة على الخاطفين ؟؟
    نظرت إلي بريا باستغراب ولكنها قالت :
    - لا أظن .. إن قصتك غريبة جدا وكأنه حصل أمر ما غير طبيعي فيبدو أن تلك العصابة التي اختطفتك قد زورت لك أوراقا حتى يمكنها تهريبك ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تركوك في النهاية ؟؟ ألم يطلبوا فدية من عائلتك؟
    تطلعت إلى بريا بإشفاق فهي تبذل مجهودا كبيرا لكي تحل اللغز ..
    ثم فكرت للحظات وقالت :
    - ربما ..
    قطعت حبال أفكارها وأنا أقول :
    - هيا بريا .. كفي عن هذا سوف تتعبين نفسك ،، علينا التوجه للمطار حتى نستقبل عمي مايكل .. أم انك لن تذهبي معي ؟؟
    ابتسمت وقالت :
    - بالتأكيد سوف أذهب .. ولكن ..
    - ماذا ؟؟
    - ذكريني بشيء أريد اعطاؤه لك قبل رحيلك ..
    نظرت لها باستغراب ونحن في طريقنا إلى المطار فتابعت :
    - أهالي بلدتي وجدوا حقيبة تخصك فلم يسلموها للشرطة ، لقد سلموها لجدي لأنه رئيس البلدة أخذها جدي ووجد بها كتابا غريبا يقول أنه لا يفهم منه شيئا.. ولذلك فهو معي وسوف أعيده لك ..
    شعرت بسعادة غامرة وقلت :
    - حقا ؟؟ هل هو معك ؟؟ لقد ظننت أنه ضاع مني ،، شكرا لك يا بريا ..
    قالت بريا بذكاء تحتال علي :
    - من أعطاك ذلك الكتاب ؟؟ ولماذا لم يأخذه منك الخاطفون ؟؟
    ارتبكت فلم أتوقع سؤالها ذلك ولكنني قلت :
    - لقد كان معي قبل أن يقوم الخاطفون باختطافي .. لذلك .. لا أعلم كيف بقي معي ،، ربما لم يروا له أهمية ..
    - وربما اختطفوك من اجل أن يحصلوا عليه .. ولكن هناك سر ما متعلق بالخاطفين .. ألا تعتقدين ذلك ؟؟
    لم أقل شيئا ولكنني شعرت بالامتنان لاهتمام بريا الشديد بي ...
    وتوجهنا إلى المطار وبقينا هناك ننتظر من الراكبين الهبوط من الطائرة ..
    من بعيد شاهدت عمي مايكل يقترب با سما وكان أنيقا جدا ووسيما أيضا ،، دهشت بريا وهمست عندما أشرت لها نحوه :
    - ظننت أنني سأرى رجلا عجوزا !!
    ضحكت واقترب عمي ثم ترك حقيبته على الأرض وعانقني بفرحة وهو يقول :
    - اشتقت لغاليتي الصغيرة كثيرا ..
    - وأنا أيضا ..
    كنت سعيدة جدا في الحقيقة ..
    وعرفته على صديقتي الهندية الجميلة بريا .. ثم توجهنا نحن الثلاثة خارج المطار عائدين إلى الفندق وأوصلتنا بريا ثم تركتنا وعادت إلى منزلها ..
    جلست في غرفة الفندق مع عمي الذي قال بمرح كالماضي :
    - تعرفت بسرعة على فتاة هندية ورائعة الجمال .. يبدو أنني سأبقى في الهند مدى الحياة ..
    ضحكت وقلت وأنا أسخر منه :
    - لن تقبل شخصا مثلك حتى ولو فعلت المستحيل أنها تريد شابا هنديا وسيما .. وليس انجليزيا أشقرا و بارد الأعصاب ..
    ضحك عمي مايكل وأمسك برقبتي وهو يقول :
    - يالك من شقية ،، أنا بارد الأعصاب؟؟ سوف أريك البرود الحقيقي قريبا !!
    تابعت مزاحي الثقيل معه كالعاده :
    - لن تتزوج انجليزيا احتل بلدها لقرون طويلة ..
    ضغط عمي مايكل على رقبتي برفق وقال ضاحكا :
    - ولماذا تصادق فتاة انجليزية ؟؟ ايتها المحتالة ..
    ضحكنا معا وترك رقبتي أخيرا ..
    تناقشنا كثيرا في كل ما حصل أثناء غيابي ،، وأخبرني بأغرب شيء سمعته في حياتي وهو ان عمي جوردن عاودته النوبة القلبية وكاد يموت عندما علم أنني مختطفة وأنه لا أمل في عودتي بعد مرور أيام طويلة على اختفائي ..
    تعجبت في أنه يحبني رغم أن ذلك لم يظهر عليه ولا مرة مذ ولدت!!
    قال عمي مايكل فجأة :
    - لندا أرجوك .. أشعر في عينيك أنك تخفي أمرا ما عني .. أنا أعرفك جيدا ،، هيا أخبريني مالذي حصل لك .. أنت تعلمين أليس كذلك.. انا أعد الأيام الطويلة التي اختفيت فيها وأعلم جيدا أنه من المستحيل أن يصيبك الإغماء كل تلك الفترة .. أليس كذلك ؟؟
    لم أرد .. وشعرت أنني أرغب بالبكاء ..
    وتابع عمي قائلا :
    - هيا ؟؟ هل آذاك أحدهم؟؟ هل أحببت أحدهم وهربتي معه ؟؟ لا تخافي سوف أحفظ سرك ..
    نظرت له بغضب وقلت :
    - ماذا تقصد بانني هربت مع أحدهم ؟؟؟ هل أمثل مسرحية ********************************ة !!
    انفعلت كثيرا من كلمات عمي الذي قال وهو يمسح على شعري :
    - لا لا،، أرجوك أنا لم أقصد جرح مشاعرك ... لكنك تخفين عني شيئا .. وأنا اريد أن اعرفه وأعدك بأن يكون الأمر سرا بيننا ..
    ترددت كثيرا ..
    هل أخبره ؟؟؟ تساءلت في نفسي عن ذلك ..
    لقد كان عمي مايكل محط ثقتي منذ كنا أطفالا ،، وعندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخبره عن كل شيء يحصل معي ..
    هل أخبره ...
    ولكن ، هل سيصدقني أم سيقول عني أنني جننت ..
    ----------------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:52 am

    البقية :
    -
    سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة ..
    الفنار ..
    إنه يتهدم فوق رأسي بعنف وقسوة .. ماذا يعني ذلك ؟؟ ولماذا ؟؟
    تساءلت بقلق داخلي ماذا كان علي أن أفعل ؟؟
    فجأة توقفت الاهتزازات وفتحت عيني بحذر كانت القلادة قد سقطت على رأسي ..
    أمسكت بها بسرعة .. ولكن الوقت قد أصبح ليلا ولم أر سوى ضوء الكشاف وقد بدأ الكشاف الكبير يتحرك يمينا ويسارا ببطء ..
    وقفت بصعوبة ونظرت من النافذة الأخرى فشاهدت شاطئا مختلفا ومنازل جميلة .. لقد تغير المكان تماما ..
    مسحت الدماء عن أنفي بقطعة متسخة من ثوبي .. ونزلت من الفنار بسرعة وأنا أمسك القلادة بيدي ولم أصدق فقد كانت البوابة مفتوحة .. خرجت بسرعة إلى المدينة الجميلة وشاهدت أشخاصا كثيرون قد تجمعوا في المكان وينظرون إلي باندهاش وذهول ..
    كانت عيونهم تشبه القطط ..
    هل عدت؟؟ نظرت إلى القلادة في يدي .. هذا يعني أنني لم أفشل بتاتا ..
    كانت ماسة القلادة قد انطفأ ضوءها الأزرق و أصبحت زرقاء بالفعل ولم تعد شفافة كما في السابق ، ورأيت الصفوف تنشق ليظهر في البداية جاميان الذي ركض نحوي بفرحة .. وهو يصيح :
    - لندا ... لقد نجحتي ...
    ولكن جاميان حدق بي للحظة ولثوبي باستياء وقال :
    - هل أنت بخير؟
    ابتسمت ورأيت جيرودا والباقين يركضون نحوي ..
    التفوا حولي جميعا وأخبروني أنهم فخورين بي جميعا،، ثم رأيت مركبة رئيس ايموكيا تقترب وهو ينظر إلي بامتنان وهتف جاميان بفرحة غير طبيعية بعد أن شاهد شريطته البيضاء ماتزال حول عنقي :
    - لم ستخدم تذكاري ... لم تستخدمه ..
    لم أفهم سر سعادته وابتسم لوريس ثم قال :
    - لكنه اتسخ وأصبح قبيحا ..
    أمسك جاميان برأس لوريس الذي تكلم جيدا وقال بمزاح :
    - أنت لا تنطق إلا الأشياء الشريرة ..
    ضحكنا جميعا عليهما وخلف مركبة الرئيس عدنا إلى القصر ، كان الاحتفاء بي مذهلا هناك وسار حولي كم كبير من الأشخاص ..
    وجلس الرئيس ثم قال بسعادة :
    - شكرا لك على مساعدة شعب ايموكيا ..
    قلت باندهاش :
    - لكن ... هذا الفنار لم يكن موجودا من قبل ... أليس كذلك ..
    - هذا صحيح ، إنه شعاع الأمل لشعب إيموكيا ... هناك أشياء كثيرة لا يمكنني شرحها ... يوجد من هذا الفنار ثلاثة آخرون يمكنهم تحقيق الأمنيات ..
    ثم نظر إلى الشريطة المعلقة على رقبتي وقال باسما :
    - جاميان فقط هو الذي بقي معك ... أليس كذلك ؟؟
    تطلعت إلى الشريطة ثم القيت نظرة على وجه جاميان الذي كان يتكلم مع رايو ولوريس وجيرودا بعيدا عنا .. وقلت :
    - أنا متعجبة أنني لم أستخدم تذكاره مع أن ..
    صمتت بخجل فقال الرئيس باسما :
    - مذكور في كتاب الايموكيا أن الشريطة التي تبقى مع الفتاة في النهاية هي دليل على الشخص الذي تحبه في الحقيقة ..
    احمر وجهي من خجل فقال الرئيس :
    - إنه شاب ذكي ولطيف .. أليس كذلك؟
    قلت بخجل :
    - هذا صحيح ...
    وسألني الرئيس :
    - الآن أتمنى منك أن تطلبي مني أي شيء تريدينه ..
    تساءلت :
    - هل أستطيع العودة إلى الأرض؟؟ هل يمكنني ذلك ..
    ابتسم الرئيس وقال:
    - بالتأكيد على الرغم من أننا سنفتقدك كثيرا هنا ..
    قلت وأنا انظر نحو جاميان :
    - وأريده أن ياتي معي .. وكذلك جيرودا ..
    ثم اعطيت القلادة ايموكيا للرئيس وكانت قد أصبحت جوهرة زرقاء وليست شفافة .. وقال الرئيس :
    - ستبقين بعض الوقت .. يجب أن نودعك وداعا لائقا بك ، يا .. ملاك نصرنا ..
    ابتسمت وإيماءة موافقة ...
    وبعد أن عدت الى غرفتي نمت طويلا وحلمت حلما جميلا لأول مرة منذ وقت طويل، واستيقظت في الصباح .. بدلت ثيابي وتناولت الفطور بصحبة الأميرة راما ، وعندما خرجنا خارج الجناح الذي أقيم فيه لم أصدق ما تراه عيني ..
    هناك احتفاء كبير بي يصيبني بالخجل والدهشة ، الزينة منتشرة في كل مكان والجميع بانتظاري ،
    وفي الخارج كان سكان ايموكيا يحملون شعارات مشجعة جدا وقد كتبوا اسمي عليها وكأنني زعيمة مدينة ..
    ضحكت بسعادة ... وقابلت جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا رسميا انيقا،، وضحكت لأول مرة أراهما بذلك الإشراق والبهاء .. بلا دروع ولا أسلحة..
    تقدم رئيس ايموكيا وأعطاني كتاب والدة جاميان ..
    دمعت عيناي مرة ثانية ، وضممت الكتاب وكأنه جزء مني ثم اقتربت راما وقالت :
    - اسمحي لسكان ايموكيا بتقديم هذا التذكار لك ..
    ثم وضعت قلادة إيموكيا حول عنقي ..

    نظرت باستغراب ولكن الرئيس قال :
    - لقد حصل سكان ايموكيا على السر الذي كان مخبأ داخلها وهي الآن ستبقى معك ..
    سمعت تصفيقا حارا من كل الحضور وتأكدت أن وجهي الآن أصبح أحمرا جدا فانا أعرف نفسي عندما أخجل .. وتمتمت :
    - هذا شرف كبير لي ...
    وخرجنا جميعا إلى الشارع وركبنا مركبات رائعة وسط حماس سكان ايموكيا الشديد وجلس جاميان إلى يساري وجيرودا عن يميني وحلقت المركبات بعيدا جدا ، وقال جاميان يخاطب جيرودا :
    - لوريس ورايو في المركبة التي خلفنا مباشرة ..
    نظر جيرودا ولوح بيديه ..
    فقلت باسمة :
    - لقد كونتما صداقات بسرعة ..
    ضحك جيرودا وهمس في أذني :
    - لقد كانوا سيقتلون بعضهم بالأمس ..
    قلت باندهاش :
    - لماذا ؟؟
    اقترب جاميان وقال لجيرودا ضاحكا :
    - لقد سمعتك .. ولا اريدك أن تخبرها بالمزيد ..
    - حتى لا تشقني إلى نصفين أعرف !!
    قالها جيرودا مقاطعا كلام جاميان وضحكت بشدة بينما نظر جاميان بغيظ نحو جيرودا الذي كان يضحك هو الآخر ..
    واتجهنا نحو مبنى كبير كان معلقا على قواعد معدنية ضخمة ،، كان منظره مدهشا حقا بلا مبالغة ، انفتحت بوابة كبيرة ودخلت مركبة الرئيس السوداء تبعتها المركبات الأخرى ونحن بالتأكيد ..
    بعد لحظات داخل نفق كبير توقفت المركبات وهبطت على الأرضية .. وترجلنا جميعا وتوقفت أنظر إلى الأضواء البيضاء الخافتة داخل النفق المعدني وقال جاميان وهو يتطلع نحو جيرودا :
    - انه يشبه نفق العمليات إكس ..
    - صحيح !
    لم أفهم شيئا بالطبع وشاهدت لوريس وخلفه راي ورايو يقتربون من جاميان وجيرودا وقال رايو :
    - هيا .. هل ستتأملون طويلا .. الحقوا بنا ..
    سرنا بصمت خلفهم وهمس جيرودا لي :
    - الآن سوف تعودين إلى الأرض ..
    وقفت فجأة ونظرت إلى جيرودا فتوقف جيرودا وأدى إلى توقفهم جميعا وقال :
    - مالأمر ؟؟
    - هل سأذهب بمفردي ؟؟
    نظر جاميان نحو جيرودا وقال بعصبية :
    - هل أخبرتها ؟؟
    لم أفهم شيئا ونظر جيرودا نحو جاميان بحدة ثم قال وهو يتابع السير:
    - أنا لم أخبرها بأي شيء مما يجول في رأسك ..
    سار الجميع خلف جيرودا الغاضب فقال جاميان وهو يأخذني معه :
    - لا تخافي سأخبرك بكل شيء ..
    سرت بصمت خلف جاميان والآخرين حتى وصلنا إلى القاعة .. قاعة كبيرة بها مقاعد وأجهزة وعاملين كثر ورأيت الرئيس يلوح لي فذهبت إليه ..
    عندما وقفت أمام الرئيس مباشرة قالت الأميرة راما :
    - آنسة لندا ، أرجو أن تنظري إلى تلك المركبة الصغيرة ..
    نظرت إلى ما أشارت فشاهدت مركبة مثلثة الشكل تقف وسط القاعة ولها لون فضي وبعض الخطوط الزرقاء ..
    عندها قال الرئيس :
    - ستأخذك هذه المركبة إلى هناك .. وطنك ، الأرض لكنك ستذهبين بمفردك أولا
    قلت بتوتر :
    - لماذا ... ألا تتسع لنا جميعا ؟؟
    - لا .. أنها تتسع لشخص واحد فقط ..
    - هل تقصد سيادتك أنني سأقودها ؟؟
    - أنت لن تفعلي ذلك حقيقة ولكن ..
    صمت الرئيس لبضعة ثوان وأقبل رجل يرتدي معطفا أخضرا داكنا وقال بصوت ولهجة غريبتين جدا :
    - اسمحي لي يا أنستي أن أعرفك على النظام الجديد ..
    سرت خلف الرجل صاحب المعطف وصعدنا إلى المركبة فقال وهو يفتح البوابة:
    - انظري بالداخل ..
    ألقيت نظرة صغيرة وشاهدت مقعدا بالداخل ثم أخرجت رأسي وقلت :
    - هناك متسع لشخص واحد فقط ..
    نظرت بإحباط واقترب جاميان وقال :
    - أذهبي لندا ،، وثقي أننا سنلحق بك ..
    ضحك رايو وقال :
    - سنلحق بك جميعا ، ولكنني سأجدك قبل جاميان !!
    نظر جاميان مبتسما وقال :
    - أتحداك أن تجدها قبلي .. فأنا أعرف عنوان منزلهم !!
    من بعيد ابتسم لي جيرودا وشعرت ببعض التشجيع وأقبل الرئيس قائلا:
    - كل ماعليك فعله هو أن تأخذي المنوم وتنامي وبعد ساعات ستكونين في الأرض ،، لا أريدك ان تقلقي أبدا ..
    قلت بقلق :
    - ولماذا المنوم ؟؟
    - سوف تمرين من خلال ثقب أسود ،، ولهذا فربما تشعرين بالغثيان والارهاق
    ركبت داخل المركبة وأمسكت جيدا بالحقيبة القماشية التي تحوي الكتاب،، وودعني الجميع بنظراتهم وكلماتهم الجميلة ،، واقترب رجل يرتدي معطفا وبيده ابرة ،، وتطلع جاميان إلي وقال :
    - لا تخافي إنها حقنة منومة لكي لا تشعري بشيء ..
    بقليل من الذعر أغمضت عيني وأخذت المنوم ،، ثم بدأت بالفعل أشعر بدوار غريب، دوار يجعلني لا أدرك ما يحصل حولي ..
    وأظن بعدها انني غفوت ...
    ----------------------------------------------------------------------------
    سمعت أصواتا كثيرة حولي ....
    الكثير من الكلام والحديث الذي لا اعرفه ..
    حاولت فتح عيني ولكنني كنت أشعر بدوار مؤسف فعلا .. ولكنني ابديت جدية حقيقية في فتح عيني ،، نظرت بتعب فوجدت أنني على سرير في مشفى صغير وهناك مرضى آخرون ، كان هناك طبيب أسمر البشرة له شعر أسود ناعم ابتسم وقال يحدث الممرضة بلغة لم أفهمها ..
    كان الجو المحيط بي يشعرني أنني بالفعل على الأرض لكن الناس هنا ،، يذكرونني بـ .. نعم ..
    تلك الملابس ،، الشعور السوداء والبشرات السمراء ،، تلك النقطة الحمراء التي تضعنها النساء على جبينهن ،، ربما أنا في الهند ..
    قلت وصوتي لا يكاد يخرج :
    - أين أنا ؟؟
    ابتسم الطبيب وقال :
    - ماهو اسمك يا آنسة فنحن لم نجد معك أي هوية ؟؟
    قلت بتعب :
    - لندا بروس بيرتون ...
    - وكيف جئت إلى الهند ..؟؟
    شعرت بارتباك شديد ولكنني قلت أخيرا :
    - لا .. أعلم ،، أظن أنني خطفت .. و ..
    هز الطبيب رأسه ثم خرج ،، وبعد وقت قصير عاد الطبيب مرة أخرى ،،
    تطلع الطبيب نحو الباب ثم قال :
    - بعض رجال الأمن يريدون طرح عليك بعض الأسئلة ،، وأرجو أن لا يكون في ذلك إزعاجا لك ...
    لم أرد وشاهدت رجال الشرطة الثلاثة وهم يدلفون إلى الحجرة ..
    بدأ رئيس الجلسة بسؤالي عن صحتي فقلت أنني بخيرثم قال :
    - في البداية أريد أن أعلم كيف وصلت إلى أدغال الهند ..
    قلت وأنا اتذكر الكتاب الذي اهدته لي والدة جاميان :
    - كيف كنت؟ أعني ... كيف وجدتموني ؟؟
    - وجدك أهالي أحدى القرى مغشيا عليكي في أحد أحراش الغابات القريبة ..

    تساءلت في نفسي مالذي حصل بالفعل ؟؟ ولكنني تعجبت وقلت :
    - لا أعلم ما حصل معي .. لكن ،، لقد ..
    - ماذا؟؟
    - تعرضت للخطف لكنني لا أعرف كيف جئت إلى الهند لأنني فقدت وعيي تماما!
    نظر لي الضابط باستغراب ثم قال :
    - سنكتفي بهذا اليوم ... وعندما تتحسن صحتك سنصطحبك إلى سفارة بلدك حتى يمكنها تولي الأمر ..
    - شكرا لك ..
    بقيت في سريري على الرغم من أنني لم أكن مريضة جدا ، فقط قليل من الدوار،، وفي المستشفى تعرفت على ممرضة تدعى " بريا " كانت فتاة سمراء البشرة ، رائعة الجمال ..
    وأخبرتني الكثير عن الهند وآثارها ،، بومباي وكلكتا ونيودلهي التي أنا فيها الآن ،، حكت لي عن مدن كثيرة بالهند مثل بيلاري ومدراس وبوبلا ..
    أنا لم أحكي لها شيئا عما حصل لي ،، ولكنني حكيت لها عن صديقتاي وجامعتي وكل شيء يتعلق ببلدي ..
    كان كل ماحصل لي كأنه ذكرى أو حلم تبخر بلا رجعه ..
    كنا نقضي وقتا رائعا حتى تنتهي ورديتها فهي تعمل من الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل ..
    وأخيرا جاء اليوم الذي سوف اذهب لمقابلة سفير بلادي شخصيا ،، لقد تحسنت صحتي وشفيت الرضوض والجروح التي اصابتني ..
    خلعت رداء المستشفى أخيرا وودعت صديقتي الهندية بريا .. قالت بريا :
    - عديني أنني سأراك قبل أن تعودي إلى إنجلترا ..
    - أعدك ..
    بهذه الكلمات افترقت عن بريا اللطيفة،، وركبت في سيارة الأجرة بصحبة مندوب من السفارة حتى وصلت هناك ،،
    سرنا في الممرات حتى وصلنا إلى مكتب السفير .. سمحت لي السكرتيرة بالدخول وجلست أمام مكتب السفير الذي بدأ الحديث قائلا :
    - مرحبا آنسة بيرتون ... أنا ممثل بلادك هنا،، وأرجو ان تتكلمي بوضوح وصراحة حتى يمكنني مساعدتك ..
    - حسنا ..
    - أريدك أن لاتخافي من أي شيء ، لا أحد يمكنه ملاحقتك هنا .. اتفقنا ..
    - أجل .. سأخبرك بكل تريد معرفته ...
    - أخبريني مالذي حدث من البداية ؟؟
    بدأت أقص له حكايتي من البداية ،، عندما رسبت صديقتي وقررت زيارتها متأخرا وأنني اختطفت ولم أدر بأي شيء سوى أنني في مستشفى بالهند ..
    تعجب السفير كثيرا وقال :
    - لم تكوني تحملين معك أي هوية !! كيف اخرجك الخاطفون من انجلترا وأحضروك هنا .. الهند ؟؟
    لم أجب على السؤال ولذلك قرر السفير استخراج جواز سفر لي وهوية جديدة من انجلترا وسوف يتصلون بعمي جوردن .. سألني الكثير من الأسئلة عن أشكال الخاطفين أو كلامهم هل هم انجليز أم ماذا ؟؟

    كانت سفارة بلدي متعاونة جدا حتى كأنني الوحيدة التي يمكنهم خدمتها ،، و بقيت في الفندق حتى
    وصل لي هاتف من السفارة وصوت غريب يقول :
    - آنسة بيرتون ،، معك عمك جوردن بيرتون على الخط ... من فضلك لحظة واحدة ..
    دهشت لذلك وأصابني مغص شديد فقد علمت أن عمي سيوبخني ،، لانهم جميعا يتمنون موتي ...
    - آلو ...
    - مرحبا .. لندا ؟؟
    - نعم ، كيف حالك يا عمي ..
    - بخير يا عزيزتي ،، لقد أقلقتنا عليك كثيرا ..
    كان صوت عمي في الهاتف متأثرا جدا فتعجبت وقلت :
    - أنا آسفة لم يكن الأمر بيدي ..
    - أعلم يا غاليتي .. سوف تعودين إلى انجلترا قريبا ،، وعمك مايكل في الطريق إلى الهند بأوراقك الخاصة ليعيدك ..
    - شكرا يا عمي ..
    - لا تشكريني يا ابنتي فأنا لم أكن أنام الليل بسبب اختفاؤك ..
    كان عمي متغيرا جدا فهو لم يعد الرجل الارستقراطي الغامض القاسي والذي أخاف منه واتحاشاه بكل السبل ،، كان إنسانا مختلفا هذه المرة .. وكان قلقا علي فعلا .. لقد تخيلت أنني عندما أعود سوف أجدهم قد قاموا بجنازة غياب على روحي ،، وانتهى الأمر كليا بالنسبة لي في شهادة وفاة ..
    والآن ..
    عمي الصغير مايكل بيرتون والذي لم يكمل السادسة والعشرين من عمره ،، وأحب الناس على قلبي في عائلتي سوف يأتي لاصطحابي ..
    دائما شعرت أنه الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به ،، فهو يكبرني بسبعة أعوام فقط ..
    وكان الوحيد الذي كنت أحكي له عن كل مايحصل لي .. ربما لم انتحر كل تلك المدة لأنه كان إلى جانبي!! وأظن أن عمي الكبير جوردن قد أرسله لي لأنه يعلم اننا متفقان تقريبا ومتفاهمان ..
    وفي الفندق جاء شخص ما لزيارتي لم اتوقع رؤيته حاليا ..
    ------------------------------------------------------------------
    اندهشت كثيرا عندما رأيت صديقتي الهندية الجميلة " بريا " وهي تدلف إلى مطعم الفندق .. وتلوح لي من بعيد ،، لا أعلم كيف وجدتني ولكن ربما سألت عني ؟
    أخيرا رأيتها بملابس عصرية جميلة بعيدة عن ثياب المشفى البيضاء ،، كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها ..
    أعجبني منظرها كثيرا فقد كانت رائعة الجمال ،، وعندما اقتربت مني ابتسمت بسرور وقالت :
    - كيف حالك ؟؟ لقد اشتقت إليك ..
    صافحتها ثم جلسنا في المطعم ،، أخبرتها بكل ما حصل معي وان عمي مايكل قادم لكي يصطحبني إلى انجلترا ..
    شعرت بريا بالحزن لأنني سوف أرحل بسرعة وقالت :
    - هل سأراك ثانية ؟؟
    - أتمنى ذلك ،، ربما آتي لزيارة الهند مجددا ..
    وقمت مع بريا بنزهة في شوراع نيودلهي الجميلة وشاهدنا الأسواق والمباني السكنية، كنت اتطلع في وجوه الناس علي أرى جاميان أو جيرودا ..
    أنني لا أفهم حتى الآن كيف لم يجد أحدهم المكوك ،، هل قذفني من داخله وعاد ،، قلت لنفسي انني لا يجب ان أنسى أنني كنت مخدرة تماما .. يعني لا أعلم ماحصل ..
    سرت مع بريا وتساءلت :
    - ألم يعثر رجال الشرطة على الخاطفين ؟؟
    نظرت إلي بريا باستغراب ولكنها قالت :
    - لا أظن .. إن قصتك غريبة جدا وكأنه حصل أمر ما غير طبيعي فيبدو أن تلك العصابة التي اختطفتك قد زورت لك أوراقا حتى يمكنها تهريبك ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تركوك في النهاية ؟؟ ألم يطلبوا فدية من عائلتك؟
    تطلعت إلى بريا بإشفاق فهي تبذل مجهودا كبيرا لكي تحل اللغز ..
    ثم فكرت للحظات وقالت :
    - ربما ..
    قطعت حبال أفكارها وأنا أقول :
    - هيا بريا .. كفي عن هذا سوف تتعبين نفسك ،، علينا التوجه للمطار حتى نستقبل عمي مايكل .. أم انك لن تذهبي معي ؟؟
    ابتسمت وقالت :
    - بالتأكيد سوف أذهب .. ولكن ..
    - ماذا ؟؟
    - ذكريني بشيء أريد اعطاؤه لك قبل رحيلك ..
    نظرت لها باستغراب ونحن في طريقنا إلى المطار فتابعت :
    - أهالي بلدتي وجدوا حقيبة تخصك فلم يسلموها للشرطة ، لقد سلموها لجدي لأنه رئيس البلدة أخذها جدي ووجد بها كتابا غريبا يقول أنه لا يفهم منه شيئا.. ولذلك فهو معي وسوف أعيده لك ..
    شعرت بسعادة غامرة وقلت :
    - حقا ؟؟ هل هو معك ؟؟ لقد ظننت أنه ضاع مني ،، شكرا لك يا بريا ..
    قالت بريا بذكاء تحتال علي :
    - من أعطاك ذلك الكتاب ؟؟ ولماذا لم يأخذه منك الخاطفون ؟؟
    ارتبكت فلم أتوقع سؤالها ذلك ولكنني قلت :
    - لقد كان معي قبل أن يقوم الخاطفون باختطافي .. لذلك .. لا أعلم كيف بقي معي ،، ربما لم يروا له أهمية ..
    - وربما اختطفوك من اجل أن يحصلوا عليه .. ولكن هناك سر ما متعلق بالخاطفين .. ألا تعتقدين ذلك ؟؟
    لم أقل شيئا ولكنني شعرت بالامتنان لاهتمام بريا الشديد بي ...
    وتوجهنا إلى المطار وبقينا هناك ننتظر من الراكبين الهبوط من الطائرة ..
    من بعيد شاهدت عمي مايكل يقترب با سما وكان أنيقا جدا ووسيما أيضا ،، دهشت بريا وهمست عندما أشرت لها نحوه :
    - ظننت أنني سأرى رجلا عجوزا !!
    ضحكت واقترب عمي ثم ترك حقيبته على الأرض وعانقني بفرحة وهو يقول :
    - اشتقت لغاليتي الصغيرة كثيرا ..
    - وأنا أيضا ..
    كنت سعيدة جدا في الحقيقة ..
    وعرفته على صديقتي الهندية الجميلة بريا .. ثم توجهنا نحن الثلاثة خارج المطار عائدين إلى الفندق وأوصلتنا بريا ثم تركتنا وعادت إلى منزلها ..
    جلست في غرفة الفندق مع عمي الذي قال بمرح كالماضي :
    - تعرفت بسرعة على فتاة هندية ورائعة الجمال .. يبدو أنني سأبقى في الهند مدى الحياة ..
    ضحكت وقلت وأنا أسخر منه :
    - لن تقبل شخصا مثلك حتى ولو فعلت المستحيل أنها تريد شابا هنديا وسيما .. وليس انجليزيا أشقرا و بارد الأعصاب ..
    ضحك عمي مايكل وأمسك برقبتي وهو يقول :
    - يالك من شقية ،، أنا بارد الأعصاب؟؟ سوف أريك البرود الحقيقي قريبا !!
    تابعت مزاحي الثقيل معه كالعاده :
    - لن تتزوج انجليزيا احتل بلدها لقرون طويلة ..
    ضغط عمي مايكل على رقبتي برفق وقال ضاحكا :
    - ولماذا تصادق فتاة انجليزية ؟؟ ايتها المحتالة ..
    ضحكنا معا وترك رقبتي أخيرا ..
    تناقشنا كثيرا في كل ما حصل أثناء غيابي ،، وأخبرني بأغرب شيء سمعته في حياتي وهو ان عمي جوردن عاودته النوبة القلبية وكاد يموت عندما علم أنني مختطفة وأنه لا أمل في عودتي بعد مرور أيام طويلة على اختفائي ..
    تعجبت في أنه يحبني رغم أن ذلك لم يظهر عليه ولا مرة مذ ولدت!!
    قال عمي مايكل فجأة :
    - لندا أرجوك .. أشعر في عينيك أنك تخفي أمرا ما عني .. أنا أعرفك جيدا ،، هيا أخبريني مالذي حصل لك .. أنت تعلمين أليس كذلك.. انا أعد الأيام الطويلة التي اختفيت فيها وأعلم جيدا أنه من المستحيل أن يصيبك الإغماء كل تلك الفترة .. أليس كذلك ؟؟
    لم أرد .. وشعرت أنني أرغب بالبكاء ..
    وتابع عمي قائلا :
    - هيا ؟؟ هل آذاك أحدهم؟؟ هل أحببت أحدهم وهربتي معه ؟؟ لا تخافي سوف أحفظ سرك ..
    نظرت له بغضب وقلت :
    - ماذا تقصد بانني هربت مع أحدهم ؟؟؟ هل أمثل مسرحية ********************************ة !!
    انفعلت كثيرا من كلمات عمي الذي قال وهو يمسح على شعري :
    - لا لا،، أرجوك أنا لم أقصد جرح مشاعرك ... لكنك تخفين عني شيئا .. وأنا اريد أن اعرفه وأعدك بأن يكون الأمر سرا بيننا ..
    ترددت كثيرا ..
    هل أخبره ؟؟؟ تساءلت في نفسي عن ذلك ..
    لقد كان عمي مايكل محط ثقتي منذ كنا أطفالا ،، وعندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخبره عن كل شيء يحصل معي ..
    هل أخبره ...
    ولكن ، هل سيصدقني أم سيقول عني أنني جننت ..
    ----------------------------------------------------------------------------
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:53 am

    بسرعة كبيرة وصلت سيارة الاسعاف والشرطة ، فابتعدت عن السيارة بينما تمت عملية الانقاذ ،، اسعاف اخرى أخذت ايميلي التي كانت مصابة بانهيار عصبي ..
    وانتقلنا معها إلى المشفى نفسه،، وبقينا هناك إلى جوارها بعض الوقت ولم تفق فاستأذنت من ميرندا وتوجهت إلى غرفة العمليات حيث كان هناك الرجل المصاب .. تعجبت من المكان فقد كان فارغا .. لم يأت أحد لزيارته ؟؟
    اليست لديه عائلة ؟
    خرج الطبيب بعد قليل من الوقت فسألت :
    - من فضلك أيها الطبيب .. كيف هو حال المريض ..

    نظر لي الطبيب وقال بألم:
    - إن حالته صعبة ،، ولذلك سينقل للعناية المركزه ،، وهو يحتاج إلى نقل دم عاجل .. هل أنت قريبته ؟؟
    هززت رأسي نفيا وقلت :
    - أنا حتى لا اعرف اسمه ..
    قبل أن يقول الطبيب شيئا ارتفع رنين هاتفي الخليوي فقلت :
    - سأتكفل بنفقة المشفى حتى يظهر أقرباؤه .. المعذرة من فضلك سأجيب على الهاتف ..
    ابتسم الطبيب وتمتم متعجبا :
    - هذا عجيب ..
    فتحت هاتفي الخليوي وأجبت .. كان المتحدث هو جوش وقال :
    - أين انتن .. سأنتظركم عند سنتر بارك ..
    قلت بغيظ :
    - نحن في المشفى القريب من السوق ،، تعال بسرعة ايميلي متعبة جدا ..
    - ماذا ؟ مالذي حصل ؟
    - هيا تعال وستعرف ..
    كان الطبيب قد رحل ورأيت ميرندا تقترب من بعيد وقالت بضيق بعد أن جلست إلى جواري :
    - لمذا تهتمين بذلك الغريب ؟؟ أليس لديه تأمين صحي ؟؟
    - لا اعلم .. لكنه يحتاج إلى نقل دم ..
    زفرت ميرندا بغيظ وقالت :
    - لم يتبقى إلى أن تتبرعي له بدمك ،، لقد كان سيأخذ حياتنا ، وأظن أنه كان يقود وهو ثمل فأغلب الحوادث تكون هكذا ..
    لم أعرف ماذا أقول ومن بعيد شاهدت فتاة تقترب مذعورة وكانت ترتدي زيا غريبا وكأنها تعمل في منجم ،، ونظرت إلى غرفة العمليات ثم نظرت إلي باستغراب لا اعلم لماذا و سألتنا بخوف :
    - هل هو بخير ..
    تنهدت ميرندا بارتياح وقلت :
    - ان حالته صعبة ، ويحتاج إلى نقل دم ..
    كانت الفتاة رقيقة جدا ويبدو ذلك من كلامها ومظهرها وشهقت غير مصدقة عندما أخبرتها بذلك ثم بدأت بالبكاء .. تساءلت في نفسي .. هل تعمل في محطة القطارات أم ماذا .؟؟
    سألتها :
    - هل هو قريبك ؟
    كانت تبكي بحرقة وقالت وهي تمسح أنفها بمنديل :
    - إنه شقيقي ..
    - هل كان ثملا عندما كان يقود السيارة ..
    نظرت لي الفتاة باندهاش وتمتمت ميرندا :
    - هذا امر لا يعنيك .. هيا بنا الآن ولاتقومي بدور المتحرية كالعادة ..
    نظرت إلى الفتاة فقالت بحزن :
    - لقد كان غاضبا جدا وحزينا ،، حصل ذلك بسببي ..
    عادت الفتاة إلى البكاء وشاهدنا بعض الممرضات يتجهن إلى الغرفة فلحقت بهن الفتاة الرقيقة وعدت أنا وميرندا إلى غرفة ايميلي ولكن قبل أن نصل فوجئنا بـ جوش يركض نحونا بخوف وصاح :
    - ماذا .. لما ملابسك مليئة بالدماء ..
    نظرت إلى ملابسي ،، فوجئت أنا ايضا فلم ألحظ ذلك مع الانشغال وقلت :
    - ربما اتسخت عندما حاولت أن اخرج الرجل المصاب ..
    - أي رجل .. مالذي جرى ؟؟
    قالت ميرندا بهدوء:
    - كان سيحصل لنا حادث ،، ولكن ايميلي اصيبت بانهيار عصبي ..

    نظر جوش بخوف وقال :
    - يا الهي سوف أقع في مشكلات كبيرة ،، ليتني لم أترككن .. هذا هو جزاء من لاينفذ الأوامر!!
    ضحكت على المغرور وتوجهنا معا إلى غرفة إيميلي التي كانت ماتزال غائبة عن الوعي وقالت ميرندا :
    - علينا أن نخبر والديها .. وفورا ..
    نظرت نحو ايميلي وقلت بضيق :
    - سوف يضخم والداها الأمور فهي ابنة عائلة وورثنجتون الرقيقة والتي لم تشك بإبرة منذ ولدت ..
    - سيعرفان بأي حال ..
    بالفعل خرجت ميرندا لتتحدث إلى والدي ايميلي ..
    بقينا لبعض الوقت حتى وصل جيمس شقيق ايميلي في البداية ،، كان مفزوعا وتكلم معه جوش لبعض الوقت حتى وصل والدا ايميلي بكل الخوف والفزع والشفقة وظلا ينظران اليها وكانت امها تبكي ..
    سلم جيمس علي أنا وميرندا وسألني عن سر الدماء التي تبقع ثوبي ثم ابتسم قائلا :
    - لا تخافا على ايميلي، إنها هكذا دائما عندما تخاف بشدة .. سوف تكون بخير .. لكن والداي يضخمان مرضها دوما ..
    قالت ميرندا بقلق :
    - علينا أن نعود إلى المنزل ،، فقد تأخر الوقت وستقلق علي والدتي ..
    قال جيمس بابتسامه :
    - سأوصلكما إذن ..
    قلت بسرعة:
    - لا لا .. شكرا جزيلا ،، سيفعل ذلك جوش ..
    نظرت بعيني أبحث عن جوش ثم رأيته يتكلم مع الطبيب ،، فتوجهت إليه وعندما رآني الطبيب قال :
    - هل تسمحين يا آنسة بدقيقة ..
    - بالتأكيد ..
    ------------------------------------------------------------------
    سرت مع الطبيب حتى ابتعدنا عن المكان قليلا فقال :
    - الشاب الذي حصل معه الحادث،، يبدوأن شقيقته لن تستطيع دفع كل متطلبات العلاج ، فهل ستساعدينهم ..
    قلت بدون تفكير :
    - بالطبع .. غدا سأعود ومعي المال ،، لكن من فضلك .. لا تخبرهم أنني من فعل ذلك ، أحب أن يكون الأمر سرا بيننا ..
    قالت الطبيب مندهشا :
    - كما تشاءين يا آنسة ...
    كنت أعلم أن عمي جوردن سيوافق على اعطائي المال فهو يحب تقديم المساعدات دائما ..
    وعدت إلى المنزل بصحبة جوش بعد أن أوصلنا ميرندا ، وبدون أي كلام آخر عدت إلى غرفتي استرجع أحداث ذلك اليوم ...
    في اليوم التالي تكلمت مع عمي جوردن الذي وعدني بارسال المال إلى المشفى ، وذلك هدأت نفسي لكنني لم أعرف عن الشاب وشقيقته أي شيء بعد ذلك ..
    بعد يومين خرجت ايميلي من المشفى وذهبت لزيارتها مع ميرندا وهناك قابلنا آرثر وجيمس اللذان ظلا يمزحان مع ايميلي ويسخران من جبنها طوال الوقت ..
    عدت على منزلي ..
    في الحقيقة ، لم أيأس أبدا ولو ليوم واحد أن أرى جاميان .. أو جيرودا..
    أين هما طوال ذلك الوقت ..
    ربما قررا العودة لوطنهم مجددا ومواجهة المصاعب هناك ؟
    لا اعلم لماذا أشعر انهم هنا ؟؟
    فتحت خزانتي واخذت الكتاب الذي اهدته لي والده جاميان .. أمسكت بالكتاب وجلست في شرفتي ..
    عدت أسير بأصبعي فوق خريطة بانشيبرا وتيمالاسيا اللتان يفصل بينهما بحر واحد.. يالها من أيام!
    عدت استرجعها وانا ابتسم ،، كان يعجبني اسلوب جاميان وجيرودا في تعاملهما معا فهما لطيفين ومتفاهمين جدا .. اكتشفت انني احبهما جدا .. واحترمهما ..وافتقدهما بشدة .. لقد ضحيا بالكثير من الأشياء الغالية من أجلي ..
    أمسكت بالقلادة ايموكيا وعلقتها حول رقبتي ، كانت جميلة ..
    ظللت في تأملاتي حتى طرقت خادمتنا ميرلا الباب وعندما دخلت قالت :
    - سوف يأتي عمك مايكل غدا من اميركا ..
    - حقا ؟؟
    أخيرا سيعود .. كنت سعيدة جدا بالخبر ولذلك فقد نمت مبكرا ذلك اليوم وفي اليوم التالي استقبلت عمي مايكي باللكمات والضربات كالعادة ..
    كما أحضر لي هدية رائعة من اميركا بمناسبة العودة إلى الجامعات ..
    مضى شهر كامل منذ عودتي إلى لندن تحدثت فيهما مرتين إلى صديقتي الهندية الرائعة ، بريا ،، وها انا الآن اعود إلى الجامعة مع صديقتاي ميرندا وايميلي ..
    كانت ميرندا معي اما ايميلي فانتم تعرفون القصة ..
    بدأ العام الدراسي مجددا وعدت إلى الروتين السابق ، الجامعة ،البيت، الدراسة ، الغداء ، العشاء ، النوم ..
    لكنني رغم مرور الكثير من الوقت ، لم أنس أن ابحث عنهما ،، مللت من انتظار جاميان فقد أصابني غيابه بحالة نفسية ..
    إنه يعرف العنوان بالتأكيد .. اين هو ؟؟
    مرت شهور وانا على حالي حتى دعاني عمي جوردن إلى مكتبه في ذلك اليوم ..
    توجهت إلى مكتب عمي وانا اتساءل عما يريده عمي جوردن ، فهو لم يدعني يوما إلى مكتبه إلا لأمر ضروري جدا ، وعندما دخلت إلى المكتب وسمح لي عمي بالجلوس قال :
    - هناك امر مهم أريد أن احدثك به ..
    - تفضل يا عمي ..
    نظر لي عمي نظرة تفصيلية غريبة من أسفل نظاراته الصغيرة ثم قال :
    - هناك شاب جاء لخطبتك ....
    - حقا ؟؟
    قلت ذلك محاولة عدم اظهار أي تعبير .. فأكمل عمي :
    - كنت اود تأجيل موضوع خطبتك حتى تنتهي دراستك ولكن الشاب مصر على أن اعرض عليك الأمر ... الشاب تعرفينه جيدا ..
    - من هو ؟؟
    - ذلك الشاب مهذب ومن عائلة عريقة ولا يمكنني رفضه ، لكن القرار في النهاية راجع لك ..
    - من هو يا عمي ارجوك ..
    - جيمس وورثنجتون ..
    - ماذا ؟؟
    قلت ذلك بذهول وانا اكرر .. جيمس ؟؟ يخطبني أنا ..
    قلت وانا اهز رأسي بعصبية :
    - لا ..
    نظر عمي باندهاش وقال بهدوء كالعادة :
    - ظننت أنك تستلطفينه ، كنت أظنك ستفرحين بالأمر...
    فكرت لدقيقة وقلت :
    - لا ياعمي ،، أنا لا أفكر بالزواج الآن ، ,ولا أفكر بـ ..
    قاطع عمي حديثي قائلا :
    - لكنه جيمس ... أنه افضل الشبان الذين ستقابلينهم في حياتك ... أرجو منك أن تفكري بينك وبين نفسك بتأنٍ .. واريد ردك النهائي غدا ...
    انصرفت من مكتب عمي وانا اشعر بالاستغراب ،، لم أكن محتاجة للتفكير فأنا بالتأكيد لا أحب جيمس ولن اتزوجه .. مع أني متعجبة جدا من خطبته لي لأني أظن أن السيدة وورثنجتون لا تستلطفني فهي تظن أن تصرفاتي لا تكفي تماما لكي أكون أميرة انجليزية !! .. لا لن أوافق أبدا ..
    أنا أحب جاميان .... وجاميان فقط ،، وسانتظره للأبد ..
    وبينما اسير في الممر بعصبية كانت خادمتي ميرلا تنتظرني وقالت :
    - آنستي ، عمك السيد مايكل ينتظرك في غرفة الضيوف ويدعوك إلى هناك باسرع وقت ..
    تساءلت باندهاش :
    - هل معه أي شخص ...
    - هناك ضيفان يا آنستي ولكنني لم أعرفهما ...
    ---------------------------------------------
    يتبع


    [ "][ "][]يتبع
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:54 am

    التكملة:
    عدت إدراجي إلى غرفة الضيوف وطرقت الباب فدعاني
    عمي مايكي إلى الجلوس ، شاب ظريف يجلس مبتسما
    وإلى جواره فتاه .. أظن أنني رايت الفتاة من قبل في مكان
    ما فوجهها يبدو مألوفا بالنسبةلي ..
    وقف عمي وقال يعرفني :
    - السيد ونبيرج ، وليام ونبيرج ...
    - تشرفت بمعرفتك ...
    - وأنا أيضا ...
    تابع عمي :
    - الآنسة ليلي وينبرج ..
    - مرحبا ..
    - أهلا بك ..
    جلست إلى جوار عمي فقال بعد أن جلسوا أيضا :
    - لقدجاء السيد ونبيرج إلى هنا لكي يراك ..
    قلت باندهاش :
    - حقا ؟ ولكنني لمأقابله من قبل ..
    تساءلت في نفسي إن كان خاطبا آخر ...
    ابتسموا وتبادلواالنظرات فقالت الآنسة :
    - ألا تتذكرينني ،، أنا شقيقة الشاب الذي كاد يصدمكم منذشهور .. الحادث ، هل تتذكرين ..
    آه .. أنها الفتاة الرقيقة التي كانت تبكي فيالمشفى ..
    ثم قال السيد وينبرج :
    - كنت اود شكر صنيعك معي ومع اختي،، فقد كنتطيبة جدا ..
    رمقني عمي باعجاب وقلت بخجل :
    - لا داعي للشكر ،، لكنني طلبت منالطبيب أن لا يخبركما بالأمر ..
    كنت خجلة جدا وقال عمي :
    - السيد وينبرجدعانا لقضاء أجازة منتصف العام القادمة في مزرعته بالريف ،، فما رأيك ؟؟
    قلتبامتنان :
    - شكرا لك يا سيد وينبرج على الدعوة الرائعة ،، سوف نتشرف بتلبية طلبكبالتاكيد ..
    - هذا ماكنت أتمناه ..
    بعد وقت قصير ودعنا السيد وينبرجوشقيقته
    وفوجئت بكم الهدايا الذي احضراه لي ولعمي مايكل ..
    وقال عمي ونحننعود إلى غرفتي :
    - لكم أحب الريف!!
    قلت ساخرة منه :
    - أنت تحب اميركا ..
    أمسك عمي براسي وضحك ضحكة كوميدية ثم قال :
    - أنا احب الهند !!
    عدنا للضحك مرة أخرى فقلت :
    - صحيح مايكي ،، ألا تفكر بالزواج أمأنك تنوي أن تصبح عازبا مدى الحياة .. لديك الريف ولديك الهند ،، وبالطبع اميركا ..
    ضحك عمي وقال ساخرا :
    - اصمتي أيتها العانس !!
    ركضت خلفه وأطحت به أرضاثم أنهلت عليه ضربا وركلا .. كان يدافع عن نفسه فأوقعني أرضا وضحكنا طويلا حتىانقطعت أنفاسنا ..
    نظر لي عمي مايكي بعد أن توقفنا عن الضحك وقال :
    - مارأيك في جيمس وورثنجتون ؟
    ابتسمت ثم قلت بسخرية :
    - هيا ،، كف عن هذا لقدأخبرني عمي جوردن بالأمر ..
    ضحك عمي وقال :
    - حسنا أجيبي عن السؤال ...
    - أنت تعرف أنني لا أحب سوى جاميان ..
    نظر عمي باندهاش وقال :
    - جاميان !؟ أمازلت تفكرين في ذلك الشيء الفضائي ؟
    قلت بغضب :
    - هيا كف عن إغاظتي،، انتتعرف أنني أحبه ..
    - حسنا أين هو ؟؟
    صمتت لوهلة وترقرت عيناي بالدموع فقلت :
    - لا أعرف ، لكنني أشعر أنني سأراه قريبا ..
    - لا أريدك ان تعيشي في أحلامخيالية ، أرجوك لندا .. عودي على الواقع ..
    نظرت لعمي مايكل وقلت بحزن :
    - لقد كنت أظن أنك الوحيد الذي صدقني ..
    - أنا أصدقك ...
    - لماذا تقول إذا أنهاأحلام خياليه ..
    - لأنني لم أر ذلك الشاب الذي تتكلمين عنه حتى اللحظة ،، أناأنظر في كل العيون أبحث عن عين ارجوانية ..
    ضحك عمي مرة ثانية ولكنني قلت :
    - يكفي ،، أنت تتعمد إغاظتي ..
    - لا .. أقسم لك .. لكن هذا العرض الثانيللزواج بك ..
    - العرض الثاني ؟؟
    - نعم ألم يطلب منك ملك بانشيريا ان تتزوجيه ..
    - تقصد بانشيبرا ؟
    - نعم ..
    ضحكت وقلت :
    - حسنا فهمت ،، أنتتتذكر كل شيء بالتفصيل ..
    ضحك عمي وخرج من الغرفة وتوجهت نحو مكتبي وأعددتمذكراتي حسب جدولي في الجامعة ثم تناولت العشاء مع عائلتي وذهبت للنوم ...
    فياليوم التالي عدت من الجامعة مرهقة وكانت اختبارات نصف العام قد اقتربت ، ولذلك فقدبدأت بتجهيز نفسي للدراسة بجد فلم يتبق سوى اسابيع ..
    في تلك الأثناء طلب عميجوردن قراري النهائي على الموضوع فقلت أنني لن أفكر بالزواج الآن وقد أخبرته أننيلا احبه ..
    عمي جوردن كان غاضبا مني واتهمني بأنني هوائية ولا أفكر في مصلحةنفسي لأنني أرفض شابا رائعا مثل جيمس ، وبسبب شيء تافه في نظره وهو الحب وعدم الحب !!
    في تلك الأثناء حاولت تجاهل الكل وتفرغت لدراستي فلم يتبق سوى اسبوعانعلى بداية الاختبارات ..
    ---------------------
    في الحقيقة كنت لم أيأس بعدمن أن ارى جاميان مرة أخرى ،، كنت اذاكر كثيرا وفي وقت الراحة كنت أفكرفيه رغما عني ..
    أقسمت أنني سأضربه عندما أراه .. وضحكت على تخيلاتي كثيرا .. ولكن .. يبدوالواقع أنني لن أراه مجددا فعلا كما قال عمي مايكي ......
    وبالطبع كانت أيامالاختبارات مملة وكريهة كالعادة ،، ومرت أيام الاختبارات ببطء شديد وكنت اطمئنبالهاتف على صديقتاي ميرندا .. و ايميلي التي تذاكر بجد حتى لاترسبمجددا..
    تلقيت بعد الاختبارات مكالمة من صديقتي الحبيبة بريا ،، وكانت سعيدة جدالأن وضعي مستقر ..
    وأخيرا انتهت الاختبارات وأخبرني عمي مايكي أن علي أن اتجهزلأننا سوف نذهب إلى الريف عند السيد وينبرج الذي عاد للاتصال بعمي مايكي مرة أخرىمؤكدا موعد حضورنا ..
    ولهذا انطلقنا بعد يومين فقط ..
    ذهبت مع عمي مايكل فقطوكونا ثانئيا رائعا خلال الطريق فقد كنا نصيح ونلعب طوال الوقت مع انه كان يقودالسيارة إلا انني كنت اجعله يغني رغما عنه واضحك عليه ..
    وصلنا أخيرا وكانتمشاهد الريف رائعة حقا ،، وبعيدا عن تلوث المدينة وضبابها وزحامها ..
    من بعيدشاهدت الشاطيء ولكم كان رائعا ...
    اتصل عمي بـ وليم وينبرج ، فقال له وليام أنيتجه نحو الفنار القريب ..
    ظللنا نبحث عن الفنار حتى قال عمي :
    - يبدو أنناضللنا الطريق ، أو انك اخذت الفنار الي ايموكيا ..
    ضحكنا بشدة ..
    ثم سرنابالسيارة لبعض الوقت حتى رأينا الفنار من بعيد ،، وقلت مندهشة :
    - إنه يشبهالفنار الذي كان في ايموكيا ..
    ضحك عمي وقال :
    - كل فنار يشبه الآخر .. لاتقلقي بهذا الشأن ...
    وصلنا عند الفنار ونزل عمي ثم اتصل بـ وليم مجددا، الذيلحق بنا بعد قليل ثم ابتعدنا عن الفنار قليلا حتى وصلنا إلى مزرعة ريفية جميلة .. كان هناك كلب أبيض صغير يركض هنا وهناك خلف الأوز ..
    والمنزل كان جميلا جدا،، وكانت الآنسة ليلي ومعها فتاة أخرى في استقبالنا وكان هناك رجل مسن قدم أيضالتحيتنا وعرفنا وليام وينبرج على الرجل المسن أولا :
    - والدي السيد شون وينبرج ..

    صافحناه وابتسم بسعادة ثم تعرفنا على الفتاة الأخرى وهي صغيرة في السن تقتربمن الرابعة عشرة من العمر وهي شقيقة ليلي ووليام وتدعى أليس ..
    بعد ان دخلناحملت أليس حقائبنا وركضت بسعادة ..
    كانت فتاة ممتلئة بالحيوية وأخذتني بسرعة ومعها ليلي
    لكي أشاهد الغرفة التي أعدوها لي بالطابق الثاني ،،
    يالهما من فتاتان رائعتان ..
    كانت أليس مختلفة عن اختها الرقيقة فهي مشاغبة ولديها شعر أسود وعينانزرقاوان صافيتان ..
    أما ليلي فقد كان لديها شعر بني فاتح وعينان بنيتان
    مثل شقيقها الأكبر وليام ..
    توجهت مع الفتاتان إلى غرفتي التي اعدوها لي فرأيت
    أنها رائعة وقد زينوها بالزهور ووضعوا ستائر وردية وبيضاء ،،
    كانت رائعة جدا وقد رسمت أليسصورة طبيعية جميلة
    وكتبت عليها لندا ثم علقتها فوق النافذة ..
    سعدت جدا لحفاوتهمبي ..
    ثم توجهت معهم الى الأسفل ووضعنا طعام العشاء ثم جلسنا ،
    حكى لنا السيدشون وينبرج عن اليوم الذي حصل فيه الحادث لويليام ..
    قال السيد شون :
    - كانويليام في ذلك اليوم غاضبا من اخته ليلي لأنها تشاجرت مع مروض الخيول، ولهذا فقدجاء يشكو لي فأخبرته أن لا يتدخل فيما
    لا يعنيه فترك البيت وغضب وخرج ..
    ابتسمويليام وقالت ليلي :
    - إن ويليام غضبه مفزع جدا وانا اشفق على خطيبته منه ...
    لااعرف لماذا تحبه وكيف ؟ضحكنا جميعا وقالت أليس بمرح :
    - عندما دخلت اختيليلي إلى المشفى كانت ترتدي ملابس المخصصة للعناية بالخيول ،، فظن الأطباء أنهامعدمة وطلبوا مساعدتك ..
    عدنا للضحك فقالت ليلي :
    - لقد أصبت بإحراج كبيرعندما قال لي الطبيب
    أن هناك فاعل خير قد تبرع لي بمبلغ كبير من المال ...
    قالوليام بابتسامة :
    - لقد أصرينا أن نعرف الشخص صاحب القلب الكبير ..
    ابتسمتبخجل وقال عمي مازحا:
    - إنها تحب المساعدة دائما ...
    ضحك الجميع علي واناابتسم بخجل، ولم استطع قول أي شيء ..
    تكلمنا كثيرا وحكينا أشياء كثيرة عنعائلاتنا ،،
    كان السيد شون وينبرج يقص لنا قصصا شائقة كعادة المسنين دائما ..
    وفي صباح اليوم التالي استيقظت وأنا لست مصدقة أنني في الريف ،، فتحتالنافذة وشاهدت المناظر الرائعة والفنار البعيد الذي يشبه فنار ايموكيا ..
    كانالهواء منعشا جدا ونزلت بسرعة إلى الأسفل لأدهش
    أن الجميع كان مستيقظا عداي ... وضحك عمي علي ..
    وبعد أن تناولنا طعام الأفطار خرجت أركض بصحبة ليلي
    وأليسفي المزارع القريبة ولعبنا كثيرا قرب الشاطيء
    الذي كان يبعد عن منزلهم مسافة كبيرة ..
    استأذنت ليلي لبعض الوقت لكي تحضر بعض الأغراض إلى المنزل
    بينما تمشيت معالجميلة أليس حتى عدنا إلى المزرعة مجددا ..
    وقبل أن نصل إلى المزرعة قالت أليسبنبرتها المشاغبة :
    - آنسة لندا ... مارأيك في ان نذهب إلى حقل الخيول القريب ،،سأريك شيئا رائعا،
    لكن هذا سر .
    قلت باستغراب :- سر؟
    - نعم ... أعني انكلن تخبري احد أنني أخذتك إلى مروض الخيول غريب الأطوار ..
    قلت بفضول :
    - مروضالخيول ؟ ولما نذهب ..
    سحبتني أليس من يدي وركضنا وهي تقول :
    - أنت لن تمانعي فسوف يعجبك ركوب الخيل كثيرا .. وبالذات فرسي لورا ،، ستعجبك ...

    ركضنا كثيرا حتى اقتربنا من الفنار ،،
    كان هناك سياجا حول المزرعة وكوخاكبيرا واصطبل للخيول ..
    أعدت النظر إلى المكان بدقة ،،
    شعرت برغبة عارمة فيالبكاء لأن ذلك المكان لم يكن غريبا عني أبدا ...
    أنا اقسم أن هذا هو المكان الذي قمت فيه بحل لغز الايموكيا.. نعم ..
    وقفت صامته اتأمل التلة الصخرية ،الفنار،، المنزل والسياج ...
    كل شيء كما هو لم يتغير منه شيء عدا طريق العودة
    المليء بالزهور الوردية والموجود في ايموكيا فقط ..
    تنهدت بقوة ولاحظت أليس انفعاليفقالت :
    - المكان جميل ...
    - نعم .. انه جميل فعلا ..
    دفعت أليسالبوابة الخشبية ودلفنا معا إلى داخل المزرعة ،،
    كان الجو مشرقا وليس ضبابيا كماكان في لغز ايموكيا ..
    هناك خيول تركض وقد خلب جمالها لبي وقلبي ..
    بيضاء وسمراءوبنية .. خيول جميلة في كل مكان ..
    ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكان هناك شابا
    يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره،
    كان يرتدي قميصا بلا أكمام وسروالا أسودوحذاء العمل في الحقل ،،
    فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني :
    - إنه مروض الخيول .. ويدعى ...
    ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكانهناك شابا
    يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره، كان يرتدي قميصا
    بلا أكمام وسروالا أسودوحذاء العمل في الحقل ،،
    فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني :
    - إنه مروض الخيول .. ويدعى سايمن ،، احذري منه
    فهو غريب الأطوار قليلا..
    ابتسمت ومشينا بهدوءمتجهات إلى نحو الاصطبل
    وعندها هتفت أليس :
    - هيه ! سايمن ... انظر من جاء ليراك ..
    التفت الشاب بهدوء ونظر إلينا ..
    ولكنني توقفت عن السير من أثر الصدمةالتي اصابتني
    وشهقت غير مصدقة مما لفت انتباه أليس التي قالت باندهاش :
    - ماذا؟؟ مالأمر ..
    وضعت يدي على صدري وتنفست بصعوبة ..
    لم أصدق أنني أرى مروضالخيول هو نفسه .. جاميان !
    لا .. أنا لا أصدق ..
    نظر إلينا الشاب واقترب مناثم قال لـ أليس بهدوء :
    - من هي ؟ أنا لم أرها هنا من قبل ..
    دققت النظر فيملامح الشاب مروض الخيول ،،
    لا يمكنني أن أخطأ بشكل جاميان ،
    إنه هو .. حتى لونعينيه الارجوانيتان ..
    ابتسمت أليس وقالت :
    - إنها الآنسة لندا .. لقد اخبرتكعنها الأسبوع الماضي ..
    قال جاميان بهدوء وهو ينظر لي نظرة عادية :
    - مرحبايا آنسة ..
    ثم خلع قفازيه المتسخين ورماهما أرضا وقال :
    - ألا تحبين أنتجربي ركوب الخيل ؟ سأحضر لك واحد رائعا ..
    هتفت أليس بفرح :
    - نعم ، هياسايمن ..
    كنت ما زلت في حالة صدمة فنظر لي جاميان بدقة ثم قال ببطء :
    - هلهناك شيء يزعجك يا .. آنسة ؟
    عدت أنظر إلى جاميان بحالة غير واعية من الذهولوقلت بلا وعي :
    - جاميان ... ماذا تفعل هنا ؟؟
    عاد الشاب مروض الخيولينظر لي باندهاش وقال بسرعة :
    - ماذا ؟؟ ماذا تقولين ؟
    حدقتت أليس بوجهيوقالت :
    - هل تعرفينه ؟ إنه يعمل هنا منذ شهور ولكنه لا يعرف شيئا عن عائلته ..
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:56 am

    أغمضت عيني بألم وأنا احاول استيعاب ما يحصل ثم قلت :
    - أنا آسفة .. ولكن ..
    - ولكن ماذا ..
    قالتها أليس بلهفة ثم تابعت :
    - آنسة لندا ... أنتتعرفينه ... من هو ؟
    خفت أن أتسبب بالمشكلات لجاميان
    وقلت بحزن ودموعي على وشكالنزول :
    - هل .. هل فقد ... ذاكرته ؟
    قالت اليس وهي تتطلع إليه :
    - نعم ،أظن ذلك .. فقد أصيب أصابة بالغة ..
    لم استطع تحمل ذلك وجلست على الأرض
    وأناأشعر بإرهاق ذهني شديد وصداع غير طبيعي ..
    واقترب جاميان ثم قال يخاطب أليس :
    - هل هي بخير ...
    رفعت راسي ونظرت إلى جاميان ثم قلت بانفعال :
    - لا أصدق أنهذا حصل لك جاميان !! كيف يمكنك نسياني ؟؟ وجيرودا ؟ أين هو؟
    شعرت أنني أفقدعقلي ببطء وصرخت :
    - وهذا المكان ؟؟ هل هو لغز آخر ... لماذا أنت هنا ..
    وفي هذاالمكان بالذات .. أهي لعبة ****ة ؟؟
    نظرت أليس بخوف نحوي ثم قالت تخاطب جاميان :
    - سايمن ،، إنها غاضبة .. علي ان أحضر المساعدة ..
    لا تغضبها أرجوك ..
    ركضت أليس بسرعة وأخذت فرسا ركضت به إلى خارج مزرعة الخيول وقال جاميان بهدوء :
    - أنالا أفهم سبب حزنك .. وإن كنت عرفتك في الماضي
    فأرجو ان تسامحيني لأنني لا أتذكر أي شيء ...
    نزلت دموعي رغما عني وبكيت ،،
    ولكن جاميان جلس إلى جواري وحدقبوجهي
    بدون أن يتكلم فقلت بصوت مرتعش :
    - أنت كل شيء بالنسبة لي ... لقد أحببتكأكثر من أي شيء
    وبحثت عنك في كل مكان ... إن هذا مؤسف حقا .. مؤسف ...
    لم يتكلمجاميان ولكن تنفسه ازداد سرعه ونظرت إلى وجهه ،،
    عيناه الارجوانيتان ، كنت اخاطبهما ..
    لم يتكلم مع أنه حاول أن يقول شيئا وشعرت بأنني
    أثقلت كاهله بأمر لاذنب لهفيه .. ولذلك فقد وقفت وابتعدت ..
    ابتعدت وانا اشعر انني ابتعد إلى الأبد ..
    ظللت أبكي حتى خرجت من مزرعة الخيول ..
    وفي الخارج رأيت أليس تركضوبصحبتها عمي مايكل
    وشقيقها وليام وعندما رآني عمي وانا أبكي فزع كثيرا
    وصاح وليام :
    - هل أغضبك مروض الخيول،، هل آذاك في شيء ..
    لم أستطع أن أجيب من كثرةالبكاء فتوجه وليام إلى داخل
    مزرعة الخيول بينما قال عمي برفق :
    - لندا ،، لمتبكين هكذا .. مالذي حصل ..
    كانت ليلي قد جاءت هي الأخرى في تلك اللحظة وقلتبصعوبة :
    - مـ .. مروض الـ .. خيول ..
    قالت ليلي بفزع :
    - ماذا فعل مجددا؟؟قلت لعمي مايكل وانا ابكي :
    - إنه .. هو ... جاميان لكنـ ..
    فتح عميعينيه في دهشة وهتف متعجبا :
    - لكن .. ماذا؟؟-----------------------
    نظرت لعمي بحزن فتركنيولحق بوليام إلى داخل المزرعة
    عندها اقتربت ليلي ومسحت على شعري ثم قالت برقة :
    - هل كنت تعرفين ذلك الشاب ؟ هل قابلته من قبل ..
    قالت أليس بلطف :
    - إنها تعرفه ياليلي ... أخيرا تعرف عليه شخص ما ...
    ظللت صامته وحاولت أن اتوقفعن البكاء ثم سرت
    مع ليلي وأليس وعدنا إلى المنزل مجددا ..
    جلست حزينة طوالالوقت ، بأي طريقة ممكنة كنت
    احاول اخفاء حزني ولكنني لم استطع ابدا ، وعندما عادعمي ووليام
    طلب مني عمي أن يحدثني على انفراد ..
    تمشينا معا في المزرعة ولمنتكلم .. فقال عمي أخيرا :
    - نعم ، مثلما تخيلته .. يبدو انه محارب قوي فعلا ..
    لكنني لا اريدك أن تحزني ،
    يجب أن تنسيه لأنه لم يعد يعرفك ..
    شعرت بحرارة دمعيمرة أخرى ولم أقل شيئا فعاد عمي يقول :
    - انت فتاة عاقلة يا لندا وأظن أنكستتغلبين على الصعوبات بسرعة ،،
    جاميان يعيش هنا سرا بين عائلة وينبرج ،،
    وقد اعطوهاسم سايمن وهم لا يعرفون حقيقته أو من أين جاء ،
    لقد وجدوه مصابا قرب مزرعة الخيولوعندما
    افاق كان لا يتذكر أي شيء ...
    هذا ما اخبرني به وليام ...
    يقول وليام أنهغريب الأطوار وأن الكوابيس تنتابه كثيرا
    كما أنه يصاب بحاله هيستيرية مفاجئة فيضطر
    وليام إلى حبسه بالمنزل البعيد والابتعاد عنه لفتره ..
    شعرت بالحزن وقلتبألم شديد :
    - لا يمكنني التخلي عنه .. إنه تائه ،،
    تلك النظرة الحائرة لم أرهافي عينيه من قبل ،،
    علي أن أساعده ..
    توقف عمي عن السير وتطلع إلي قبل أن يقول :
    - وكيف يمكنك مساعدته؟ إنه فاقد كليا لذاكرته ..
    كما انه يعيش هنا سعيدا بينعائلة وينبرج
    ويحب تربية الخيول والعناية بها ...
    - هناك أمر غريب ..
    قلت ذلكوانا اسحب نفسا عميقا
    فسألني عمي :
    - ماهو ذلك الأمر ..
    - المكان الذ يعيشفيه جاميان ...
    - مابه ..
    - إنه هو .. نفس المكان الذي حللت به لغز ايموكيا،
    لم يتغير منه شيء .. أذكر أنني وصفته لك ، الاصطبل ،
    الكوخ الكبير ،المزرعةوالفنار الذي يعلو التله..
    - هذا غريب ..
    - أنا متحيرة .. متحيرة جدا ..
    بكيت رغما عني فضمني عمي مايكي برقة
    وقال يحاول تهدئتي :
    - أعدك أننيسأحاول إيجاد حل بأي طريقة ..
    الآن كوني قوية مثلما عهدتك وكفي عن البكاء
    فهو لنيعيد شيئا مما فقدناه ..
    ******
    عندما عدنا إلى المنزل كانت الفتيات فيحالة قلق
    علي وتوجهت إلى الغرفة ،، بكيت فترة طويلة
    وتركني الجميع حتى أهدأ ،، فياليوم التالي كنت حزينة
    بسبب ما حصل لجاميان ولذلك فقد صعدنا إلى سطح المنزل
    وجلسنانتكلم عنه ... مروض الخيول ...
    قالت ليلي :
    - كان ذلك من شهور مضت ، قبلحادثة أخي بقليل ،
    عندما كنت اركض متجهه إلى مزرعة الخيول بصحبة أليس ...
    تابعتأليس بانفعال :
    - تعثرت ليلي بمروض الخيول وكان يرتدي زيا غريبا
    وكأنه رائدفضائي ووجدنا معه بطاقات ..
    ثم وقفت أليس واتجهت إلى الأسفل وهي تقول :
    - سأحضرها ..
    تابعناها بنظرنا حتى نزلت وعادت ليلي تقول :
    - كانت إصابته بالغةجدا وكان ينزف بشدة وكأن شيئا حطم عظامه ،،
    حاولنا مساعدته طبيا وأحضرنا له طبيبافي المنزل
    فقال ان علينا نقله للمشفى ولكن ذلك كان مستحيلا لأننا ...
    لم نفهم شيئامن الهويات التي كانت معه ..
    وكان شفاؤه بطيئا ،، فقد شفي أخي وخرج من المشفى
    وكانمازال سايمن مريضا ، وعندما شفي لم يعرف اسمه
    ولم يعرف عائلته وقال الطبيب أنه فاقدلذاكرته بسبب الإصابة
    وربما يستطيع التذكر بعد أن يشفى تماما ،
    وكان يذهب إلى مزرعةالخيول دائما حتى أثناء مرضه
    وسميناه مروض الخيول لأنه استطاع ترويض احدى الخيولالبرية بعد شفاؤه .. ثم بدأنا ندعوه سايمن على اسم جارنا القديم ..
    رأينا أليستصعد الدرج وهي تلوح ببطاقات في يديها،
    ثم سلمتها لي فرأيت بطاقة جاميان الشخصية
    وكان هناك شعار القصر في بانشيبرا فوقها
    ورمز الجندي الأبيض .. جاميان ديوفري ..
    البطاقة الثانية كانت بطاقة جيرودا العزيز ،،
    وكانت تشبه بطاقة جاميان عداأنها تحمل شعار الجندي الأسود
    وكانت مكتوبة بلغة غير مفهومة لكنني كنت اعلم انالاسم المكتوب ..
    تالتن ماكنزي ..
    شعرت بالحنين عندما شاهدت بطاقة جيرودا
    وتمنيت أن اعرف مكانه ثم أخذت البطاقات ووقفت قائلة :
    - هل شاهد جاميان تلكالبطاقات ؟؟
    - جاميان؟؟؟؟؟
    - أ.. أقصد سايمن .. هل شاهدها ؟
    - لا ..
    لاأدري لما شعرت بالحماس وقلت :
    - ارجوكما ،، دعونا نذهب إليه .. الآن ..
    -------------------
    اندهشت ليلي وقالت :
    - لماذا؟
    قلت وانا انظر في البطاقات :
    - أنا احاول استعادته فحسب .. اريد ان اعرف ما الذي جرى له ..
    تسائلت أليس :
    - وكيف التقيت به ؟؟
    - في لندن ...
    - وماذا كان يعمل ..
    - لا أعلم عنهالمزيد ..
    قلت ذلك ثم انطلقت نازلة السلالم تتبعني الفتاتان المتعجبتان ،،
    وتوجهنا من فورنا إلى مزرعة الخيول ركضا ..
    وعندما وصلنا إلى هناك كانجاميان يدخل الخيول إلى الاصطبل
    وعندما رآنا دخل بسرعة إلى المنزل وترك الخيول ..
    فقالت ليلي :
    - يبدو أن وليام أمره بعدم التحدث إلينا ظنا منه أنه ضايقك ..
    كنت أشعر بألم شديد على جاميان الذي تغير وصار يخاف من الأوامر ،،
    تذكرت جسرالرؤوس الذي تداولته الألسن ،
    أين ذهبت كل القوة والشجاعة ..
    لقد تغيرت ياجاميان واصبحت شخصا لا اعرفه !!
    طرقت أليس على باب المنزل صاحت :
    - هياسايمن! بربك كف عن هذا واخرج ،،
    الآنسة تريد التحدث إليك ..
    فتح جاميان البابببطء ونظر لنا بنصف وجهه من خلف الباب
    ثم قال بخفوت :
    - لا يسمح لي بالتحدث معالفتيات ..
    قلت بسرعة :
    - أهذا أمر آخر من روسو؟
    شهق جاميان بطريقة غيرمتوقعة وأغلق الباب بقوة
    حتى أن بعض الغبار قد انتشر على ملابسنا ..
    وقالت ليليبخوف :
    - أخشى أن تصيبه الحالة ..
    لم أعر ذلك الأمر اهتماما ،، وتوجهت نحوالباب بحزم ثم طرقته
    بعنف وصحت :
    - جاميان ،، افتح الباب ... لا تكن هكذا .. ضعيفا ،،
    ليس هذا هو المقاتل الذي أعرفه ،، جاميااااااااااان افتح ..
    أمسكت ليليبذراعي وقالت متوسلة :
    - أرجوك سوف يصاب بالحـ ...
    قبل أن تكمل كلمتها فتحجاميان الباب وانقض علي ،،
    ركضت الفتاتان المفزوعتان وأمسك جاميان برقبتي
    بقوةوأطاحني أرضا وظل يصرخ :
    - أنت لا ... تتدخلي ... هذا ليس من شأنك .. ليس منشأنك ..
    انا لست ضعيفا ولست أنا .. أنا لست أنا ... أنا ... لست ...
    كنتأختنق وسمعت صراخ الفتيات من بعيد،،
    كان وجه جاميان شرسا جدا لدرجة لم أرها من قبلوسقطت البطاقات
    من يدي وحاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع ..
    لقد أصيب جاميانبحالة هيستيرية حقيقة لا أعرف ما سببها ..
    صرخ وشد على رقبتي :
    - ليس من شانك .. ليس من شأنك ..
    نزلت دموعي رغما عني وقلت بصعوبة شديدة
    حتى كاد صوتي لا يخرج :
    - جـ .. جامي أنا ... لـ .. لندا ..
    يتبع..[/b][/size][/SIZE]

    يتبع..
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:57 am

    اتسعت عينا جاميان كأنما كلماتيخاطبت شيئا ما في عقله الباطن ،،
    وترك رقبتي أخيرا ثم ركض بسرعة إلى داخل المنزل
    وهو يتخبط في الجدران والأبواب ،،
    نظرت حولي فرأيت ليلي تمسك بعصا كبيرة كانت تودضرب جاميان بها ..
    وعندما بدأت التقط أنفاسي القت ليلي بالعصا ،،
    وركضت نحوي وهيتقول وصوتها يرتجف :
    - هل انت بخير ؟؟ لقد ذهبت أليس لتحضر النجدة ..
    نظرتإلى ليلي بشرود ثم أخذت البطاقات التي سقطت
    مني وركضت إلى داخل المنزل ألحق بجاميانوليلي تصرخ وتحذرني ...
    لا أدري ماذا أفعل .. كنت أحبه ولا اريد رؤيته بهذاالحال ..
    رأيته يجلس على أريكة كبيرة أمام شرفة تطل على الاصطبل البعيد ..
    كانيتنفس بسرعة ويخرج صوت تنفسه عاليا
    كأنما يشهق من كثرة البكاء ..
    اقتربت خلفهوقلت بهدوء :
    - جامي .. أنت أقوى من كل هذا ..
    أقوى من كل ما يحصل معك ،، يجب انتتذكر أرجوك ..
    أنت ثروتي الوحيدة .. هيا ماذا يعني لك أنك حصلت
    على لقب الجنديالأبيض ؟؟
    لم يلتفت جاميان نحوي وظل على وضعه فالتفت وواجهته ..
    نظرت إلى وجههكان الانفعال والخوف يملأ ملامحه الجميلة
    وأعطيت له بطاقته وسألت :
    - من هذا؟
    نظر جاميان بصعوبة إلى البطاقة ولم يرد ..
    فكررت :
    - أرجوك .. منهو؟
    قال بصعوبة :
    - إنه أنا ...
    ابتسمت وقلت بلطف :
    - هذا رائع .. حسناومن هذا ؟
    ناولته بطاقة جيرودا فأمسكها وحدق بالصورة لبضع ثوان
    ثم قال :
    - لا .. أعرف ...
    قلت بإصرار :
    - بلى .. أنت تعرف ..
    عاد ينظر على وجهي وظهرالانفعال عليه
    وصاح :
    - لا اعرف ، لا اعرف ،، لاااااا اعررررف ..
    صرخت :
    - بلى .. انت تعرف ..
    صرخ جاميان بصوت مرتعش :
    - ماذا تريدين مني ...
    جلستعلى الأرض بتعب ورميت البطاقتين أمامه
    ثم سمعت صوت خطوات تدخل إلى الصالة وبعدهاصوت عمي :
    - لندا .. ماذا تفعلين ..
    نظرت إلى عمي بتثاقل وقلت بإصرار :
    - أرجوكم دعوني اتحدث معه لبعض الوقت ..
    قال وليام معترضا :
    - لا تكوني مجنونة .. هيا اخرجي..
    نظرت فرأيت جاميان يمسك بالبطاقتين ويتطلع فيهما للمرةالثانية ..
    -
    فقلت :
    - سأبقى لدقائق فقط ..
    كان الجو هادئا فانسحبا إلى الخارج
    بعد أن قال عمي :
    - سنبقى في الخارج .. لا تتأخري ..
    كان وليام يريد الاعتراضولكن عمي خرج فلحق به مسلما بقرار عمي ..
    نظرت إلى جاميان وقلت بعد أن خرجا :
    - جامي ، أنا لا أريد أن أقسو عليك ، لكنني لا أتخيل أن أفقدك ..
    وشقيقك جيرودا ، إنه لا يعرف كوكب الأرض جيدا ما حالته الآن ،
    مالذي حصل ؟؟ أي حادث وقع لك ..
    أنا قلقة عليك جدا .. جدا ..

    فكر جاميان لبعض الوقت ثم تمتم :
    - جيرودا ... أنا .. أحلم به ليلا ..

    ------------------
    قلت بسعادة :
    - حقا ؟؟
    - وأحلم بك ... وبآخرين ..
    قال ذلك ونظر إلى وجهي فشعرت بالحزن وقمت لأجلس إلى جواره
    على الأريكة وقلت :
    - نعم ،، هذا رائع .. سوف تتذكر كل شيء قريبا .
    .
    لكني أريدك أن تتمع بالاصرار الذي كنت تتحلى به في السابق ..
    عندما كنت في بانشيبرا ..
    تمتم بهدوء :
    - بانشيبرا ؟
    - نعم يا عزيزي ..
    - تلك الأسماء ليستغريبة عني ..
    ابتسمت وقلت بلطف :
    - نعم .. وهذا يعني أنك تعرف .. ولكن هناكأمر طارئ عليك ..
    أليس كذلك؟أطرق جاميان ولم يقل شيئا فوقفت وتركته لكي اخرجو
    قبل أن أضع يدي على مقبضالباب التفت جاميان وقال بارتباك :
    - أنا أتذكرأنني ركضت على شاطئ البحر... معك ..
    ولكنني مشوش جدا .. هناك بعض الأشياء في عقليلا أستطيع ترتيبها ..
    عدت مرة ثانية ووقفت أمامه ثم قلت :
    - جاميان .. أخبرني ،، مالذي تذكره ؟؟
    تردد جاميان للحظات ثم قال ببطء:
    - بعض الصور فيمخيلتي ..
    - أخبرني عنها ..
    - رجال لا أعرفهم .. هناك حرب ما وخيول و .. ونيران .. أنت ..
    - أنا؟
    - نعم .. أنت تبكين وتصرخين بوجهي ..
    أمسك جاميانبرأسه وكأنما أصابه صداع مفاجيء
    فقلت :
    - حسنا لا ترهق نفسك .. يمكنك التذكربهدوء ،،
    ما رأيك أن أحكي لك عن نفسك؟نظر لي جاميان بتعجب وقال :
    - تحكين لي عن نفسي ؟
    - نعم ..
    ثم أمسكت بيده وقلت بحماس :
    - هل نتمشى عندالشاطيء قليلا ؟ مارأيك؟
    - حسنا ..
    وقف جاميان وخرجنا معا إلى الخارج وعندهاقابلنا عمي مايكي
    الذي كان يتحدث مع وليام وليلي ..
    كانت حرارة الشمس قد انكسرتقليلا ونظروا جميعا لنا فقلت :
    - سأذهب بصحبة جاميان لبعض الوقت إلى الشاطيء إنكنتم لا تمانعون ...
    نظر عمي مايكي إلي مبتسما وقال مازحا :
    - يالك من فتاه !!
    ابتسمت لعمي مايكل وقال وليام :
    - سايمن .. احترس ، هل سمعتني جيدا؟هز جاميان رأسه موافقا
    ثم سرنا معا متجهان نحو الشاطيء وعندما ابتعدنا مسافةكافية بدأت
    أحكي له عن الكثير من الأشياء ...
    كان يصغي بهدوء حتى وصلنا إلىالشاطيء وجلسنا على الرمال،
    نظر لي لوقت طويل وهو يسند رأسه على كفه ..
    حكيت لهأغلب الأشياء ، حتى كأنه عاش فيها مجددا
    ولكنني لم أقص له بالتفصيل وأغفلت بعضالأشياء
    التي تخص قصصنا معا ،،
    حكيت له عن نفسه وعن جيرودا وعن والده ووالدته فقط،،
    عندما انتهيت شعرت بالقلق لأجله فقد كان هادئا جدا
    ولم يبد أي تعليق عن ما حكيتهله فقلت :
    - هل تذكرت شيئا مما حكيته لك ..

    عاد جاميان ينظر لي بصمت ..
    شعرت بقلق شديد وقلت :
    - هل أنت بخير ؟؟لم يرد جاميان مرة أخرى ونظرإلى الشمس وهي تغرب مودعة ذلك اليوم ..
    عصف الخوف بكياني فقلت وأنا أقف :
    - سوف أذهب .. ربما أنت مرهق ،، لكن .. هل سأراك غدا ؟
    فهو آخر يوم لي هنا..
    وقفجاميان ونفض رمال الشاطيء من فوق ملا بسه
    ثم نظر لي وابتسم أخيرا ..
    كان هذا هوجاميان الذي اعرفه وقال بهدوء :
    - سأراك غدا .. و ..
    - ماذا ..
    - شكرا لك ..
    ابتسمت ولوحت بيدي مودعة له وركضت بسرعة عائدة إلى المنزل ،،
    كنت لا أريد أناتركه أبدا ولكن كان يجب علي فعل ذلك ...
    يجب أن أعطيه الوقت ليفكر ، لكننيأخبرته عن نفسه ،
    عن لطفه وشجاعته، أخبرته عن الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي .
    . كان يجب أن يعرف هذا إن لم يتذكره ..
    عدت إلى المنزل بنفسية مختلفة ،،
    عندمادخلت ابتسمت وفرح الجميع لفرحتي ،
    كنت أشعر ان هناك أملا كبيرا
    وقمت بتحضير العشاءمع الفتاتان اللطيفتان ..
    كانت آثار يدي جاميان مازلت على رقبتي
    وكان عمي مستاءجدا ولكنه توقف عن لومي
    عندما شعر بأنني مرتاحة وسعيدة ..
    في تلك الليلة لمأستطع النوم وبقيت أنظر إلى الفنار الصغير
    الذي يذهب ضوءه ويجيء ممتدا على شاطيءالبحر ،،
    إنه حقا رمز كبير للأمل في وسط سواد الليل وألمه ...
    لا أعرف كيف أخذنيالنوم على الكرسي الذي كنت أجلس عليه
    ولم اشعر إلا بـضوء الصباح يوقظني وهو يرسلأشعته على وجهي ..
    نظرت إلى الفنار وابتسمت ، كان مايزال يعمل رغم بزوغ الفجر ،،
    وأخرجت رأسي ونصف جسدي من النافذة محاولة
    رؤية كوخ جاميان الخشبي ولكنني لم استطع رؤيته
    ولذلك فقد نزلت إلى الأسفل ولم يكن أي شخص قد استيقظ بعد ..
    فتحت البوابة وخرجت إلى المزرعة وركضت على العشب والهواء يحرك شعري ، ومشاعري ..
    كان الجو رائعا وظللت أدور حول المكان
    وتمنيت أن أعيش في هذا المكان الرائع ..
    مع الهواء العليل شممت رائحة شيء يحترق ..
    من بعيد لاح لي دخان كثيف في الأفق وكأن مزرعة احترقت أو منزلا ،،
    كان الدخان الأسود يتصاعد على شكل عامود في السماء ..
    تساءلت كيف لم أشاهده عندما نظرت نحو الفنار ..
    خفت كثيرا فقد كان قريبا من مزرعة الخيول ..
    عدت إلى المنزل بسرعة ودخلت غرفة عمي مايكل ،
    كان نائما واقتربت منه وقلت بهدوء وتوتر :
    - مايكي ... مايكي ...
    فتح عمي عينيه ببطء وقال :
    - مه .. ماذا ؟؟
    - يبدو ان مكانا ما يحترق ..
    فتح عمي عينيه جيدا وجلس بفزع قائلا :
    - حريق ؟
    قلت بخوف :
    - علينا أن نسرع فهو قريب من مزرعة الخيول ... الحق بي ..
    صاح عمي :
    - لندا .. انتظري ...
    قبل أن اسمع المزيد كنت قد خرجت بالفعل وبدأت أركض
    نحو مزرعة الخيول وساعدني سروالي الجينز على الركض جيدا ..
    وكلما اقتربت من مزرعة الخيول زادت رائحة الحريق
    واقتربت من مصدر الدخان، وفي تلك اللحظة صرخت بفزع
    وأنا أرى كوخ جاميان الخشبي هو مصدر الدخان ..
    لم يكن يحترق ..
    لكنه ...

    لقد احترق فعلا....
    وبالكامل !!
    رفضت كل مايحصلودفعت بوابة المزرعة الخشبية بقوة وفزع شديد ،
    ، ركضت إلى الداخل وكانت الخيول فيحالة هياج
    وقد كسر بعضها السورالخشبي وركضت بعيدا عن الاصطبل المشتعل ..
    لم يتبق منكل الخيول سوى اثنان أو ثلاثة ، لقد هربت جميعها ...
    أو احترقت !
    و لم يتبق منالمنزل سوى قاعدته التي كانت ماتزال مشتعلة ..
    سعلت بقوة وانا أقترب من المنزلوصرخت بهستيريا :

    -
    جاميان ...... جااااااااامياااااااان !!
    الغبار والدخانوالنار تملأ المكان وناديت على جاميان بلا فائدة ..

    أنا لا أصدق بعد انني فقدتجاميان ،، لان هذا غير صحيح ...

    صرخت :
    -
    لاااااااا .. هذا غير صحيح ... لااااااااا ..
    - جلست منهارة على الأرض وأنا أسعل ..
    لم أبكي لأنني أعلم أن جاميانهنا في مكان ما ..
    حالة المنزل المحترق تدل على انه ظل يحترق طوال الليل ..
    انامصابة بحالة رهيبة من الرعب ..


    رأيت من بعيد أشخاصا يركضون من الجهة الأخرىووقفت أنظر إليهم ،
    لم أعرفهم وصاح أحدهم بفزع :
    - مالذي يحصل هنا ؟
    قلت بخوف :
    - لا أعرف لقد جئت الآن ...
    نظر أحدهم إلى الكوخ وهتف :
    - ياللهول !!
    كان المنظر مريعا جدا .. وبعد دقائق أخرى والأهالي
    يحاولون إطفاء الحريق ،جاء عمي ومعه وليام وينبرج
    والفزع باد على وجوههم ..
    تساءلت لما يحصل كل ذلك لي ...
    لماذا لا أعيش طبيعية مثل الجميع ؟؟!!
    تزلزل كياني عندما بدأ الجميعيبحثون عنه ،،
    الوحيد المجنون الذي كان يعيش هنا بمفرده ..
    نزلت دموعي اخيرا لأنهملم يجدو له أي أثر ..


    أطفأ الخيالة الحريق وعادوا إلى منازلهم بينما ظل بعضالريفيون
    يبحثون في حطام المنزل عن أي جثة .. أو عظام .. أي أثر ..
    كل شيء قداحترق ووقفت بعيدا أراقب ما يحصل
    في صمت وعيناي لا تكف عن البكاء ،،
    لقد بكيت كثيراجدا من يوم أن فقدت والداي ..
    بكيت حتى انني لو جمعت دموعي لكان هناك جدولاصغيرا يجري بين الحقول ،،
    فات الآن وقت الندم ..
    فجأة صاح أحدهم :
    - يبدوأنني وجدت عظاما متفحمة ..
    شهقت بفزع ووضعت يدي على قلبي وعجزت تماما عن التنفس
    بينما توجه عمي مايكل ووليام نحو المنزل بسرعة ..


    بكيت برعب وسمعت صوتايناديني :
    - لندا ..
    نظرت خلفي وأنا غير واعية لما يحصل حولي ورأيت ليلي وأليس
    تلوحان لي وهما تركضان نحوي بسرعه .. شعرت أن قدماي
    لا تقوى على حملي فجلست على الأرض
    وعندما اقتربت أليس قالت بخوف :
    - هل حصل مكروه لسايمن .. ؟
    لم أجبوأجهشت بالبكاء ...
    وسمعت صراخ ليلي :
    - إنه بخير ،، حمدا لله ..
    فتحتعيني ونظرت خلفي ،، ركضت أليس وهي تصرخ بفرحة
    ورأيت شخصا ما يقترب من بعيد على ظهرأحد الخيول ...
    لم أصدق ما يحصل .. ووقفت بسرعة وتأملت غير مصدقة أنه هو ..
    إنه شعره لكن ،، وجهه .. إنه متسخ ربما ..
    ربما ليس هو لكنني أحب تصديق أنه هو ...
    عندما وصل الجواد إلى المزرعة توقف ،،
    فسقط جاميان من فوق ظهره ،، لقد كانجاميان مصابا ..
    أول من لحق به كانت أليس التي أمسكت به وسحبته بعيدا عن الجواد
    بصعوبة وبعدها لحقت بها ليلي ثم أنا ...
    كان وجه جاميان مغطى بالرماد والدماء وكذلك ملابسه وصاح وليام :
    - ابتعدوا عنه ... ربما لا يستطيع التنفس ..
    منبعيد كانت كل الخيول تركض عائدة إلى المزرعة
    خلف الخيل الذي قاده جاميان فصاحت ليلي بفرحة :
    - لقد أنقذ كل الخيول ..
    حملناه بسرعة فقد كان فاقدا لوعيه ،،
    وعدنا بالخيول إلى المنزل بسرعة وسبقتنا أليس لتستدعي الطبيب ..



    عندما وضعناه على السرير أمسكت بقماش مبلل ومسحت الماء والغبار عن وجهه بحذر، كانت هناك جروح كثيرةلا تريد التوقف عن النزف وقال وليام :
    - لم أكن أعلم أني أحبه هكذا فقد كنتسأفقد عقلي عندما شعرت بأنه احترق !


    ابتسم عمي مايكل وقام بخلع قميص جاميان بحذر ،،
    ثم قال :
    - يبدو ان حروقا أصابت جسده ...
    دمعت عينا ليلي وقالت بصوت مهزوز :
    - لقد كان يحاول انقاذ الخيول طوال الوقت ... المسكين !
    ظللت أتأملوجهه النائم بصمت .. وجاء الطبيب بصحبة أليس النشيطة والسريعة جدا ،
    إنها التي تسبقنا دائما في كل مكان ..
    قام السيد شون وينبرج بإدخال الخيول إلى المزرعةالأخرى ،،
    وعاد بسرعة وبقينا جميعا حول جاميان حتى قال الطبيب انه بخير وأنه
    سيتعافى ولكنه يحتاج إلى الراحة واستنشاق الهواء النقي ..
    فرحنا جميعا وعادالطبيب ..
    بقيت إلى جانب جاميان فترة طويلة حتى أفاق ،
    نظر لي بشرود ثم نظر حوله فقلت :
    - حمدا لله على سلامتك ..
    قال جاميان بهدوء :
    - هل الخيول بخير ..
    ابتسمت وقلت :
    - أجل .. إنها رائعة ..
    نظر جاميان إلي ثم قال بتردد :
    - يجب أن أرحل .. سوف أعود إلى الفتاة التي ..
    صمت جاميان ونظر إلى الجهةالأخرى فقلت باستغراب :
    - أي فتاة ؟؟
    - الفتاة التي أحبها هناك ...
    - أين؟
    - إنها لا تعيش هنا .. يجب أن ألحق بها قبل أن ..
    قلت باستغراب وحزن :
    - انا لا أفهم ماذا تقول ..؟
    ----------------------


    قبل أن يجيب جاميان سمعناطرقا على الباب ودخلت أليس مبتسمة ..
    ثم قالت بسعادة بعد ان شاهدت جاميان :
    - سايمن ! أنت بخير أيه الشقي! لقد أقلقتنا عليك !!
    ابتسم جاميان وقال بقليل منالمرح :
    - حقا ؟؟ لقد كنت سعيدة بحدوث ذلك ...
    ضحكت أليس ثم قالت بعد أنأخرجت لسانها بسخرية :
    - لقد كنت سأحزن إن احترق وجهك فقط ،، لأنك لا تملك غيره،
    وهكذا من الممكن أن تتزوج يوما ..
    لا أتخيل وجها مشوها بعينين ارجوانيتين كالجوكر!


    ضحك جاميان ثم خرجت أليس بسرعة قبل أن يقول شيئا آخر يستفزها ،
    وقلت بضيق وأنا أهم بالذهاب :
    - سأذهب ... لكي أحضر لك غداؤك ..
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 11:59 am

    قال جاميانبسرعة :
    - لا ، انتظري لندا ..
    توقفت ونظرت له ، فقال مبتسما :
    - أليستهناك فتاة رائعة سترحل اليوم؟
    قلت بهدوء وقد فهمت أنه يقصدني :
    - ليست رائعة ...
    - انت لا تعرفينها ،، لكنها تحبني .. وتتمنى لي السعادة ..
    - وأنت؟صمت جاميان وظل ينظر لي ثم قال بخفوت :
    - أنا أتمنى لها السعادة ايضا ...
    ابتسمت ثم فتحت الباب وخرجت ، لقد كان يتحدث عني
    في ذلك الوقت ويحاول أنيكون لبقا فهو لم يتذكرني ...
    عدت أنا وليلي ووضعنا الغداء لجاميان ولكنه لم يرغببتناول الطعام فأجبرناه ..
    كنت أحبس دموعي وتماسكت طويلا ....


    كان عمي مايكل يقول أنني أحضر الحظ السيء لكل من أعيش معه،
    بالطبع كان يمزح وكان الجميع يضحكون علي وأنا أمسك عمي
    من رقبته حتى يكف عن السخرية مني ..


    بدأت بتجهيز أغراضياستعدادا للعودة إلى منزلنا في المدينة ،،
    قبل أن نرحل نظرت إلى جاميان لكنه لم يقلشيئا ونظر لي بهدوء ...
    كنت أعلم أنه يحب الآن فتاة غيري ..
    وأن تلك هي حياتهالجديدة التي أصبح عليها ..
    لقد اصبح لا يعرف شيئا عن ماضيه ويحب فتاة ريفية جميلة،
    ويربي الخيول الأصيلة وهو سعيد ..
    لماذا أقف كالشوكة في حلقه ..
    أبتسمت مودعة لهم وعدت مع عمي مايكل في سيارتنا ...
    لم أستطع أن أحاولالنسيان .. مجرد محاولة ..
    و لم أستطع التماسك مجددا وبكيت في السيارة مما دفع
    عمي للتوقف وقال بلطف وهو يربت على ظهري:
    - اسمعي يا لندا ... أعلم أنك حزينةمما أصاب جاميان .. لكن لابأس ،
    عليك أن تتمني له السعادة وأن تنسيه .. لأنه .. يجبأن تفعلي ذلك ..
    ظللت أبكي فترة طويلة حتى غفوت وعندما وصلنا
    أوقظني عمي ونزلتإلى منزلنا بدون أي كلام حتى
    إن السيدة ديانا استقبلتنا ببشاشة وسألتني عن الرحلة
    ولكنني لم أستطع أن أحكي لها شيئا وعندما بدأ عمي مايكل
    في التحدث إلى السيدة دياناعدت إلى غرفتي وأمسكت بصورة
    والداي ثم بقيت اتأملها لبعض الوقت ..


    كنت أفكرفي جاميان ... لا أظن أنني أستطيع نسيانه مهما طال الزمن،
    مهما حصل حتى لو تزوجتوعشت حياة مختلفة ...
    حتى لو رفضت الزواج وأصبحت عانسا حتى لو ...
    سأظل أحبه ....
    لأنه أول وآخر شاب أحببته ..
    لقد ضاع كل الذين أحببتهم وابتعدوا عني ...
    أخشى أن عمي مايكل سيخبرني بأنه غدا سيسافر
    إلى أميركا ويزداد الأمر سوءا ..
    في اليوم التالي استيقظت وبقيت في غرفتي أتأمل في صورة والداي ..
    سمعتطرقا على باب غرفتي ودخل عمي مايكي ..
    جلس إلى جواري وتأمل معي في الصورة .. ثم قال بهدوء:
    - عزيزتي لندا .. أعرف أنك حزينة، لكنك ستتغلبين على الأزمة بسرعة ..
    هذايحصل دائما .. أتعلمين، هناك فتيات أجبرن على ذلك
    وتعرضن لمثل تلك المواقف كثيرا ،أنت حصل معك هذا مرة واحدة ...
    والجيد أنه فاقد لذاكرته فهو لن يغضبك أو إنه سيترككمجبرا ... أو ..
    صمت عمي ثم قال :
    - أظنك تفهمين .. أنا أعرف أنك مختلفة ،لقد عشت في الريف
    ولم تمري بـالتجارب التي تجعلك معتادة على فقدان أحدهم ...
    نظرت إلى عمي وقلت :
    - عندما جئت للجامعة لم يكن الشباب في محط ثقة فهم
    لا يعجبونني ولا أشعر أنهم جديرون بالمسؤولية .. وعندها قابلت جاميان ..
    وكان جاميان مختلفا ..
    - أعلم أنه مختلف .. لكن عليك تخطي الوضع ...
    أومأتبالموافقة وخرجت مع عمي مايكي ثم تناولنا الغداء ،
    ابتسامة السيدة ديانا كانت تحملمغزى هادئا و
    كأنها تعلم من عمي شيئا عما حصل لي ..
    في المساء أخبرنا عمي جوردنأنه سيقيم حفلة عيد ميلاد
    ابنته الصغيرة الأسبوع المقبل ..
    مضى أسبوع طويل كانتهناك حفلة أقامها عمي جوردن في
    نهايته بمناسبة عيد ميلاد ابنته إيما والتي كانت
    تبلغ الثانية عشرة وهي أصغر أبنائه ..
    بالطبع كان حضوري مهما بالنسبة لـ إيماوارتديت ثوبا
    جميلا ثم ألتقط لنا عمي مايكي صورة رائعة ..
    كنت أحاول إشغال نفسي فيأي شيء وبعد أن تشاجرت
    مع جوش كالعاده عدت إلى الحفل وفوجئت
    بأن صديقتي إيميلي وعائلتها قد حضرت الحفل ..


    وقف جيمس ينظر لي من بعيد نظرات عتاب ،


    ولكنني تجاهلت ذلك وذهبت وحييتهم وكأن شيئا لم يكن ...


    كانت الحفلة جميلة وجلست بجوارايما وإيميلي


    أراقب الحاضرين ولكن جيمس اقترب وقال بلباقة :


    - هل تسمحان ليبالتحدث مع الآنسة لندا؟


    ابتسمت إيميلي وقالت إيما بدلال لأنها حفلتها :


    - حسنا خمس دقائق فقط ..


    ابتسمت وسرت بجوار جيمس حتى ابتعدنا عن إيميلي وعندها قال :


    - كيف حالك .. هل أنت بخير؟
    قلت بهدوء :
    - أجل ..
    - لكنني أرى عكسذلك فأنت تبدين حزينة ..


    - لا.. صدقني أنا بخير، شكرا على سؤالك


    نظر لي جيمس بابتسامة ثم قال :
    - هل سأنتظر كثيرا؟
    لم أفهم وقلت :
    - ماذا تقصد؟؟
    - متى ستوافقين على طلبي؟ لقد أخبرني عمك جوردن أنك طلبتي مهلة ..


    تذكرت جاميان فجأة ولكنني حاولت نسيانه مجددا وقلت :
    - حسنا .. ولكن ...
    - ماذا ؟
    - لقد أعطيت عمي ردا بالفعل .. وقلت .. قلت ..


    نظر لي جيمس بترقب ..

    التكملة ( ماقبل النهاية ) :

    نظر لي جيمس بترقب ..
    ولكن عمي مايكل اقترب منا وقال بمرح :
    - مرحبا جيمس .. كيف تسير الأمور؟
    كان جيمس شارد الذهن ولكنه انتبه وقال :
    - بأفضل حال ...
    قمت باستغلال الفرصة واستأذنت ثم عدت بسرعة إلى غرفتي ..
    لم أتقبل فكرة أنني سوف أنسى جاميان وسأختلط مع الآخرين ، كان هذا لا يعجبني أبدا .. لن يمكنني الموافقة على جيمس .. لا أستطيع .. لكنني ..
    أشعر باني أحارب نفسي ...


    في اليوم التالي توجهت إلى المكتبة حتى أقوم بشراء بعض المذكرات إستعداداً للعودة إلى الجامعة
    عندما عدت للمنزل كان عمي مايكي بانتظاري وجلست إلى جواره ثم تحدثنا عن جامعتي وعن الأستاذ تشارلز الذي كان يضع للطلاب درجة الصفر في كل الاختبارات ..
    ابتسمت وانا اتخيل ورقتي بالصفر .. فقال عمي :
    - لندا ..
    - نعم يا عمي؟
    - ماذا ستقولين لجيمس .. هل سترفضين ..
    تنفست ببطء وقلت بحزن:
    - لا أعلم .. أشعر بحيرة شديدة وعدم الرغبة في التفكير بأي شيء ..
    - مازلت تفكرين في جاميان ..
    - نعم .. لم استطع نسيانه ..
    - هذه الأمور تتطلب وقتا ،، لكنك ستبدأين بنسيانه إن انشغلت مع جيمس فهو شاب رائع ..
    بداخلي رفضت كل مايجري ولكنني قلت لعمي مايكل :
    - سأحاول .. لكنني لا أعدك ..
    خرجت إلى الحديقة وتصفحت إحدى الجرائد اليومية .. كانت الأخبار دائما كما هي .. حروب ومجاعات وجوائز وفنانين وغيرها .. ليست هناك أخبار جيدة ..
    شعرت بأحدهم يسير من الخلف على الحشائش متجها نحوي فوضعت الجريدة وقبل أن التفت وضع ذلك الشخص يده على عيني ..
    تحسست يديه وقلت :
    - مايكي .. هيا كف عن هذا لا أحد غيرك يفعل ذلك ..
    سمعت صوت عمي مايكي الذي أبعد يديه وهو يضحك ثم قال:
    - لقد حضرت لك مفاجأة ..
    - حقا؟
    - نعم ..
    نظرت إلى وجه عمي وقلت :
    - أرجو أن لا تكون المفاجأة شيء أتزوجه أو شيء آكله فقد سئمت كل هذا ..
    ضحك عمي وقال :
    - حسنا يا فيلسوفه .. إنه شيء جميل .. وأنت تحبينه ..
    - وماهو؟
    سار عمي متوجها نحو بوابة الحديقة وقال :
    - ستخرجين معي قليلا يا آنستي اللطيفة ...
    ابتسمت وقلت :
    - حسنا مايكي .. محظوظة تلك التي تخرج بصحبتك ..
    خرجت وتوجهت مع عمي مايكل إلى مطعم فخم ... وبعد أن جلسنا على طاولة بستة كراسي قال عمي :
    - لقد دعوت شخصا ما لحضور العشاء ..
    قلت وأنا أنظر إلى قائمة الطلبات :
    - إنه شيء آكله, ولقد دعوت شخصا أخشى أنه شيء أتزوجه!! صدقني لقد فعلت الشيئين المحظورين .. وما هذه الطاولة .. إنها كبيرة على ثلاثة أشخاص ..
    ضحك عمي ثم نظر خلفي وقال :
    - لقد وصلا ..
    كنت متشوقة فعلا لأرى الشخص الذي سيتناول معنا العشاء وخشيت أن يكون جيمس لكنني تفاجأت فعلا وسقطت قائمة الطلبات من يدي ..
    لم أصدق عيناي ..
    كانت صديقتي "بريا" ومعها شاب هندي آخر .. يبدو هنديا ولكنه لطيف ويشبه بريا كثيرا .. وقفت وركضت نحوي بريا فعانقتها بسعادة ..
    لم أصدق انني أراها مرة أخرى ..
    سلم علينا الشاب وعرفتني بريا عليه :
    - إنه شقيقي باتيل وهو يدرس هنا في انجلترا ..
    كنت أشعر من البداية أنه شقيقها ...
    جلسنا نحن الأربعة حول الطاولة ونظرت إلى عمي ثم قلت :
    - إنها مفاجأة جميلة بالفعل .. لقد أخفيتم عني هذا ..

    ابتسمت بريا وقال عمي مايكل :
    - أجل ... ظننتها مفاجأة سارة .. أم ماذا؟
    - إنها رائعة ..
    تكلم باتيل أخيرا :
    - ستبقى بريا هنا معي لبعض الوقت ثم ستعود إلى الهند ..
    ابتسمت بريا مجددا وقالت :
    - إن أخي باتيل يلبي لي كل ما أطلبه ..
    ضحكت أنا وعمي ...
    وقال عمي :
    - اليوم هو يوم المفاجآت السارة .. لأنني دعوت شخصا آخر ..
    قلت باندهاش :
    - من هو ؟ لا أظن أنه سيكون مفاجأة مثل بريا وشقيقها أبدا ..
    ضحكت بريا وقالت تحدث عمي :
    - هل تقصد ذلك الشاب الذي قابلناه صباحا ..
    هز عمي رأسه موافقا وقال باسما :
    - أجل .. لكن لا تخبري لندا ..
    -------------------------------------------------------------------


    كنت أنظر إليهم مثل التي لا تفهم شيئا في حياتها وقلت :
    - حسنا .. تظنون أنكم منظموا مفاجآت .. سأرى مايمكنكم فعله . في الحقيقة تكفيني بريا اليوم ..
    ضحكوا علي وأقبل نادل المطعم وأعطانا قائمة الطعام ..
    كنا نختار بعض الأكلات معا ورأيت عمي يقف ويبتعد وهو يقول :
    - سأختار ما تختاره لندا ..
    خرج عمي خارج المطعم وقلت لبريا و باتيل :
    - أرجوكما أخبراني من هو الشخص الآخر الذي سيحضر؟
    ابتسم باتيل وأرخى ظهره على الكرسي بينما قالت بريا :
    - إنه شاب وسيم وأنت تعرفينه .. لقد حدثنا عنك ..
    - من هو؟
    - إنه الشخص الذي ..
    قاطعها باتيل قائلا :
    - لقد حضرا ..
    نظرت خلفي ورأيت عمي يدلف إلى الطعم وخلفه جاميان ..
    نظرت باندهاش ومسحت عيناي جيدا ربما اتخيل ، ولكن هذا لم يكن خيالا وكان جاميان متأنقا جدا ، بقيت صامتة حتى وصلا إلى طاولتنا ووقف باتيل وصافحهما ثم صافحتهما بريا بينما ظللت أنظر مندهشة ..
    شعرت بالاختناق فجأة وفكرت ان أترك المطعم وأخرج ..
    لأنني كنت حائرة جدا ..
    نظر لي جاميان ومد يده لمصافحتي ثم قال :
    - مرحبا يا آنسة لندا ..
    لم أصافحه ونظرت إلى وجهه ، كان مبتسما وثقة ما تلمع في عينه وقال عمي :
    - لندا .. مالذي حل بك ؟
    صافحت جاميان الذي جلس في مواجهتي تماما وبدأ النادل بوضع الطعام فقال جاميان بمرح :
    - يبدو أنني وصلت في الوقت المناسب ...
    ضحك الجميع ولكنني ظللت أنظر إلى جاميان بهدوء ..
    كنت اتسائل عنه .. مالذي جرى له؟
    هل يقوم بزيارتنا فقط .. أم إنه استطاع تذكري بالفعل ..
    بعد أن تناولنا العشاء كانوا يتبادلون الأحاديث طوال الوقت .. أما أنا فجلست صامته مما أثار قلق بريا التي قالت بتوتر :
    - مالأمر يا لندا؟ هل هناك شيئا ما أغضبك ؟
    قلت وأنا أحاول أن ابتسم :
    - لا شيء .. أشعر بصداع خفيف .. ربما بسبب المفاجآت الكثيرة ..
    ضحكوا علي وتحاشيت النظر إلى جاميان ..
    كان الجميع يحدثه باسم سايمن ، مما دل على أنه مازال يعيش في عالمه الجديد ..
    وعندما انتهينا من شرب الشاي وخرجنا، ودعنا بريا وشقيقها باتيل اللذان وعدانا بزيارة ..
    بقي جاميان الذي قال لعمي :
    - أنا أيضا سأذهب .. لكن لا أعلم إذا كنت سأعود مجددا ..
    نظرت أخيرا إلى وجه جاميان .. ولكنني لم أقل شيئا ، وحدق عمي بي ثم قال :
    - هيا أنت لم تقولي شيئا لسايمن ..
    قلت بحزن :
    - أنا لا أعرف سايمن .. أنا أعرف جاميان فقط .. وإذا كنت سأقول شيئا لسايمن .. فإنني سأقول له .. وداعاً .. وحسب .
    سرت بضعة خطوات متوجهة إلى سيارة عمي ولكن جاميان اعترض طريقي وقال :
    - حسناً .. ماذا ستقولين لجاميان؟
    دمعت عيناي ولم أرفعهما خشية أن يرى جاميان دموعي ولم أقل شيئا .. فعاد جاميان يقول :
    - ماذا عن الجندي الأبيض؟ هل ستخبرينه عن الطريق الذي سار فيه حفل تتويج أمرجيز ؟ أم أنك ستتركينه يسير لوحده ..
    لم أكن قد حكيت له عن أمرجيز أبدا ولا حتى حفل التتويج ونظرت له باندهاش وعيناي تملأها الدموع وقلت :
    - لا.. إنه يعرف الطريق أكثر مني ..
    ابتسم جاميان وقال عمي :
    - أظن أنه ينوي أخذك في رحلة جديدة ..
    نظرت إلى جاميان وابتسمت رغما عني ..
    ثم قلت :
    - مرحبا بك مجددا .. أيها الجندي .. الأبيض ..
    - سرنا في الحديقة عائدين إلى المنزل وركضت آيريس بسرعة فتعثرت ،، ركض جاميان وحملها وهو يضحك
    عليها
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 12:00 pm

    لحقت بهما ونظرت إلى السماء الغائمة قلت وانا ابتسم:
    - يا إلهي ! يبدو أنها ستمطر ..
    نادت آيريس الصغيرة بتلكؤ :
    - أمي ... أتحداك تلحقينا ...
    عادت تركض مجددا مع والدها الطفل الكبير ،، وهتفت :
    - حسنا ، سأريكما ..
    عندما بدأت بالركض ضحكت آيريس وركضت بسرعة وخلفها جاميان فشعرت برغبة عارمة في الإمساك بهما ، وبعد ركض مسافة قصيرة وصلا إلى المنزل قبلي وخسرت التحدي، وعندما دخلت إلى المنزل قلت وانا التقط انفاسي بصعوبة :
    - سأريكما ..
    أمسكت بجاميان وأوسعته ركلا على الأريكة برفق وكان يضحك ويحاول أن يمثل أنه يصرخ كالعادة وآيريس تصرخ وتدافع عن والدها بحرارة وتقذفني بالوسائد ..
    بدأت الأمطار بالنزول رويدا .. جلس جاميان أمام الشرفة ليتأمل الأمطار وصعدت آيريس فوق صدر والدها وأغمضت عينيها استعدادا لكي تذهب في النوم ..
    كانت حياتي الجديدة تعجبني وكانت آيريس تشبه جاميان لدرجة لا تصدق .. وهي متفقة مع والدها ومتحيزة له بشدة ..
    جلست أخيرا وتصفحت جريدة اليوم ثم قلت باندهاش :
    - يا إلهي ! مازالوا يتحدثون عنك في الصحف ،، ألم يملوا دعوتك بالكائن الفضائي ..
    ابتسم جاميان وقال بلطف وهو يمسح على شعر آيريس التي نامت على صدره :
    - لا يهمني ماذا تقول الصحف، لقد ربحت معركتي الأخيرة و حصلت على حق المواطنة ، وأنا الآن زوجك ولدينا ابنتنا آيريس .. نحن سعيدان ..
    ثم التقط الصحيفة من يدي ورماها بعيدا وتابع :
    - المهم أنك معي .. أم ماذا ؟
    وضعت رأسي على كتفه وصمتت لبعض الوقت ثم همست :
    - بالتأكيد جامي .. نحن سعيدان جدا ولكن ينقصنا أن نعثر على جيرودا .. ألا يقرأ ذلك المتهور الصحف ؟؟
    - سنعثر عليه بالتأكيد .. لكنني أخشى أنه لم يصل إلى الأرض ..
    - هل تعتقد أنه مازال في إيموكيا؟
    - ربما ....
    نظرت إلى جاميان وقلت :
    - لكنك لم تخبرني عنها ... لقد شغلتنا قضيتك حتى أنني نسيت ذلك ..
    - من هي تلك التي لم أخبرك عنها ..
    ابتسمت ولم أقل شيئا ونظر لي جاميان بحيرة ثم قال ثانية :
    - ما الأمر يا لندا؟ لقد حيرتني ..
    قلت بغيرة :
    - تلك الفتاة التي كانت مغرمة بك ..
    ابتسم جاميان وقال بلؤم لكي يغيظني :
    - أي واحدة منهن؟ لقد كن كثيرات بالفعل ..
    قلت بغيظ :
    - ماذا؟ هل تظن نفسك وسيما ؟
    ضحك جاميان بلطف ثم مسح على شعر آيريس وقال :
    - إنها كلمتك المفضلة ...
    ثم بدأ بتقليدي بسخرية :
    - هل تظن نفسك وسيما .. أنت لست كذلك .. ولكنني أغرمت بك !!
    استرخيت ووضعت رجلي على الطاولة ثم قلت بدلال :
    - أنت من جرى ورائي حتى أحبك .. لقد عشقتني مع أنني كنت أرفضك .. ولكنك لن تهرب من الإجابة ..
    ظل جاميان يضحك وقال :
    - أنا لم أسمع السؤال بعد ..
    قلت بغيرة:
    - من هي تلك الفتاة التي شنقت نفسها من أجلك !!
    صمت جاميان قليلا وكأنه تفاجأ من السؤال ثم قال :
    - هل تقصدين شقيقة الأمير نيروتا؟
    - نعم ...
    - إنها ... لقد ..
    تطلع لي جاميان بصمت فنظرت بغيظ وقلت :
    - أنت تقهرني .. ماذا .. لماذا صمتت هكذا؟
    ابتسم جاميان ثم قال :
    - لقد كانت مجرد حادثة مؤلمة فقط ، ثم ... من أخبرك أنها شنقت نفسها من أجلي؟ لقد سئمت الفتاة من حياتها ومن شقيقها الذي حرمها من كل شيء ...
    نظرت باندهاش وقلت :
    - حقا .. لكن لا تراوغ ،، لقد أخبرني الجميع بتلك القصة ..
    قال جاميان باستغراب :
    - لا .. إنه خيال النساء المريض .. أنا لا أنفي أن الفتاة كانت تحبني، لكن ... لم تشنق نفسها من أجل أنني انتقلت من القصر لأننا وضعنا حدا لهذا منذ زمن ..
    شعرت بالغيرة وقلت :
    - لا تظن أنك محبوب ... أنت لي وحدي هل سمعت؟
    ضحك جاميان وهو ينظر إلي ثم قال :
    - أظن أنني لك وحدك، أم ماذا؟
    ابتسمت برضا وأسندت رأسي على ظهر الأريكة ثم قلت :
    - حسنا .. لماذا فرض عليك روسو القناع؟
    - حتى لا تعجب بي الأميرات ..
    - هراء ... لن تعجب بك أي فتاة ..
    ضحك جاميان وضحكت ... ثم قلت بعد وقت قصير :
    - كنت أتمنى أن يكون جيرودا معنا الآن ..

    قال جاميان بنبرة حزينة :
    - كنت أتمنى شيئين في حياتي تحقق أحدهما والآن ... أنا أتمنى شيئين أيضا ..
    - هيا أخبرني بأمنياتك ...

    نظر جاميان إلى وجه آيريس بحب ثم قال :
    - كنت أتمناك .. وأتمنى أن أظل معك إلى الأبد ... وهذه الأمنية تحققت ..
    ابتسمت وقلت :
    - رائع .. وما الأمنية الأخرى ؟
    - أن أمسك أمرجيز وأفعل به ما أشاء .. كنت أريد فعلا أن أشقه إلى نصفين بدون أي مبالغة!
    قلت وانا أضحك :
    - خذني معك عندما تنوي فعل هذا ...
    ابتسم جاميان وهو يسبح في تأملاته وقال :
    - والآن بقيت تلك الأمنية التي لم تتحقق ... وأضفت لها أمنية أخرى ..
    - وماهي ؟
    - أتمنى أن يرى جيرودا ابنتي آيريس يوما ما ... وأريد أن أراه سعيدا ولديه طفلة مثلنا ...
    لا أدري لماذا دمعت عيناي بسبب تلك الأمنية الأخيرة ونظرت إلى الأمطار التي أشتدت كثيرا ..
    فكرت في صمت ...
    بدأت أتخيل أن جيرودا معنا الآن ويراقب الأمطار ... إن جيرودا شاب جدير بالثقة فعلا ويستحق كل الأشياء الجيدة ..
    ربما علينا أن نكتب له إعلانا في الجريدة فقد انتشرت قصة جاميان وأصبحنا مشهورين جدا وخاصة أن لون عيني ابنتي آيريس كان بنفسجيا عجيبا جدا وهذا ما جعلها ملفته للنظر ..
    حتى إنها أصبحت مشهورة جدا ...
    ابتسمت ، لأنه سيكون لدينا على سطح الأرض أو مايسميها الآخرون " بوميا آر" جيلا جديدا من لون العيون البنفسج والأرجواني ومشتقاته ..
    همست لجاميان بعد فترة صمت :
    - سنسمي طفلنا التالي جيرودا ... هذا إذا كان صبياً !
    لم يعلق جاميان عل كلامي ونظرت إلى وجهه كان قد ذهب في النوم ، يبدو أنه لم يسمع كلمتي الأخيرة .. نظرت إليه وإلى طفلتي آيريس بسعادة فقد كانا كل شيء في حياتي الآن ..
    ابتسمت ووضعت رأسي على كتف جاميان مرة اخرى وبدأت أذهب في النوم أيضا ، لكننا قررنا دوما أننا سنبحث عن جيرودا ..
    أليس كذلك؟
    مرت أيام طويلة .......
    صحوت من النوم ونظرت إلى جانبي فلم أر جاميان ..
    قمت بسرعة من سريري وخرجت إلى الحديقة فلم أجده .. تساءلت أين يكون قد ذهب يا ترى في ذلك الوقت المبكر ؟
    شعرت ببعض القلق ولكنني حاولت تجاهله ودخلت إلى غرفة ابنتاي .. تكلمت وأنا أحركهما :
    - هيا .. آيريس .. لورينا .. استيقظا ، لقد حان موعد المدرسة ..
    فتحت لورين عينيها بسرعة ونزلت من سريرها فهززت آيريس :
    - آيريس ... هيا ، تعلمي من أختك قليلا!!
    نظرت لي آيريس بعين واحدة وقالت بصوت مليء بالكسل :
    - ماذا يا أمي .. عندما كنت في الصف الأول كنت أحب المدرسة ... لكنني الآن أكرهها .. ماهذا !
    جلست بيأس قرب سريرها ثم قلت :
    - حسنا إذن .. ستذهبين لأنه ليس لديك عذر للغياب فأنت لست مريضة! كما أنك في الصف الرابع ولم تملي بعد من المدرسة فأمامك مسيرة طويلة حتى التخرج!
    نزلت آيريس من سريرها بكسل شديد وخرجت خلف اختها الصغرى ..
    تركتهما وذهبت لأعد الفطور وأنا أتساءل أين ذهب جاميان!
    بعد دقائق وضعت الفطور .. ورأيت جاميان يدخل من الباب مبتسما وهو يرتدي معطفه فقلت بخوف :
    - جامي .. أين كنت؟
    رد علي جاميان وهو يحتضن لورين التي ركضت نحوه:
    - كنت اتمشى قليلا ..
    - في هذا الوقت المبكر!
    قلتها باستغراب .. ثم جلست جوار آيريس الناعسة ، وجلست لورين قرب والدها فقال جاميان يخاطب آيريس :
    - مابك يا آيريس .. أما زلت نائمة ..
    ردت آيريس بكسل وتذمر وهي تأكل شطيرتها :
    - لا .. لقد استيقظت .. أوف! يا ألهي متى أذهب إلى الجامعة!
    ضحكت أنا وجاميان وردت لورين بفلسفة كعادتها :
    - ليس هناك شيء أجمل من التعلم يا أيريس!
    عدت فنظرت إلى جاميان وضحكنا عليهما ..
    كانت آيريس تشبه والدها ولكن لون شعرها يشبه لون شعري ،، لورين أيضا تشبه جاميان ولكن لديها شعر أحمر ملفت وعينان سوداوان كعمها جيرودا تماما .. كانت تذكرنا به طوال الوقت ..

    ******
    في يوم العطلة... توجهنا معا إلى شاطيء البحر ..
    كان يوما رائعا .. وركضت الفتاتان كثيرا بمرح هنا وهناك ومعهما جاميان .. بعد قليل عاد جاميان فوقف إلى جانبي وهو يقول :
    - ما بك تجلسين هنا كالعجوز .. لم لا تلعبين معنا؟
    ضحكت وقلت :
    - لا أفكر باللعب .. كما أنني اجلس إلى جوار أغراضنا حتى لا يسرقها أحد ..
    ابتسم جاميان ونظر لوجهي ثم قال :
    - اتذكرين ذلك اليوم؟؟ عندما كنا معا نركض على شاطيء البحر في ايموكيا؟؟
    شعرت بالسعادة وانا استعيد تلك الذكريات وقلت :
    - نعم ... كان يوما رائعا ..
    سحبني جاميان من يدي وقال :
    - هيا إذا ... إذا أمسكتني فسوف أعطيك جائزة ..
    قلت وانا أنظر إلى آيريس ولورين التي تلعبان بالرمال :
    - ماذا عنهما ؟؟
    - ليستا صغيرتان ... ستظلان هنا حتى تخسرين التحدي ! لن أسمح لك بإمساكي كما حصل ذلك اليوم !
    ركض جاميان .. فلحقت به بقوة .. وصحت :
    - ستخسر دائما يا جاميان!
    أسرع جاميان في ركضه وكان الجري على الرمال أمرا متعبا بحق!
    ركض جامي كثيرا بدون تعب ..
    ولكني توقفت فجأة وأنا التقط أنفاسي ... نظر جاميان لي ثم قال بسخرية :
    - ما هذا؟ لقد أصبحت عجوزاً بالفعل! ظننت أنني أبالغ ...
    قلت وانا أفكر في خداعه :
    - لن يمكنني اللحاق بك مجددا ...
    توقف جاميان المسكين وهو لا يعلم بخطتي فركضت بسرعه وأمسكته ...
    - يا لغشك !
    قالها جاميان بغيظ وأنا أضحك عليه من كل قلبي ..
    وتمشينا عائدين إلى مكاننا وأنا أملأ أذنه بالسخريات وهو ينعتني بالمخادعة الغشاشة!
    ضحكنا كثيرا وعندما اقتربنا رأينا شاباً يلعب مع لورين وآيريس بالرمال فقلت لجاميان بخوف :
    - أنا لا أراهما جيدا .. من هذا الذي يجلس معهما ؟؟
    قال جاميان وهو يترك يدي :
    - سأرى ما الأمر ..
    لحقت بجاميان وعندما اقتربنا قليلا نادى جاميان :
    - آيريس ..
    كانت آيريس منهمكة في اللعب ولكنها رفعت رأسها وابتسمت ..
    كان الشاب يعطينا ظهره وعندما التفت إلينا وقفنا نحن الاثنين في مكاننا ...
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 12:02 pm

    كانت الصدمة شديدة جدا ..
    لم أصدق ما تراه عيناي ، وأن ذلك الشاب لم يكن سوى جيرودا!
    ظل جاميان ينظر بهدوء وأنا اسمع دقات قلبه السريعة ... جيرودا أيضا حدق بجاميان لبرهة .... ولكنه ابتسم وقال :
    - جاميان .... مستحيل !
    دمعت عينا جاميان ...
    وقف جيرودا ثم تعانقا بحرارة .. لم يصدق أحدهما أنه رأى الآخر أخيرا بعد فراق دام ما يقرب العشر سنوات ..
    لم أستطع إمساك دموعي فقد كان الموقف مؤثرا جدا واقتربت لورين الحنونة ثم سألتني :
    - أمي لم تبكين ؟؟ من هذا الرجل؟
    ابتسمت آيريس وقالت بذكاء :
    - إنه عمي جيرودا أيتها الحمقاء ! ألم يخبرنا أن اسمه جيرودا؟
    - لا تسبي !
    ابتسمت ونظر جيرودا نحوي ثم قال بود :
    - كيف حالك يا لندا ... كنت أعلم أنك ستظلين إلى جوار جاميان حتى النهاية ..
    قلت وأنا أذرف الدموع :
    - لقد اشتقنا إليك كثيرا ...
    أمسك جاميان بآيريس و لورين وقال ضاحكا :
    - أعرفك على ابنتاي ... آيريس و لورين ..
    مسح جيرودا على شعرهما وقال باسما :
    - لقد تعرفت عليهما منذ قليل ... عرفت أخيرا أنكم هنا في هذا البلد .. وعندما رأيت لون عيني آيريس شعرت بأنهما سيوصلانني إليكم .. كما انهما تشبهان لندا إلى حدا كبير !
    قلت باندهاش:
    - كنت أظن انهما يشبهان جاميان!
    ضحك جيرودا وجاميان ..
    وسألت جيرودا :
    - وأنت .. أين كنت؟

    ابتسم جيرودا وقال :
    - إنها قصة طويلة من المعاناه .. سأقصها عليكم قريبا ...
    تبادلت مع جاميان ابتسامة سعادة وأمسكنا بجيرودا عائدين إلى المنزل تلحق بنا آيريس ولورين ..
    وكلنا شوق لسماع ما سيحكيه لنا جيرودا .. أخيرا.



    نهاية القصة اتمنى ان تكونو قد استمتعتم فيها
    ارجوا التثبيت لاني تعبت فيها كثيرا مشكورين الي ردوا والي ما ردو
    سوسنة الأردن
    سوسنة الأردن
    عضو مشارك


    قصة الجندي الابيض 8110
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 82
    العمل/الترفيه : طالبة

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف سوسنة الأردن الأحد يونيو 13, 2010 2:48 pm

    مشكووووووور عالمجهووود الرائع
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الأحد يونيو 13, 2010 2:54 pm

    الفو الله يخليكي
    سنديان الاردن
    سنديان الاردن
    نائب المدير العام
    نائب المدير العام


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 185
    الموقع : منتديات عيون الاردن
    العمل/الترفيه : لا شي

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف سنديان الاردن الإثنين يونيو 14, 2010 6:44 am

    الله يعطيك الف الف الف الف عافيه
    اخوي احمد بجد تعبت والله بهل القصه
    بس والله طلعت روحي لقرئتها
    ههههههههههههههههههههههه
    مشكور اخوي والله يعطيك الف عافيه
    تقبل مروري المتواضع
    مع تحياتي لك
    احمد ابو خلف
    احمد ابو خلف
    عضو متميز


    قصة الجندي الابيض 8010
    قصة الجندي الابيض Male_j11
    عدد المساهمات : 239
    الموقع : عيون الاردن
    العمل/الترفيه : موظف / كرة القدم

    قصة الجندي الابيض Empty رد: قصة الجندي الابيض

    مُساهمة من طرف احمد ابو خلف الإثنين يونيو 14, 2010 8:00 am

    الله يعافيك اخوي عبد

    طلعت روحك لما قراتها

    انت قراتها متتالية انا لما قراتها كانت بنت بتكتب فيها ثلث سطور ثلث سطور فرفطت روحي اسبوع وانا بقرا فيها
    ههههههههههههههههههههههه

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 4:20 pm